مدنين: انطلاق نشاط شركتين أهليتين في قطاع النسيج    سوريا... وجهاء الطائفة الدرزية في السويداء يصدرون بيانا يرفضون فيه التقسيم أو الانفصال أو الانسلاخ    الطبوبي في اليوم العالمي للشغالين : المفاوضات الاجتماعية حقّ ولا بدّ من الحوار    انهزم امام نيجيريا 0 1 : بداية متعثّرة لمنتخب الأواسط في ال«كان»    في انتظار تقرير مصير بيتوني... الساحلي مديرا رياضيا ومستشارا فنيّا في الافريقي    رابطة الهواة لكرة القدم (المستوى 1) (الجولة 7 إيابا) قصور الساف وبوشمة يواصلان الهروب    عاجل/ "براكاج" لحافلة نقل مدرسي بهذه الولاية…ما القصة..؟    الاحتفاظ بمنتحل صفة مدير ديوان رئيس الحكومة في محاضر جديدة من أجل التحيل    ملف الأسبوع.. تَجَنُّبوا الأسماءِ المَكروهةِ معانِيها .. اتّقوا الله في ذرّياتكم    خطبة الجمعة .. العمل عبادة في الإسلام    المسرحيون يودعون انور الشعافي    نبض الصحافة العربية والدولية... الطائفة الدرزية .. حصان طروادة الإسرائيلي لاحتلال سوريا    الوضع الثقافي بالحوض المنجمي يستحق الدعم السخي    أولا وأخيرا: أم القضايا    إدارة ترامب تبحث ترحيل مهاجرين إلى ليبيا ورواندا    المهدية: سجن شاب سكب البنزين على والدته وهدّد بحرقها    الجلسة العامة للبنك الوطني الفلاحي: القروض الفلاحية تمثل 2ر7 بالمائة من القروض الممنوحة للحرفاء    الكورتيزول: ماذا تعرف عن هرمون التوتر؟    انتخاب رئيس المجلس الوطني لهيئة الصيادلة رئيسا للاتحاد الافريقي للصيادلة    لماذا يصاب الشباب وغير المدخنين بسرطان الرئة؟    وزير الإقتصاد وكاتب الدولة البافاري للإقتصاد يستعرضان فرص تعزيز التعاون الثنائي    ارتفاع طفيف في رقم معاملات الخطوط التونسية خلال الثلاثي الأول من 2025    إقبال جماهيري كبير على معرض تونس الدولي للكتاب تزامنا مع عيد الشغل    بالأرقام/ ودائع حرفاء بنك تونس والامارات تسجل ارتفاعا ب33 بالمائة سنة 2024..(تقرير)    الطبوبي: المفاوضات الاجتماعية حقّ وليست منّة ويجب فتحها في أقرب الآجال    مصدر قضائي يكشف تفاصيل الإطاحة بمرتكب جريمة قتل الشاب عمر بمدينة أكودة    عاجل/ تفاصيل جديدة ومعطيات صادمة في قضية منتحل صفة مدير برئاسة الحكومة..هكذا تحيل على ضحاياه..    الطب الشرعي يكشف جريمة مروعة في مصر    تونس العاصمة وقفة لعدد من أنصار مسار 25 جويلية رفضا لأي تدخل أجنبي في تونس    وزير الصحة: لا يوجد نقص في الأدوية... بل هناك اضطراب في التوزيع    البطولة العربية لالعاب القوى للاكابر والكبريات : التونسية اسلام الكثيري تحرز برونزية مسابقة رمي الرمح    بطولة افريقيا للمصارعة بالمغرب: النخبة التونسية تختتم مسابقات صنفي الاصاغر والصغريات بحصيلة 15 ميدالية منها 3 ذهبيات    عاجل/ مجزرة جديدة للكيان الصهيوني في غزة..وهذه حصيلة الشهداء..    نحو توقيع اتفاقية شراكة بين تونس والصين في مجال الترجمة    يوم دراسي حول 'الموسيقى الاندلسية ... ذاكرة ثقافية وابداع' بمنتزه بئر بلحسن بأريانة    الطبوبي: انطلاق المفاوضات الاجتماعية في القطاع الخاص يوم 7 ماي    عاجل/ المُقاومة اليمنية تستهدف مواقع إسرائيلية وحاملة طائرات أمريكية..    توقيع عدد من الإصدارات الشعرية الجديدة ضمن فعاليات معرض تونس الدولي للكتاب    تونس العاصمة مسيرة للمطالبة بإطلاق سراح أحمد صواب    محمد علي كمون ل"الشروق" : الجمهور على مع العرض الحدث في أواخر شهر جوان    قيس سعيد: ''عدد من باعثي الشركات الأهلية يتمّ تعطيلهم عمدا''    صادم: أسعار الأضاحي تلتهب..رئيس الغرفة الوطنية للقصابين يفجرها ويكشف..    التوقعات الجوية لهذا اليوم..طقس حار..    منذ سنة 1950: شهر مارس 2025 يصنف ثاني شهر الأشد حرارة    كأس أمم إفريقيا لكرة القدم داخل القاعة للسيدات: المنتخب المغربي يحرز لقب النسخة الاولى بفوزه على نظيره التنزاني 3-2    توجيه تهمة 'إساءة استخدام السلطة' لرئيس كوريا الجنوبية السابق    وفاة أكبر معمرة في العالم عن عمر يناهز 116 عاما    منظمة الأغذية والزراعة تدعو دول شمال غرب إفريقيا إلى تعزيز المراقبة على الجراد الصحراوي    معز زغدان: أضاحي العيد متوفرة والأسعار ستكون مقبولة    زراعة الحبوب صابة قياسية منتظرة والفلاحون ينتظرون مزيدا من التشجيعات    Bâtisseurs – دولة و بناوها: فيلم وثائقي يخلّد رموزًا وطنية    مباراة برشلونة ضد الإنتر فى دورى أبطال أوروبا : التوقيت و القناة الناقلة    في تونس: بلاطو العظم ب 4 دينارات...شنوّا الحكاية؟    اتحاد الفلاحة: أضاحي العيد متوفرة ولن يتم اللجوء إلى التوريد    رابطة ابطال اوروبا : باريس سان جيرمان يتغلب على أرسنال بهدف دون رد في ذهاب نصف النهائي    سؤال إلى أصدقائي في هذا الفضاء : هل تعتقدون أني أحرث في البحر؟مصطفى عطيّة    أذكار المساء وفضائلها    تعرف على المشروب الأول للقضاء على الكرش..    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أدهم باشيتش للحوار: د. حارث مجاهد كبير أنقذ البوسنة
نشر في الحوار نت يوم 13 - 11 - 2009

