بعد الحوض المنجمي.. ماذا عن شورو وضحايا قانون الإرهاب؟
تونس - الحوار نت - تمّ كما هو معلوم إطلاق سراح سجناء حركات الاحتجاج أو الذين عرفوا بسجناء الحوض المنجمي بعد أن قضوا ما يناهز السنة في السجون عقب أحداث احتجاجية كان مسرحها الجنوب التونسي.. بهذا يكون قد اجتمع شمل الكثير من الأسر بعد مجهودات ماراطونية من الفعاليّات الحقوقيّة وجهود كثيرة من المنابر الإعلاميّة وغيرها من حساسيات المجتمع الحرّة، إذ ما كان لهذه المجهودات الفعّالة والمركّزة إلاّ أن تؤتِ أكلها، ولأنّها كانت معاضدة جادّة ومتتابعة فقد كللت بتحقيق أهدافها حيث لم يكن أمام السلطة إلاّ أن تستجيب لهكذا ضغوطات .
سنة من مراكمة الاحتجاج على وضعيّة سجناء الاحتجاج، سنة من النضال المركزالتحمت فيها أيدي حرّية وإنصاف، المجلس الوطني للحرّيات، الحملة الدوليّة لحقوق الإنسان، الرابطة التونسيّة للدفاع عن حقوق الإنسان، الجمعية الدوليّة لمساندة المساجين السياسيّين وغيرهم من المنابرالفاعلة وجمعيات أخرى أُسّست للغرض..
كان للأحزاب الفاعلة دورها البارز، فقد أفردت حيّزا من خطابها لتبديد هذه المحنة وفكّ أسر ضحاياها، كان حاضرا في قلب الحدث الحزب الديمقراطي التقدمي وحركة النهضة بمؤسساتها في الخارج ومناضليها في الداخل وحزب العمال والمؤتمر من أجل الجمهورية وغيرها من الأحزاب الفاعلة الأخرى..، أمّا المنابر الإعلامية فقد أبقت على سجناء الحوض في قلب الحدث وعلى مدى ما يناهز الأربعمائة يوم، لم تخل واجهات المواقع من تناول المحنة أخبارا وصورا ونداءات وبيانات... وإن كان هذا من صميم واجبات هذه المنابر والجمعيّات فإنّ المجتمع التونسي لا يمكن له إلاّ أنّ يقدم جزيل الشكر ويشدّ على أيدي مجموعة من أبنائه ونخبه ومثقفيه وهم يؤازرون وينافحون عن ثلّة أخرى من أبنائه يقبعون في ظلمات الزنازين... كل الامتنان لهؤلاء الذين تكاتفوا من أجل سجناء السنة، ونطلب منهم بلطف أن يحوّلوا هذا التكاتف لصالح سجين العشرين... وإذا عرفنا أنّه في ظل نظام شمولي لا يمكن "لحرب" الحرّيات أن تضع أوزارها، وإذا عرفنا أنّ السلطة الغاشمة لا تهدأ ولا تدع أحد يهدأ ولا بد لها من إنتاج محاور أخرى متوترة تكون تحت السيطرة، تشاغب وتلهي بها النخب عن معضلات أخرى.. فمنهجها يعطي ويأخذ.. يطلق ويقبض.. وقد باشرت الأمر فعلا، حيث أنّها قبل إطلاق سراح سجناء الحوض ألقت القبض على سجين الرأيّ توفيق بن بريك وزميله زهير مخلوف ولا بد لهما من هبة... فقط نهمس في أذن حلف النضال وهم مارين إلى الذود عن الصحافي الشجاع بن بريك أن يلقوا نظرة في طريقهم على سجن الناظور.. أين ينهي الصادق شورو أيامه الأخيرة من عقده الثاني،، ثم نظرة أخرى على آلاف الشباب في زهرة أعمارهم يرزحون خلف الحديد بحكم قانون مكافحة الإرهاب المستورد والمُطعّم والمُخصّب محليّا. هكذا يخرج العمل المشترك من الأقوال إلى الأفعال، وهكذا نزرع الثقة بين مختلف مكوّنات المجتمع التونسي لتواصل مسيرتها.. مسيرة الحرية.