تلقى سلفيوا برلوسكوني او الكفلياري (الجواد) كما يحب أن يناديه أنصاره هزيمة كبيرة عندما خسر أكبر محافظات ايطاليا و خاصة العاصمة الاقتصادية ميلانو (مسقط رأسه) بعد أن خسر في الدور الأول محافظات بولونيا و رافينا. فبالرغم من تهديده بأن ميلانو ستصبح امارة اسلامية في صورة فوز اليسار و ستمتلئ بالغجر الا أن الشعب الايطالي لم يعر ذلك اهتماما حتى وصل به الحد أن وصف من يصوت لليسار بأنه ليس لديه عقل. غير أن انتخابات الأحد 29 ماي جاءت بما لا يهوى برلوسكوني فقد فاز مرشح اليسار لمحافظة ميلانو جوليانو بيزابيا بأكثر من 55 % في حين اكتفت مرشحة اليمين الوزيرة السابقة ليتيزيا موراتي بأقل 45 % و التي اعترفت، منذ أيام، أن حملتها الانتخابية لم تكن موفقة في البداية على أن تتداركها في الاعادة و قد شاركت في برنامج "وجه لوجه" الذي بث على قناة السكاي و التي قاطعه منافسها بيزابيا احتجاجا على تصريحات برلوسكوني. كما خسر برلوسكوني محافظة نابولي و كالياري بصردينيا في جولة الاعادة حين فاز كل من ماسيمو زادا (58,60 %) و لويجي ماجستري (64,70 %) اضافة الى محافظات ترياستي و روفيقو و كوسانسا. و لم تشفع لبرلوسكوني الحملة الاعلامية التي زلزلت ايطاليا في الأيام التي سبقت اعادة الاقتراع حين استغل القنوات الخاصة و العامة للتخويف من اليسار و مهاجمته بل انقلب ذلك ضده فقد تكبدت هذه القنوات عقوبات مالية بسبب ما اعتبر استغلال وسائل الاعلام للدعاية الانتخابية في حين سجّل برلوسكوني في سجل قائمة المحقق معهم و التي سيدعى خلال الأيام القادمة للمثول أمام حاكم التحقيق بروما هو و المدير العام لنشرة الأخبار الأولى و الثانية للقناة الأولى و الثانية بتهمة استغلال النفوذ. و ينتظر أن تكون الأيام القادمة جد عصيبة على برلوسكوني قد تعصف بحكومته التي تعيش أسو أيامها حيث لم يبقى في تحالفها سوى رابطة الشمال و التي دائما ما تغير مواقفها اثر كل انتخابات. فهل تجني تصريحات برلوسكوني الاستعراضية على حكومته الهشة؟ هذا ما سنعرفه بعد أن يستلم المحافظين الجدد مهامهم... رضا المشرقي - ايطالي