مساعد وزير الخارجية البوسنية للمهمات الدبلوماسية: آمال الإصلاح لا تزال قائمة
أدهم باشيتش "للحوار": الدكتور حارث سيلاجيتش مجاهد كبير أنقذ البوسنة عدة مرات
سراييفو: عبدالباقي خليفة

أعرب مساعد وزيرالخارجية البوسنية للمهمات الدبلوماسية والخبير في السياسة البلقانية عن تفاؤله بالتوصل إلى حل للخلافات القائمة حول الإصلاحات المطلوبة لتميكن البوسنة من الانضمام إلى الشراكة الأوروأطلسية، منوّها بالدور الذي يقوم به الرئيس الدكتور حارث سيلاجيتش الذي "بدأ حياته السياسية كوزير للخارجية في أصعب الظروف، وكان يناضل ولا يزال من أجل دولة حرة مستقلة يعيش فيها كل مواطن بعزة وكرامة بقطع النظر عن انتمائه العرقي" و"لولاه لما تم الاعتراف باستقلال البوسنة سنة 1992" ويذكر باشيتش أنّ "الأمين العام السابق للامم المتحدة بطرس بطرس غالي عقد صفقة مع الصرب الذين يجمعهم به الانتماء للارثذوكسية بأن يعرقل استقلال البوسنة، وأن لا يكون الاعتراف بها ضمن المشروع الدولي للاعتراف بكل من سلوفينيا وكرواتيا، وقد قام الدكتور حارث سيلاجيتش بجهود جبارة بمساعدة الأشقاء والأصدقاء، فعندما أصر على أن يكون الاعتراف باستقلال البوسنة في أعقاب الاعتراف باستقلال سلوفينيا وكرواتيا قال بطرس غالي أنا لا أعترف بطلب ليس عليه ختم فأخرج الدكتور حارث سيلاجيتش الختم ومهر الطلب وتم تمريره للموافقة عليه ولو كره بطرس غالي" مشيرا إلى أنّ "البوسنة تحتل موقعا استراتيجيا في القارة الأوروبية، ولا يمكن أن تشهد أوربا استقرارا تاما ما لم تصبح البوسنة دولة طبيعية مثلها مثل بقية دول القارة الحرة".

