كأول داعية إسلامي مصري يعود إلى مصر بعد سقوط نظام مبارك، يصل الداعية الإسلامي عمر عبد الكافي إلى مصر 12 يوليو المقبل بعد رحلة غياب دامت أكثر من12 عاما (منذ عام98)، وينتظره بمطار القاهرة حفل استقبال ينظمه عدد من تلامذته وإخوانه الدعاة، حسبما أكدت مواقع ومنتديات دينية ينشط فيها تلامذة الشيخ ومحبوه. ويعد الشيخ عبد الكافي من أطول الدعاة الإسلاميين في فترة بعده عن مصر، بالإضافة إلى الداعية الإسلامي وجدي غنيم الذي صدر ضده حكم غيابي أواخر عهد مبارك بالسجن خمس سنوات في محاكمة عسكرية استثنائية بتهمة الانضمام للتنظيم الدولي للإخوان المسلمين. ومن المنتظر أن يحضر حفل استقبال عمر عبد الكافي بالمطار كل من الداعية الإسلامي السلفي الشهير محمد حسان، والشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل ومحمد الصغير صهر الشيخ العائد ومنسق حملة الاستقبال، وآخرون بالإضافة إلى تلامذة الشيخ. غير أن مصادر مقربة من الشيخ عبد الكاف قالت لبوابة الأهرام إن عودة الشيخ عبد الكافي إلى مصر لن تكون بغرض الإقامة الدائمة في البلاد, وإنما لفترة قصيرة سيقوم خلالها بجولة في بعض محافظات الوجه البحري والقبلي والتي ستكون من بينها محافظة المنيا مسقط رأسه. تسعينيات «أسد ابن الفرات» والداعية عمر عبد الكافي (60 عاما) حاصل على الدكتوراه من كلية الزراعة، وماجستير في أصول الفقه وكان يعمل واعظا وخطيبا بمسجد أسد بن الفرات بالدقي – محافظة الجيزة، ويعمل حاليا مستشارا ثقافيا لجائزة دبي الثقافية ويقيم في دبي منذ عشر سنوات. ويعد النصف الأول من تسعينيات القرن الماضي هو العصر الذهبي لهذا الداعية الذي يعتبر وسطيا مستقلا لا ينتمي لتيار بعينه؛ حيث كانت الشوارع المحيطة بمسجد أسد ابن الفرات بالدقي تشد توقفا تاما للحركة بسبب امتلائها بمحبي الشيخ وتلامذته حينما يلقي الداعية الإسلامي الدكتور عمر عبد الكافي خطبة الجمعة أو أحد دروسه، ولكن هذا الوضع لم يستمر، حيث تعرض لبعض المضايقات من بعض الجهات في مصر، فتوقفت دروس الشيخ وخطبه ومحاضراته حتى غادرها إلى ألمانيا عام 1999 بعد فاصل من التضييقات.. ثم استقر به المقام في الإمارات في عام 2002 وحتى الآن حيث يقدم العديد من البرامج على قنوات الشارقة ودبي والرسالة والناس. وعقب انهيار نظام مبارك في الحادي عشر من فبراير الماضي دشن ناشطون حملة على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» حملة بعنوان «شباب مصر مشتاق لعودة الشيخ وجدى غنيم والدكتور عمر عبد الكافي إلى مصر»، نادوا فيها بالسماح للدعاة المضيق عليهم بالعودة إلى مصر وممارسة نشاطهم الدعوي. كما ينادي ناشطون حقوقيون بإسقاط الأحكام الاستثنائية التي كان نظام مبارك يحيل معارضيه إليها، ومن بين تلك الأحكام الحكم الصادر بشأن الداعية الإسلامي وجدي غنيم الذي أحيل لمحكمة عسكرية وصدر ضده حكم بالسجن خمس سنوات بتهمة الانضمام للتنظيم الدولي للإخوان المسلمين وجمع تبرعات لحركة المقاومة الإسلامية حماس وغسيل الأموال. من الغنوشي إلى غنيم وعلى غرار الثورة التونسية، فتح سقوط نظام مبارك الأمل لعودة الدعاة المبعدين خارج مصر، أو ممارسة الدعاة المضيق عليهم نشاطهم مرة أخرى، وعلى صفحة الحملة المنادية بعودة الشيخين كتب عبد الله سامي: "عندما انتصرت الثورة التونسية ورأيت الشيخ الغنوشي رجع لبلده مرفوعا على الأعناق تذكرت فورا الشيخ وجدي غنيم". ولم تقتصر استفادة الدعاة الإسلاميين من سقوط نظام مبارك على عودة المبعدين منهم فقط، بل أيضا على الانفتاح وكم الحريات التي صارت متاحة لهم، فقد ظهر العديد منهم على شاشات التليفزيون المصري بعد أن كانوا ممنوعين سابقا، كما استأنف بعضهم إلقاء الدروس والعظات الجماهيرية بالمساجد والنوادي بعد منع دام أعواما عدة.