هل أصبح قدرنا هو هذا النمط في إدارة شئون البلاد ؟ بطء في الإجراءات يصاحبه كم هائل من التهديدات والمخاطر على الثورة بل على مصر واقع ومستقبل ، الشعب في حالة قلق وارتياب بسبب هذه الإجراءات القانونية والإدارية المستفزة ، بقايا النظام مازالوا على مقاعدهم يسيطرون على مفاصل الجهاز الإداري للدولة في الوزارات والمديريات ومجالس المدن وعمادة الجامعات ورئاسة الأحياء ، فمن يدير البلاد إذاً؟! أمر آخر هو جمع رموز الاستبداد والفساد والقمع المدان والمتهم بالسلب والنهب والقتل والتعذيب في مكان واحد هو منتجع طرة المعروف سابقاً بسجن مزرعة طرة ، وهو إهدار معلن وربما مقصود من البعض لإتلاف الأدلة وخلط الأوراق ، الحبس الاحتياطي لرموز النظام البائد ، المفروض أنه إجراء احترازي لحماية المعلومات وعدم التأثير على سير القضية لحين الانتهاء من التحقيق ، لكن هذا السبب أو الشرط غير متوفر الآن بوجود كل أركان الاستبداد والفساد والقمع في مكان واحد لأن الاتصال المباشر بينهم يمكنهم من ترتيب الأوراق والأقوال التي تعتمد النيابة على تضاربها في إثبات الحقائق فضلاً عن خطورة أدوات الاتصال المتاحة لهم !! المبرر أو العذر أقبح من الفعل ، المبرر جاء من وزارة الداخلية التي أعلنت على لسان وزيرها أنه لا يتمكن من تأمين رموز الفساد والإجرام والقتل إذا وزعهم على سجون مختلفة وفي هذا المبرر تهديد جديد بل قد يكون إغراء لفرق المولاة وفلول النظام بالتفكير في تحرير هؤلاء السجناء بالقوة والبلطجة طالما الأمن بهذه الحالة ، المطلوب وفوراً هو عزل هؤلاء عن بعضهم البعض وتنفيذ لائحة السجون على الزيارات والتفتيش والاتصالات ، المطلوب وفوراً هو سرعة الإجراءات وجمع المعلومات وإعلان الحقائق ورد المظالم ومحاسبة المجرم الآثم ، إطالة الوقت هو إضاعة للحق وإتاحة فرص للهروب من العدالة ، هل ما يتم مقصود ومن المسئول؟! الثورة مهددة من الخارج ومن الداخل بل من داخل الداخل من منتجع مزرعة طرة ! .... حفظك الله يا مصر الثورة والأمل ...... محمد السروجي كاتب مصري