*: نعيش هذه الأيام أجواء الذكرى 14 لتوقيع اتفاقية دايتون للسلام في البوسنة، تلك الاتفاقية التي أنهت الحرب لكنها لم تنه مشاكل البوسنة، لو تحدثونا عن مسار الإصلاحات في هذا الغرض؟
**: قبل سنتين بدأت مفاوضات بين الأحزاب السياسية للوصول إلى صيغة جديدة مقبولة لدى الاتحاد الأوروبي لبدء عملية الاندماج في الشراكة الأوروأطلسية. ويعد شرط موافقة برلماني كياني البوسنة، الفيدرالية البوشناقية الكرواتية، وجمهورية صربسكا، على أي مشروع، من أكبر عراقيل تقدم الدولة، حيث يمكن لصرب البوسنة في الوقت الحالي عرقلة أي قرار على مستوى الدولة. وكاد مشروع تكريس هذا الوضع أن يمر في صفقة سياسية، لكن الدكتور حارث سيلاجيتش أحبط ذلك، وقضى على بروز الكيانين الذين تتكون منهما البوسنة كدولتين. واليوم تقول الكثير من المؤسسات الدولية مثل برلمان الاتحاد الأوروبي، ولجنة أوربا في الكنغرس الأميركي، وغيرها من المؤسسات بأنّ الدكتور حارث سيلاجيتش، كان على حق.

*: جرت في شهر أكتوبر محادثات تتعلق بالإصلاحات الدستورية كانتخاب رئيس واحد بدل ثلاثة، وغيرها من من الطروحات، لماذا تم رفض تلك المقترحات الدولية؟
**: حارث سيلاجيتش رفض المقترحات الأوروبية الأميركية، لأنّها لا تحقق المطالب الدنيا للإصلاحات التي يطالب بها، ومنها إلغاء تصويت الكيانين، وما يتعلق بممتلكات الدولة التي يريد صرب البوسنة تقسيمها بين الكيانين في إطار التقسيم الإداري، وهذا خطر على وحدة الدولة، ويجعلها رهينة في يد دوديك (رئيس وزراء صرب البوسنة).

*: من أين يستمد صرب البوسنة، وتحديدا، دوديك، هذه القوة التي تجعله يتحدى الجميع؟
**: ميلوراد دوديك يستمد قوته من بلغراد وموسكو، وفي الزيارة التي قام بها الرئيس الروسي ديمتري ميدفيد إلى صربيا في 20 أكتوبر 2009 أجلس دوديك على يمين الرئيس الصربي، وكان ميدفيد على يساره. ولدوديك طائرة خاصة، أشير على جنبيها إلى اسم "جمهورية صربسكا" بالخط العريض، وإلى البوسنة بخط صغير. وعلى متن هذه الطائرة توجه إلى استكهولم بتنسيق مع وزير خارجية السويد كارل بيلت، ليستقبل مجرمة الحرب بليانا بلافاشيتش التي لم تقض عقوبة السجن كاملة لدورها في جرائم الحرب بحق المسلمين في البوسنة، وهي 11 سنة، وعاد بها إلى بلغراد كبطلة. وكانت قد اعترفت بكل الجرائم التي شاركت فيها أمام محكمة لاهاي الدولية الخاصة بيوغسلافيا السابقة.

*: ما هي ملامح الخطة التي تطرحها الجهات الأوروبية والأميركية للإصلاح في البوسنة، والتي تم عرضها على الأحزاب السياسية في اجتماع بوتمير الأول (9 و10 أكتوبر) والثاني (20 و21 أكتوبر)؟
**: التعديلات المقترحة والتي يطلق عليها "دايتون 2" تتمثل في انتخاب رئيس واحد من قبل البرلمان، بالتوافق، وليس الاقتراع المباشر. وستكون فترة ولايته 4 سنوات، ويكون له نائبان، مع ضمان استقلاليته، فهو الذي يوقع القوانين وغير مرتبط بموافقة نائباه. ويكون هناك رئيس حكومة بصلاحيات واسعة، مثل رسم السياسة الخارجية، والدفاع، وتحقيق الشروط التي لا بد منها للاندماج في الشراكة الأوروأطلسية.

