على درب إسرائيل في الأراضي المحتلة، يسير جنود نظام بشار الأسد فى سوريا من إلقاء القبض على الرجال من هم دون الأربعين في حملات اعتقال كبيرة بمدن سورية متفرقة، بحسب ما نقلت وكالات أنباء عن شهود عيان. وقال شهود العيان لرويترز الثلاثاء 3-5-2011 إن قوات الأمن التي تبحث عن الرجال تحت سن الأربعين اقتحمت منازل يوم الأحد الماضى في الحي القديم بدرعا التي قصفتها قوة تدعمها دبابات بقيادة ماهر الأسد شقيق بشار الأسد من أجل إخضاعها.
ومن درعا أيضا نقلت وكالات الأنباء عن شهود عيان "أن شبانا في الحي القديم بالمدينة فروا إلى قرى مجاورة إلى الغرب بعد اعتقال 450 رجلا تحت سن الأربعين من منازلهم".
ويقول شاهد عيان وهو تاجر سوري - غافل قوات الأمن ودخل مدينة الرمثا الأردنية - إن السلطات تنظف درعا من دماء عشرات الشبان الذين قتلوا بنيران البنادق الآلية للقوات السورية.
كما قال مدافعون عن حقوق الإنسان إن مئات من المتظاهرين اعتقلوا منذ يوم الأحد الماضى في محاولة لإخماد ثورة شعبية مستمرة منذ ستة أسابيع تمثل أخطر تحد على الإطلاق للحكم الاستبدادي للرئيس الأسد.
وأضافوا خلال حديثهم لوكالة رويترز "أن قوات الأمن السورية اعتقلت المزيد من الأشخاص خلال مداهمات من منزل لمنزل ضمن حملة على الاحتجاجات المطالبة بالديمقراطية في شتى أنحاء البلاد".
وشملت عمليات الاعتقال أيضا ناشطون حقوقيون بارزون في مدينتي القامشلي والرقة - شرقي سوريا وفي ضواحي دمشق إلى جانب عشرات من السوريين العاديين النشطين في احتجاجات جماهيرية للمطالبة بالحريات السياسية وإنهاء الفساد.
وقال الناشط عمار القربي لرويترز "إن قوات الأمن تواصل عمليات الاعتقال في جميع مدن سوريا"؛ وأضاف أن لديها قوائم بمن تريد اعتقالهم وأنها تدخل المنازل بحثا عنهم.
وتتحدث تقارير لجماعات حقوق الإنسان أن السوريين يواصلون الاحتجاجات رغم الاعتقالات والقمع العنيف من قبل قوات الأسد الذي أسفر عن قتل 560 مدنيا على الأقل حتى الآن.
ميدانياً قال أحد قادة المحتجين إن القوات السورية ومسلحين موالين للرئيس بشار الأسد انتشروا اليوم الثلاثاء في مناطق بوسط مدينة بانياس التي يسيطر عليها متظاهرون مطالبون بالديمقراطية منذ أسابيع.
وتابع لرويترز "تحركوا صوب منطقة السوق الرئيسية فقد أغلق الجيش المدخل الشمالي وقام بتأمين الجنوب كما قاموا بتسليح القرى التي يقطنها علويون في التلال المطلة على بانياس ونواجه الآن ميليشيات من الشرق".
عقوبات الاتحاد الأوربي
وعلى الصعيد الدبلوماسي أعلن وزير الخارجية الفرنسية أنه يريد من الاتحاد الأوربي فرض عقوبات على قادة سوريين من بينهم الرئيس بشار.
وقال آلان جوبيه وزير خارجية فرنسا اليوم الثلاثاء إن فرنسا تريد من الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات على الزعماء السوريين وبينهم بشار الأسد جراء قمع الاحتجاجات المطالبة بالديمقراطية في البلاد.
وقال للصحفيين "نحاول العمل مع شركائنا الأوروبيين"، وأجاب ردا على سؤال ما إذا كان الأسد يجب أن يكون بين المستهدفين بالعقوبات قائلا "هذا هو ما تريده فرنسا".
كما قال وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك إن لجوء الرئيس السوري لاستخدام القوة ضد شعبه يعجل بسقوط حكمه وصرح بأن إسرائيل يجب ألا تخشى التغيير في دمشق.
وقال باراك فى حديثه للقناة العاشرة في التلفزيون الإسرائيلي الاثنين "أعتقد أن الأسد يقترب من لحظة يفقد فيها السلطة، فالوحشية المتصاعدة تضعه في مأزق، كلما زاد عدد القتلى كلما تراجعت فرصه من الخروج من هذا الموقف".
وأضاف وزير الدفاع الإسرائيلي أنه حتى إذا أصدر الأسد أوامره للقوات بالامتناع عن استخدام القوة لإخماد المظاهرات سيكون قد فات أوان تشبثه بالسلطة لفترة أخرى.
وقال باراك "حتى إذا توقف عن قتل الناس لا أرى أمكانية لاستعادة الثقة فيه، لا أعرف ما إذا كان سينهي دوره خلال شهر او شهرين قد يتعافى لكني لا اعتقد انه سيظل على حاله.
وأشار خلال حديثه إلى نهاية بشار سوف تكون مثل نهاية الرئيسين المخلوعين المصري حسنى مبارك والتونسي زين العابدين بن على.
وقد جاءت هذه التصريحات لتكسر حاجز الصمت الإسرائيلى حيال المظاهرات فى سوريا، وهو الأمر الذى علقت عليه وسائل إعلام إسرائيلية بأن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو طلب من وزرائه عدم مناقشة الأمر علنا حتى لا يتهموا بالتدخل.