أفاد ناشطون وشهود عيان أنّ صور معمر القذافي الضخمة التي كانت تُزيّن معظم طرابلس لم يَعُدْ لها وجود في منطقة "سوق الجمعة" خاصة مع انقلاب أهالي المنطقة على الزعيم الليبي واشتباكهم مع قوات الأمن التابعة له كل ليلة. ويصرّ مسئولو القذافي على أنّه لا توجد اضطرابات داخل العاصمة التي مازالت تحت سيطرته القوية رغم المعارضة المهيمنة بصفة رئيسية على شرق البلاد. لكن ناشطين أذاعوا لقطات فيديو الاثنين أظهرت مئات المتظاهرين الذين يحضرون جنازة اثنين من المحتجين قتلاً. وعرضت لقطات الفيديو حشودًا تردّد عبارات منها "معمر عدو الله". وأكّد سكان بالمنطقة زارهم عدد صغير من الصحفيين الأجانب بينهم مراسل رويترز الثلاثاء أنّ الاحتجاج حدث وأن القوات الحكومية فَضّته بإطلاق النار. وأشاروا إلى ما قالوا إنه ثقوب طلقات في الجدران والسيارات، ولَمّح سكان تحدثوا إلى مراسلين أجانب في أزقة سوق الجمعة إلى مخاوفهم من الشرطة السرية. وقال سائق سيارة أجرة من المنطقة: إنّ سوق الجمعة منذ فترة منطقة غضب من حكومة القذافي. وأضاف: "في الليل يكتب الشبان عبارات معادية للقذافي على الجدران وسرعان ما تأتِي الشرطة لإخفائها بطلاء، فالجميع في سوق الجمعة.. مناهض للقذافي". وهذا الحادث هو أكبر مظاهرة مؤكدة داخل طرابلس منذ أن بدأت القوات الغربية قصف البلاد في مارس ويؤيد روايات نشطاء بأن المشاعر المناهضة للقذافي تتنامى في بعض أجزاء العاصمة. وعندما سئل موسى إبراهيم المتحدث باسم الحكومة عن الحادث في مؤتمر صحفي قال: إنه سمع عن الحادث وإنه لم يكن لديه وقت كافٍ للحصول على معلومات. وكان مسئولو القذافي قد نفوا في وقت سابق أنّ مظاهرة ضخمة مناهضة للحكومة جرت يوم الاثنين. ويذيع تلفزيون الحكومة يوميًا أنباء عن تجمعات حاشدة مؤيدة للعقيد الليبي.