*: هناك من يطرح صيغة الحكم في لبنان، كنموذج صالح للتطبيق في البوسنة لتشابه الوضع الإثني، أي يكون الرئيس من طائفة، ورئيس الوزراء من طائفة ثانية، ورئيس البرلمان من الطائفة الثالثة؟
**: الجانب الكرواتي هو الذي طرح هذا الحل عن طريق رئيس حزب "التجمع الكرواتي الديمقراطي" دراغن تشوفيتش. ولكن الدكتور حارث سيلاجيتش يرفض هذه المحاصصة، ويطالب بدولة مواطنين لا دولة طوائف. ومن ناحية أخرى كان بالإمكان القبول بالخطة التي يمكن القول لا بأس بها في المحصلة النهائية لو أنها لا تؤدي إلى بقاء الكيانين، وسياسة الفيتو، بينما المطلوب دولة تكون فيها السيادة للمواطنين، ويشعر فيها كل مواطن بالحرية والكرامة والمساواة بغض النظر عن عرقه ودينه وتوجهه السياسي.

*: لماذا يرفض الصرب والكروات الإصلاحات التي تؤدي إلى قيام دولة طبيعية في البوسنة، مرشحة للانضمام للاتحاد الأوروبي
**: لأنّ البوشناق أغلبية في البوسنة، فدوديك يعتبر الإصلاحات تقود إلى هيمنة البوشناق، وهم يريدون ممارسة هيمنة عنصرية. خارج الأطر الديمقراطية، والمبادئ الأساسية لحقوق الإنسان. رغم أنّ الأغلبية التي نتمتع بها في البوسنة، ضرورية للتوازن السياسي والاقتصادي والثقافي، لأننا نقع بين دولتين تمثلان امتدادات متعددة لكل من صرب وكروات البوسنة.

*: لكن استراتيجية رئيس وزراء صرب البوسنة ميلوراد دوديك تتجاوز مجرد رؤية لتقسيم السلطة في البوسنة، يكون هو قطب الرحى في نصف البلاد، وشريك أكبر في النصف الآخر؟
**: هو يعتقد بأنّ "جمهورية صربسكا" ستبقى، بينما يظل مصير البوسنة مجهولا أوعلامة استفهام، على حد قوله. كما سبق له وفي عدة مناسبات المطالبة بالموافقة على الانفصال عن البوسنة.

*: ماذا عن الكروات الذين يطالبون بكيان ثالث لهم على غرار صرب البوسنة؟
**: بوجو لوبيتش، رئيس حزب التجمع الكرواتي الديمقراطي 1990، موقفه قريب من حارث سيلاجيتش. والكروات يطالبون بتغييرات جذرية.

*: في الجانب البوشناقي قال رئيس حزب العمل الديمقراطي، سليمان تيهيتش، إنه كان مستعدا للتوقيع على الطروحات الأوروأميركية، ولكن الأحزاب الأخرى رفضت، وأنّ التوقيع على شيء أفضل من التوقيع على لا شيء.
**: التوقيع كان سيؤدي إلى كارثة.

*: كيف؟
أدهم باشيتش: هناك قضيتان هامتان تتمثلان، في مسألة التصويت في الكيانين على أي قرارات تتعلق بالدولة، وضرورة وقف ذلك، أي الاقتصار على موافقة الأغلبية داخل البرلمان المركزي. دون حاجة للعودة لبرلماني الكيانين في سراييفو وبنيالوكا. وترك الأمر كما هو عليه الحال الآن يؤدي إلى قيام دولتين داخل الدولة.

*: ترأس السويد حاليا الاتحاد الأوروبي، ويشغل كارل بيلت، الذي كان مبعوثا أمميا إلى البوسنة، حقيبة الخارجية السويدية، وكان حاضرا في اجتماع بوتمير، كيف تقيمون أداءه؟
**: للأسف يقوم كارل بيلت بدور سلبي في البوسنة، منذ كان مبعوثا دوليا، وهو أسوأ مندوب سامي عمل في البوسنة منذ توقيع اتفاقية دايتون في 21 نوفمبر 1995 م وحتى اليوم. ومن المفارقات أنّ أسرته بأكملها تعمل ضد البوسنة، فزوجته عضو في البرلمان الأوروبي وهي تعارض توقيع البوسنة على معاهدة تشينغن. ويمكن القول أنّ بيلت وزوجته أصبحا بمثابة وكالة للتطرف الصربي في البوسنة. وهناك معلومات تفيد بأنّ كارل بيلت عقد صفقة مع الرئيس الصربي بوريس طاديتش ورئيس وزراء صرب البوسنة ميلوراد دوديك على تثبيت كيان صرب البوسنة "جمهورية صربسكا"، والدفاع عنها. وهو (بيلت) يقود لوبي ضد البوسنة مع عدد آخر من الشخصيات من بينهم سفير واشنطن في بلغراد سابقا، وليام منتغمري.

