مشهد معتاد مؤخرا في سوريا، مئات المطالبين بالحرية يهتفون في حماسة: «الشعب يريد إسقاط النظام» في شوارع اللاذقية، غير أن الجديد هو أن هدير صوتهم المدوي اختفى تماما مع أزيز سيارات الأمن ومدرعات الجيش.. ومع نزول قوات الأمن واصطفافهم لم يجدوا في الشارع أحدا، سرعان ما تصل الأنباء بأن مظاهرة جديدة قد بدأت في طرف آخر من المدينة، وسرعان ما تركب قوات الأمن مدرعاتها ل"تطير" إلى المكان الجديد، ليتكرر المشهد من جديد، وكأنهم يطاردون "مظاهرات أشباح". وبدلا من خيار الاصطدام بقوات الأمن، طالب نشطاء سوريون باتباع إستراتيجية «المظاهرات الطيارة» -سريعة الانفضاض عند وصول الأمن والتي تعيد التجمع مرة أخرى في مكان مختلف- كوسيلة فعالة لمواجهة قمع المظاهرات المطالبة بالحرية، كما دعوا إلى احتجاجات حاشدة غدا الجمعة تحت اسم «جمعة حماة الديار»، مطالبين الجيش بالانحياز لخيار الشعب الذى يريد إسقاط نظام الرئيس بشار الأسد القائم منذ عام 2000. وأثبت أسلوب «المظاهرات الطيارة» نجاعته في اللاذقية التي شهدت عدة مرات تجمعا سريعا في مكان محدد وترديد هتافات معينة ثم فض المظاهرة بشكل سريع عند وصول الأمن وتفرق، ثم «تطير» المظاهرة إلى مكان آخر عبر التجمع مرة أخرى فيه، وهو ما ينهك قوات الأمن ويتعبهم في تعقب المظاهرات من مكان لآخر، وقد صار متبعا في كل مناطق اللاذقية. فعلى صفحة «الثورة السورية ضد بشار الأسد» على موقع «فيس بوك» للتواصل الاجتماعي، قال هؤلاء النشطاء: «سنقوم بشكل يومى بمظاهرات طيارة، وهى أحد اختراعات الثورة السورية، فهذه المظاهرات تبدأ فى منطقة ما، وحالما يأتي الأمن تنفض ثم تنتقل إلى منطقة أخرى، أي تطير من منطقة إلى أخرى». ورأوا أن «فائدة هذه المظاهرات عظيمة، فهي إنهاك وتشتيت وتحطيم لنفسية رجال الأمن والشبيحة (البلطجية)، وتضعهم تحت الضغط النفسي الشديد، الذي سيؤدي إلى انفجارهم وانهيارهم فى النهاية». وإضافة إلى هذه المظاهرات اليومية، دعا النشطاء إلى احتجاجات حاشدة غدا تحت اسم «جمعة حماة الديار»، داعين الجيش إلى الانحياز لخيار الشعب الذى يريد إسقاط نظام الرئيس بشار الأسد القائم منذ عام 2000. ووجهوا حديثهم إلى الجيش: «استفق أيها الجيش البطل، وتحرر من عقدة آل أسد (...) ولتكن لك عبرة فى عناصر الجيوش العربية التى انحازت للثوار فى تونس ومصر واليمن وليبيا، فأنت أهل لذلك، والشعب السورى يستحق كل خير منك بعد أن قدم كل ما يملك من أجل دعمك ودعم موازنتك، فهلا رددتم لهم الجميل يا حماة الديار». ومضوا قائلين: «انحازوا في يوم جمعتكم إلى الشعب والثورة، واجعلوها عن حق وحقيقة جمعتكم وجمعة حماة الديار، ردوا الجميل ودكوا عروش الطاغية المجرم، لعل اسمكم يخلد فى الأرض وفي السماء، وما عند الله خير وأبقى». "العظمة" شعارا ورفع النشطاء صورة يوسف العظمة، القائد العسكري السوري الذي قتل وهو يحارب ضد الانتداب الفرنسي، كشعار لاحتجاجات يوم الجمعة المقبل، وكتبوا على الصورة: «يوسف العظمة يناديكم». وفي تصريحات عبر الهاتف من لندن، قال مدير جمعية حقوق الإنسان السورية وليد صفور إن «مشكلة الجيش هي في الضباط الكبار، فقد اختارهم النظام من زمرته، وربط مصالحهم ببقائه، ومعظمهم متورطون في الفساد وسرقة المال العام، أما عامة أفراد الجيش فقد قتل منهم الكثير، لرفضهم إطلاق الرصاص على المتظاهرين»، بحسب ما نقلته عنه صحيفة «الشروق». ومضى صفور قائلا: «نحاول عبر احتجاجات الجمعة المقبلة تشجيع الجيش على الاقتداء بالجيشين المصرى والتونسى، والتأكيد على دور الجيش الوطنى هو حماية الديار وليس حماية النظام بتوجيه البنادق إلى صدور المواطنين». ورأى أن «الانحياز للشعب يتصاعد داخل الجيش، حتى بات النظام يتبع عدة أساليب وقائية عندما يستعين بالجيش لقمع الاحتجاجات، منها الاستعانة بقوة محدودة حتى لا تنشق وتنحاز للشعب، وأن تلازمها قوات أمن وشبيحة ليطلقوا الرصاص على أفرادها إذا انحازوا بالفعل إلى الشعب». وبحسب منظمة «سواسية» السورية لحقوق الإنسان فإن قوات الجيش والأمن قتلت 1100 شخص على الأقل خلال الاحتجاجات الدائرة منذ منتصف مارس الماضي، مضيفة أن معظمهم استشهدوا في منطقة سهل حوران جنوبي البلاد. وأوضحت المنظمة أن عدد الشهداء ارتفع بشكل كبير مع استخدام الجيش فى قمع المظاهرات، وتواصل قوات الأمن والجيش حصارها الخانق للعديد من معاقل الاحتجاجات، ومن بينها حمص (وسط) وبانياس (شمال غرب) ودرعا (جنوب). خارجيا، وضمن مساعي الغرب لتكييف الضغوط على الرئيس السوري، يعتزم الرئيس الأمريكى باراك أوباما إثارة موضوع فرض عقوبات من قبل مجلس الأمن الدولى على الأسد خلال اجتماعه مع نظيره الروسى ديمتري ميدفيديف على هامش مشاركتهما فى قمة مجموعة الدول الثماني الصناعية الكبرى فى باريس اليوم، بحسب صحيفة «الرأى» الكويتية أمس. وكان الأسد قد أبلغ ميدفيديف فى اتصال هاتفي عزمه الاستمرار فى محاربة ما سماها القوى «المتطرفة والأصولية»، مشددا على أن «المسئولين السوريين يفعلون كل ما بوسعهم للسماح للمواطنين السوريين بحرية التعبير». وعلى خطى الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي، أعلنت سويسرا عن تجميد الأصول التي تعود للأسد، فضلا عن حرمانه مع تسعة آخرين من أعضاء الحكومة من السفر إلى سويسرا أو العبور من أراضيها. مصدر الخبر : أون إسلام a href="http://www.facebook.com/sharer.php?u=http://alhiwar.net/ShowNews.php?Tnd=18335&t="المظاهرات الطيارة"..لتفادي القمع وإنهاك الأمن بسوريا&src=sp" onclick="NewWindow(this.href,'name','600','400','no');return false"