مصادر ليبية تكشف لوكالة "بناء نيوز" بأمر خاص من العقيد .. اجهزة القذافي تسجن وتنكل بتونسي منذ سنة 1990 خاص - بناء نيوز- من مبعوثنا الى بنغازي – علي اللافي علمت وكالة "بناء نيوز" للأنباء ان مناضلا سياسيا تونسيا يدعى على الاقرب أحمد الطيب هلال أصيل مدينة القيروان مسجون في ليبيا منذ سنة 1990 بأمر خاص من العقيد معمر القذافي. ويخضع هذا السجين الى معاملة قاسية جدا بناء على اوامر خاصة صادرة من القذافي مباشرة. ويعيش هذا السجين في ظروف سجنية سيئة للغاية، وهو محروم من رؤية ضوء الشمس ولا يسمح له بالخروج من الزنزانة الا مرة واحدة خلال عدة شهور، حتى ان الحراس يضطرون في كل مرة الى كسر الاقفال لإخراجه من الزنزانة. وفي تصريحات خاصة ب"بناء نيوز" اكد احد اعضاء المجلس الانتقالي، وهو بالمناسبة من كشف امر هذا السجين، انه قابل الطيب هلال سنة 2003 بالسجن لما كان يقضي عقوبة امدت نحو 15 سنة، وقال ان اخباره انقطعت عنه سنة 2006. كما اكد ان هلال متزوج من عراقية، وانه طلب منه الكشف عن المظلمة التي يتعرض لها في سجون القذافي امام الراي العام العربي والدولي، عساه يسترد حريته. ووفق تصريحات عضو المجلس الانتقالي فان قضية السجين التونسي مرتبطة مباشرة بشكل شخصي بالعقيد القذافي وهو ما زاد في تعقيد وضعيته. وجاء الكشف عن هذا السجين خلال زيارة اداها وفد تونسي إلى مدينة بنغازي في إطار مبادرة تواصل بين الشعبين التونسي والليبي سميت الجسر الجوي "نسائم الحرية ". وضم الوفد عددا من السياسيين والناشطين الحقوقيين وعددا من الصحافيين من بينهم مراسل "بناء نيوز". وحظي الوفد التونسي باستقبال حار من قبل رئيس المجلس الانتقالي الليبي مصطفى عبد الجليل، وكانت له مصافحة مع الجماهير الشعبية في بنغازي ضمن احتفال جماهيري بميدان التحرير حضره أكثر من ثلاثين الفا من أبناء المدينة الذين غنوا للثورة التونسية طويلا وأشادوا بها. كما أدى الوفد الذي ضم ممثلين عن عمادة الاطباء ونقابة أطباء الاختصاص إضافة إلى أعضاء من المكتب السياسي لحزب التحالف الوطني للسلم وعدد من الصحفيين التونسيين زيارات ميدانية شملت مناطق مختلفة من مدينة بنغازي معقل الثورة الليبية. وتوجه الوفد إلى مستشفيات بنغازي حيث وقف على معاناة الجرحى والمصابين وطبيعة الخدمات الطبية المتوفرة والحاجيات الضرورية بهدف المساعدة على توفيرها. كما أدى اعضاء الوفد زيارات وُصفت بالتاريخية للسجون السرية السابقة في بنغازي والتقوا سجناء سابقين شهدوا مجزرة بوسليم سنة 1996 . كما عقد أعضاء من الوفد التونسي ندوة صحفية غطّتها وسائل إعلام عربية وأجنبية تناولت أساسا أبعاد هذه المبادرة بين الشعبين الشقيقين التونسي والليبي خاصة بعد ثورتيهما. كما اطلع اعضاء الوفد الذي استقبل بحفاوة طيلة مدة الزيارة من قبل نائب رئيس المجلس الانتقالي الوطني عبد الحميد غوغة على أوضاع الخدمات الامنية والادارية والاجتماعية لأهالي بنغازي. وعقدوا لقاءات مع منظمات شبابية ليبية عديدة على غرار "منظمة نساء الثورة الليبية" ومنظمات أخرى سياسية مثل الملتقى الوطني لثوار 14 الذي ينوي تأسيس حزب سياسي في فترة ما بعد القذافي وهو يعتزم الاستئناس بالتجربة التونسية حسب ما اكد أعضاء من هذا الملتقى. واصطحب الوفد عند عودته إلى تونس عددا من الجرحى حلات بعضهم خطرة جدا للعلاج في المستشفيات التونسية. وحسب ما أكد المشرفون على هذه المبادرة فإن الزيارات ستتواصل بصفة متواترة إلى ليببا في إطار هذا الجسر الجوي "نسائم الحرية".