اقتحمت قوات الأمن السورية المدعومة بالمدرعات أمس محافظة درعا جنوب سوريا حيث تحدثت مصادر حقوقية عن مقتل ما لا يقل عن 25 شخصا، في خطوة رأى نشطاء سوريون أنها تعكس نزعة النظام نحو اعتماد الحل العسكري في قمع المظاهرات الاحتجاجية. وأغلقت سوريا معبريها الحدوديين البريين مع الأردن (في درعا ونصيب في أقصى الجنوب السوري) وقال مسؤول لوكالة «رويترز» إن توقيت إغلاق المعبرين مرتبط على ما يبدو بعملية أمنية كبيرة تجري في درعا، لكن سرّية الجمارك نفت إغلاق المعبرين. أجواء مشحونة وأكد شهود عيان أن قوات الأمن المدعومة بمدرعات الجيش دخلت درعا من أربعة محاور وسط إطلاق نار كثيف. وقال أحد سكان البلدة إن قوات الأمن السورية المدعومة بعربات مدرّعة دخلت المدينة في ساعة مبكرة من فجر أمس وفتحت النار على السكان. وأضاف الشاهد في اتصال هاتفي مع قناة «الجزيرة» انهم يطلقون النار، وقد سقط عدد من القتلى وبيوت درعا أصبحت مشافي». ووصف شاهد عيان مدينة درعا بأنها أصبحت عبارة عن «مقبرة من النساء والرجال والأطفال»، مؤكدا أن ما حدث من اطلاق نار كثيف واقتحام قوات الأمن درعا بالمدرعات لا يمكن وصفه. ونقلت وكالة «روتيرز» عن شاهد عيان قوله «إن ثماني دبابات ومدرعتين دخلت الحي القديم في مدينة درعا السورية المحاصرة وشوهدت جثث ملقاة على الأرض في شارع رئيسي قرب المسجد العمري. وأضاف الشاهد في درعا أن قناصة على أسطح مبان حكومية وعناصر قوات أمنية بزي عسكري أطلقوا النار عشوائيا على منازل أهالي المدينة منذ دخول الدبابات بعد صلاة الفجر. وتابع أن «الناس يحتمون في المنازل، حيث شوهدت جثتان قرب المسجد ولم يتمكن أحد من الخروج لإبعادهما». وأطلقت مساجد المدينة نداءات استغاثة لإجلاء القتلى والجرحى. وقال نشطاء على شبكة الأنترنت ان الدبابات أطلقت قذائفها على البيوت والأشخاص وان عشرات الجثث شوهدت في الشوارع. وتحدث ناشطون سوريون عن مقتل ما لا يقل عن 25 شخصا عندما اقتحم نحو 3 آلاف عنصر أمني مدينة درعا. وأكد ناشط حقوقي لم تسمّه وكالة «فرنس برس» أن عملية الاقتحام تهدف الى القضاء على حركة الاحتجاج التي بدأت في درعا منذ نحو 6 أسابيع. وأضاف أن «قوات الأمن اقتحمت المنازل وأطلقت النار على خزانات المياه لحرمان الناس من المياه». وتحدّث عن اشتباك بين قوات الأمن والجيش قائلا انهم تبادلوا اطلاق النار. وليس هناك سبيل لتأكيد أرقام الخسائر من مصدر مستقل حيث تحظر السلطات السورية على الصحفيين الأجانب والعرب دخول سوريا، حيث توجّه الحكومة اللوم في الاضطرابات الى من تصفهم بالمتآمرين». وتحدثت مصادر رسمية سورية أمس عن أن الأمن السوري أحبط محاولة اعلان درعا إمارة سلفية وتنصيب أمير عليها أمس. من جانبه أعلن أمين منظمة حزب البعث العربي الاشتراكي السوري في أوكرانيا محمد زيدية استقالته من منصبه احتجاجا على تغليب الحل الأمني ومنطق القمع والدم على الحوار والإصلاح الحقيقي في سوريا . تهديد في الأثناء هدّد وزير العدل السوري تيسير قلا عواد بإعلان حالة الطوارئ مجددا إذا تعرض الأمن والنظام العام لخطر حقيقي. وقال عواد ان الفائدة التي ستجنى من المراسيم التي أصدرها الرئيس بشار الأسد مؤخرا «عظيمة» وستسمح بإيجاد قواعد وإجراءات مناسبة للنظر في أنواع محددة من الجرائم غير مرتبطة بأحكام حالة الطوارئ. واتهم الناشط الحقوقي رامي عبد الرحمان أمس السلطات السورية باختيار «الحل العسكري» للضغط على المظاهرات المطالبة بالديمقراطية في البلاد. وأشار عبد الرحمان الى أن ذلك واضح من خلال ما جرى (أمس الأول) في جبلة و(أمس) في درعا ودوما مؤكدا أن «هذه الحلول لن تنفع لأن الحوار الوطني هو الوحيد القادر على حماية سوريا».