أعلن زعيم حزب «البعث» العراقي عزّت إبراهيم الدوري تشكيل جبهة سياسية مسلحة أطلق عليها «جبهة الجهاد والتحرير والخلاص الوطني» وقال إنّها تضم 50 فصيلا مقاوما لحشد طاقات الشعب لإنجاز مرحلة الحسم وتحقيق النصر والتحرير الشامل لأرض العراق، مؤكدا رفضه التفاوض مع المحتل الأمريكي حتى يقرر الانسحاب الكامل من البلاد ويعيد العراق إلى أهله الشرعيين. الدوري أشار إلى أنّه سيتم بعد ذلك تشكيل مجلس وطني يتولى تشكيل حكومة انتقالية تصرف أمور البلد وتعيد الخدمات الضرورية وتهيئ لانتخابات عامة لإقامة نظام ديمقراطي تعددي. ويأتي الإعلان عن هذه الجبهة في وقت تصعّد الحكومة العراقية من اتهاماتها لحزب «البعث» بالتعاون مع تنظيم «القاعدة» وتدبير التفجيرات الدامية التي شهدتها بغداد مؤخرا، حسب زعمها. بيان حماسي وقال الدوري الذي كان يشغل منصب نائب الأمين العام للحزب في بيان حماسي طويل أمس موجه إلى العراقيين «يا من حطمتم هذه الموجة الشريرة الهوجاء وحققتم أعظم الانتصارات التاريخية للأمة والإنسانية عبر أكثر من ست سنوات ونصف من الصراع الدامي الملحمي البطولي المصيري مع أقوى وأوسع وأعتى غزو شهدته الأمة على امتداد تاريخها الطويل المجيد انتظمت فيه كل قوى الشر والرذيلة في الأرض بحمل حقد الأولين والآخرين على شعب العراق العظيم شعب الحضارات الإنسانية وأمته المجيدة ورسالتها الخالدة». وأضاف إنّ الشعب العراقي قدم «وقواه الثائرة المؤمنة المجاهدة لهذا الإنجاز التاريخي أوسع التضحيات وأغلاها حتى انفرط حلفهم الشرير وتفرق جمعهم وولّوا على أعقابهم مدبرين يلعنهم الله وملائكته والناس أجمعين وهم يلعنون حظهم ويلعنون كل من سول وزين لهم ارتكاب هذه الجريمة الكبرى بحق شعب العراق الإنساني الحضاري المجيد حتى بدأت اليوم شعوب دول العدوان تتحفز إلى محاكمة حكامها وقادتها الذين ورطوا شعوبهم وقتلوا أبناءهم وبذروا أموالهم ومسخوا تاريخهم وحضارتهم». وقال إنّ القوات الأمريكية تجبر الآن على الهروب أمام ضربات المقاومة «إلى قواعد محصنة تظن أنها ستحميها ثم تقرر الانسحاب بوجهها الأسود إلى غير رجعة خوفًا مما سيترتب على بقائها على أرضكم العراق من نتائج وخيمة على مستقبل وجودها كقوة كونية عظمى فينهار بنيانها من الأساس». ووصف الدوري المطلوب للقوات العراقية والأمريكية ولا يعرف مكان تواجده حاليًا فيما إذا كان داخل العراق أو خارجه إعلان الجبهة بأنه «يوم تاريخي عظيم».. وأضاف «نزف إليكم بشرى قيام جبهة الجهاد والتحرير والخلاص الوطني ينتظم تحت لوائها أكثر من خمسين فصيلًا من فصائل مقاومتكم الباسلة وذلك لحشد كل طاقات الشعب والأمة المادية والمعنوية لإنجاز مرحلة الحسم الكامل وتحقيق النصر المؤزر والتحرير الشامل والعميق لوطننا العزيز». النصر وشيك وأشار الدوري إلى أنّ المقاومين هم الآن «على مشارف الحسم النهائي والنصر المؤزر المبين» الذي يتطلب مزيدا من التوحد والتوحيد والتآلف والتوافق والتنسيق. ودعا إلى «الوحدة الشاملة والتوحد الكامل على ثوابت الجهاد والتحرير والاستقلال وإعادة بناء العراق بما يليق به وبما يستحق لتعود طليعة المسيرة الكبرى للأمة نحو عزها ومجدها ورفعتها وذلك من أجل الحشد الشامل لكل طاقات الشعب والأمة في معركة الحسم والنصر والتحرير والاستقلال». وأوضح أنّ إعلان هذه الجبهة يأتي بعد «حوار واسع ومعمق بين فصائل المقاومة وجبهاتها ولأكثر من عام» حيث تمخض عن قيام (جبهة الجهاد والتحرير والخلاص الوطني) من جبهتي الجهاد والتحرير والجهاد والخلاص الوطني لتشكل انطلاقة اوسع وأقوى نحو التوحيد الشامل للمقاومة». وقال «لقد قامت هذه الجبهة المباركة على قواعد وثوابت التحرير والاستقلال المعلنة من قبل كل فصائل المقاومة وعلى رأس تلك الثوابت دوام المقاومة وتوسيعها وتصعيد أداتها حتى التحرير الشامل والعميق للوطن مهما طال الزمن وغلت التضحيات». وأشار إلى أنّ الثوابت التي قامت عليها الجبهة لمرحلة التحرير وما بعده هي: لمرحلة التحرير... دوام الجهاد الشامل وفي كل الميادين وفي المقدمة المقاومة المسلحة حتى التحرير الشامل والعميق لبلدنا من كل أنواع الاحتلال وأشكاله... وأنّ المقاومة العراقية بكل أشكالها وألوانها المسلحة وغير المسلحة هي الممثل الشرعي الوحيد للعراق وشعبه وبما أنّ الاحتلال باطل في كل القوانين والمواثيق الدولية الوضعية وفي كل الشرائع السماوية فكل ما أحدثه في بلدنا فهو باطل ومرفوض رفضًا قاطعًا وبشكل خاص عمليته السياسية المخابراتية وما ترتب عليها وما سيترتب عليها مستقبلًا. وشدد على أنه لا تفاوض مع الأمريكيين المحتلين حتى يقرروا الانسحاب الشامل والكامل من العراق ويعيدوه إلى أهله الشرعيين وهم المقاومة. وقال إنّ الجبهة تؤمن بالعراق العربي الإسلامي الواحد الموحد أرضًا وشعبًا وتاريخًا وحضارة كما تؤمن وتلتزم بحق العراق الكامل بالتعويض عما لحق به من أضرار مادية ومعنوية ب«سبب الاحتلال ومن جرائه وخاصة بعد اعتراف الغزاة بخطئهم وجريمتهم في غزو العراق».