أخيراً و ليسَ بآخرْ .. تفيق الدماءُ تقومُ الشهادة للشمسِ تُعْلِنُ عشقَ الدروبِ تفزُّ لتوقظ جمرَ الضمير ، و جمرُ الضميرِ رمادٌ علاهُ الصَّدأْ .. تهبُّ الفروعُ على سارياتِ الفراتِ العنيدِ وتَسْحَبُ غمدَ البسالةِ غزّةْ.. و غزَّةُ شيخٌ و قورٌ تلمَّسَ دربَ اليقينِ و أدْرَكَ معنى الجهاد .. و غزّةُ تصحو على صوتِ دجلَةَ يطرقُ بابَ المحيطِ و رأسَ الخليجِ و يقلِقُ عينَ الشمالِ ... و يفقَأُ عين العروبه .. و غزَّةُ أمسَتْ فتاةً بعمق الجَمالِ البهيّ ستحمِلُ حزنَ البوادي و تعلِنُ يوماً زفافَ الشهيد .. لماذا تلبَّدَتِ الروحُ فينا ؟ لماذا يغيبُ الكبيرُ المدبِّرُ فينا ؟ فهذا الصباحُ تعكَّرَ ، لم يحكِ للشمسِ حزنَهْ .. و تلك الدروبُ ترامَتْ على منكبيهم أتتهم صباحاً مساءً خريفاً شتاءً وصيفاً وظهراً أتَتْهمْ على البيتِ والقصرِ جاءَتْ إلى المسجدِ المبتلى بالقعودْ .. و حطَّتْ على قارعات الشبابِ و صدرِ النساءِ و هنَّ يبعْنَ الحياءَ . فلم ندرِ طعمَ الخلاصِ و لم ندرِكِ الريحَ كيف تسيرْ .. لنا في العراق وصيَّةُ شعبٍ تمرَّدَ ، يكتبُ بالجوعِ و الدمعِ و الرفضِ حبَّه .. فلسطينُ تنظر يوماً إليهِ و يوماً يُباغِتها القهرُ تبكي عليها على أيِّ قبرٍ توجِّهُ عطرَ الوعودِ و في كلِّ يوم تودِّعُ صُلْبَ الرجالِ أخيراً و ليسَ بآخرْ .. تُزَفُّ البشارةُ ، فالعشقُ أضحى رصاصه .. و ماتَتْ .. مضامينُ مؤتمراتِ العهاره . تموتُ القوافي إذا أفلسَتْ من مضامينها و تعرَّتْ مِنَ الحسِّ و استعذَبَتْ وَعْدَ من زرعوا دربها غُصَصاً في الكبدْ .. جموحُ المصلِّين للغربِ ناموا أعدّوا جوازاتهم سفَّروا مالهم و البنينَ ... و باعوا ال بَ .. لَ .. دْ .. و أنتَ المقاتِلُ للغدرِ و الخوفِ أنتَ المحافِظُ ، في القلبِ تمضي و في الجمر تحيا غذاؤك صبرٌ ، فراشُكَ عَزْمٌ طريقُكَ نورٌ ونارٌ أراك تكحِّلُ عينيكَ ، أُبْصِرُ فيك اليقينَ يقرِّبُ بين الخلاصِ و بين الشهاده .. خرجْتَ إلينا على مركبٍ بلعَ الماءَ والوقتَ أحضَرَ لي ما تبقى من العزمِ في زمنِ العُربِ ، لا أشتهي أن أضيفَ العباره على طرقات المنافي تعيش القصائدُ تغلِقُ غِمْدَ السّيوفِ و تطفِئُ غَضَبَهَ شعبٍ تلظَّى أراها تسافِرُ للعشقِ و الزهرِ تنكِرُ خِصْبَ القصيده .. أخيراً نرى غزَّةً في الدماءِ تُعمَّدْ و هذا العراقُ مقابرُ رفضٍ و عُرْبُ العروبةِ في النومِ تغرقْ