باسم الله الرحمان الرحيم رياض حجلاوي تعيش الأمة العربية الإسلامية ثورات متلاحقة وغليان شعبي لا نظير له وقمع سلطوي أدى بحياة الآلاف من الناس على يد أبناء الوطن الواحد فلم يعد الإنسان ذا قيمة ولا حرمة والقرأن الكريم يشدد على عقوبة من قتل مؤمنا متعمدا بقوله تعالى وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا وأسأل الجيوش التي تقف وراء حكام ظلمة عاثوا في الأرض فسادا وباعوا الأوطان بأبخس الأثمان ماذا ستجيبون ربكم عن هذه الأرواح التي تزهقونها دون وجه حق. الشعارات المرفوعة في هذه الثورات موحدة بين كل الشعوب ومطالبة بالحرية والعدالة والعزة والكرامة. الأنظمة تهاوت في مصر وتونس أمام إصرار الشعوب وحياد الجيوش أما في ليبيا وسورية فإنها مرحلة إستقلال ثان لأن الجيوش تخندقت مع الأنظمة ضد الشعوب. كل الأنظمة دامت حقبا متقاربة بين 40 و 50 سنة وهي فترة الحرب الباردة بين أمريكا والإتحاد السوفيتي وزرع ماسمي 'دولة إسرائيل' في فلسطين وما فرضوه على الأمة من شروط لقبولها على حساب شعب فلسطين فكان هذا الأسلوب أشد من الاستعمار وهو ما يسمى الاستيطان وهو إفراغ أرض من شعبها واستبداله بشعب آخر. وبعد سقوط الإتحاد السوفياتي إختارت أمريكا حربا جديدة ضد ماسمي الإرهاب فكان غزو العراق وأفغانستان وقد سبقت هذا الغزو بتركيز قواعد عسكرية في الجزيرة العربية. وظهر في الأمة فريقان أمام هذا الوضع المتأزم فريق الأنظمة المتغطرسة التي قمعت الشعوب المنادية بالحرية والعدالة وفريق دعات التطرف الذي لا خطة له إلا إدخال الأمة في حروب لا قبل لها بها فكانت أحداث 11 سبتمبر 2001 وما تبعها من حرب على الإسلام في معتقداته ومظاهره .. اليوم إنتصرت الشعوب وذهبت الأنظمة وسيذهب التطرف وأصبح الخيار واضحا هو إستقلال الأمة وبناء أنظمة عادلة تحترم فيها حقوق الإنسان وتعاد خيرات الأمة إلى شعوبها والأرض المغتصبة إلى أصحابها إن هذه الثورات هي بداية إستقلال الأمة من التبعية وإرساء الوحدة بين الشعوب وتضامن حقيقي بين شعوبها إن المرحلة دقيقة ولا بد من تجاوزها بتوافق أبناء الوطن الواحد على ضرورة إرساء دعائم الأنظمة الديموقاطية في التداول والشورية في الحكم : وأمرهم شورى بينهم