البيان الختامي للمؤتمر الدولي حول دور الدولة العثمانية وتركيا الحديثة في الحضارة والثقافة الإسلامية اسطنبول: أحمد علي سليمان
انطلاقا من الدور الرائد في الحضارة الإسلامية التي قادت الإنسانية إلى مراشدها، وأنقذت العالم من ظلمات الضلال والجهل والفتنة إلى نور الإسلام وعدله ورحمته. وعطفا على قيام الخلافة العثمانية بالدور الرائد في قيادة العالم لمدة تزيد على ستة قرون قبل أن تتكاثر عليها الأمم، وتتمكن في النهاية من إسقاطها.. وتذكيرا بالدور الراشد الذي صححت به المسار وأخذت بأساليب ووسائل التقدم العلمي، مع عدم إهمال عوامل تفوقها في الماضي، والذي استند أساسا إلى مبادئ الإسلام وقيمه الأساسية. اتفقت رابطة الجامعات الإسلامية مع جامعة مرمرة – ممثلة في كلية الإلهيات، ومع مركز الأبحاث للتاريخ والفنون والثقافة الإسلامية "أرسيكا" في عقد مؤتمر دولي بعنوان: (دور الدولة العثمانية وتركيا الحديثة في الحضارة والثقافة الإسلامية) حيث عقد المؤتمر برئاسة الدكتور جعفر عبد السلام الأمين العام لرابطة الجامعات الإسلامية، والدكتور رشد كوجك عميد كلية الإلهات جامعة مرمرة، في الفترة من 5-7 جمادى الأولى 1432ه - 8-10 إبريل 2011م، في رحاب جامعة مرمرة بمدينة أسطنبول بالجمهورية التركية. وناقش خلال عشر جلسات أكثر من أربعين بحثا، قدمها أساتذة وباحثون من الجامعات الإسلامية في العديد من دول العالم، دارت حول القضايا التالية: - التراث الذي ورثته الدولة العثمانية. - الجغرافية العثمانية وتجربة التعايش مع الآخر في البلدان الإسلامية. - تجربة الدولة العثمانية في حماية البلاد الإسلامية والدفاع عنها. - الدعائم الاقتصادية للدولة العثمانية. - تجربة الدولة العثمانية في التربية والتعليم. - تجربة الدولة العثمانية في الإعمار والفنون الجميلة. - جمهورية تركيا وعلاقاتها العلمية والثقافية والاقتصادية والسياسية مع الدول الإسلامية. - عوامل النهضة في الحضارة والثقافة الإسلامية. وبعد مناقشات مكثفة، استمرت لمدة ثلاة أيام، أصدر المؤتمر التوصيات التالية: أولا: يوصي المؤتمر الدول والشعوب الإسلامة بضرورة التواصل مع ماضيها التليد، والبناء عليه ليكون الماضي والحاضر والمستقبل سلسلة متصلة الحلقات، تستفيد كل حلقة من الأخرى، حتى يكون البناء شاهقا ومتينا. ثانيا: يوصي المؤتمر الشعوب الإسلامية بضرورة البحث عن عوامل التضامن والتعاون والتوحد فيما بينها، والبدء بالمجالات الأسهل والأسهل حتى نصل إلى مرحلة الوحدة الكاملة بإذن الله تعالى. ويشيد المؤتمر بالخطوات التي اتخذتها الحكومة التركية لإلغاء الحواجز المصطنعة بين الدول الإسلامية، خاصة تأشيرات الدخول، وضرورة العمل على انطلاق الأشخاص والبضائع بين الدول الإسلامية بغير قيود. ثالثا: يقدر المؤتمر الدور الثقافي والعلمي والاقتصادي والسياسي للدول العثمانية وتركيا الحديثة، والذي وضعها على طريق التقدم العالمي، ويبارك خطواتها الرائدة في التواصل مع العالم الإسلامي، والإسهام في حل المشكلات العربية والإسلامية، وعلى رأسها مشكلة القدس وفلسطين، والمشكلة العراقية، ويثمن جهودها ومواقفها في التدخل لمناصرة المستضعفين في كل مكان، اهتداء بمبادئ الإسلام وقيمه الأساسية. رابعا: يشيد المؤتمر بالدور التاريخي الذي قامت به دولة الخلافة العثمانية في التعامل العادل مع غير المسلمين، ومنحهم كافة الحقوق، كما يوصي بإظهار الوثائق والعهود التي عقدتها وأصدرتها هذه الدولة للاستفادة بها في حياتنا المعاصرة. خامسا: يوصي المؤتمر كافة الدول الإسلامية بإبراز الفنون والآداب، وسائر الفنون التي أبدعتها قريحة الفنان المسلم في مختلف العصور والأماكن والأزمان، مع بعث هذه الفنون والاستفادة منها في حياتنا المعاصرة، والمزج بينها وبين ما يلائم حضارتنا الإسلامية من وسائل الفنون الحديثة. سادسا: يوصي المؤتمر الدول الإسلامية بتعميم التجارب العلمية الرائدة في التربية والتعليم مع الاستفادة بالتجارب الإسلامية، والتمكين لها في حياتنا المعاصرة. سابعا: يوصي المؤتمر اتباعا الأسلوب الناجح للأتراك في إقامة درجات علمية مشتركة في البكالوريوس والماجستير والدكتوراه في التخصصات العلمية المشتركة مع الجامعات الأوروبية والأمريكية وإدخال مصر كشريك ثالث في هذه المنظومة مما يعطي زخما لكل الأطراف حتى الأوروبيين. ثامنا: يوصي المؤتمر بتفعيل فكرة المشترك الثقافي التي تتبناها الرابطة، بين الجامعات الإسلامية وجامعات العالم أجمع، لتدعيم فكرة تلاقي الحضارات. تاسعا: يدعو المؤتمر إلى ضرورة الأخذ بالوسائل الحديثة في التربية والتعليم، وعلى رأسها: - نقد الذات - فعل المراجعة - ربط التعليم بالحاجات الأساسية والمستقبلية للمجتمع والله ولي التوفيق صدر في مدينة اسطنبول عاصمة الجمهورية التركية في 7 جمادى الأولى 1432ه - 10 إبريل 2011م