*: الدور الأميركي أفضل في البوسنة، كما تقولون، لماذا من وجهة نظركم؟
**: الموقف الأميركي إيجابي في البوسنة، وهو موقف محرك للمياه الراكدة. والأمر يعود للإدارة الأميركية الجديدة، المكونة من الديمقراطيين الذين تعاملوا بشكل مباشر مع قضية البوسنة نهاية تسعينات القرن الماضي، والإدارة الأميركية مهتمة بترقيع السياسة الخارجية لتتفق وقيم السلم والعدل بما يعزز حقوق الإنسان والأمن والاستقرار في العالم، ولا سيما منطقة البلقان وشرق أوربا. وكانت زيارة نائب الرئيس الأميركي إلى البوسنة جوزيف بايدن، إلى البوسنة تدشين لمرحلة جديدة من الاهتمام الأميركي بالبوسنة ومنطقة البلقان.

*: لماذا هناك اهتمام أميركي خاص بالبوسنة وشرق أوربا؟
**: لأنّ النشاط الأميركي في البوسنة، يثبت أقدام السياسة الخارجية الأميركية، ويعطيها التوازن المطلوب من وجهة نظر أميركية. كما أنّ إدارة الرئيس الأميركي الديمقراطي الأسبق بيل كلينتون، كانت ايجابية ومتوازنة. ومهندس اتفاقية دايتون والسفير الأميركي السابق لدى الأمم المتحدة ريتشارد هلبروك ألف كتابا ذكر فيه أنّ أكبر غلطة ارتكبتها الولايات المتحدة هي السماح بقيام "جمهورية صربسكا" داخل البوسنة. وأنه سيعمل على إصلاحها قبل أن يفارق الحياة. وقد جاء الديمقراطيون للحكم وهم يعملون على إصلاح هذه الغلطة.

*: يبدو أنّ تركيا دخلت على الخط، وهناك تنسيق تركي أميركي في البوسنة، ماذا عن الدور التركي في البوسنة؟
**: اسمحوا لنا أن نعبر عن تقديرنا العميق للدور التركي الريادي، المعبر بحق عن تركيا الجديدة. وتعتبر تركيا الدولة الإسلامية الوحيدة التي تحدثت عن البوسنة في الدورة 64 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك. وقد كنت ضمن الوفد البوسني إلى جلسات الجمعية العامة، واستمعت بانتباه وإعجاب لخطاب وزير الخارجية التركية داوود أوغلو، ومن ضمنها أنّ "من أولويات السياسة الخارجية التركية، قضية الاستقرار في البوسنة والبلقان، وستعمل تركيا بكل تركيز وقوة في هذا المجال. وقد اعتبرنا ذكر البوسنة في المنتظم الأممي وجه من أوجه الدعم الدولي للبوسنة. وقد زار داوود أوغلو البوسنة ودشن المركز الثقافي التركي الجديد، وألقى محاضرة أكدا فيها على أنّ البوسنة مهمة جدا للعالم لأنها نقطة تقاطع طرق ومصالح وحلقة الوصل بين الشرق والغرب والاسلام والمسيحية. ونحن سعداء بأنّ تركيا تقدر هذا الدور البوسني. وندعو الدول الإسلامية لاستثمار البوسنة في قضية حوار الثقافات، فقد قدمت هذه الدول مساعدات كبيرة، ولا سيما الدول التي لها ثقل مثل المملكة العربية السعودية. ونحن ندعو الدول الإسلامية المؤثرة لإعادة اهتمامها بالبوسنة، ساعدونا في الحرب، ويمكن أن تكون البوسنة منطلقا لمشاريع الحوار الحضاري، ومنطقة مركزية للحوار، فالبوسنة تحقق أهدافهم من الحوار والتقارب بين الثقافات والحوارات. وإيجاد السياسة الدولية العادلة. كما يعزز هذا دورنا جميعا على المسرح الدولي.

*: أصبحت البوسنة عضوا في مجلس الأمن، ما تأثير ذلك على الوضع الداخلي ودور البوسنة دوليا؟
**: أشكرك حيث كنت واحدا ممن ساهموا في الحملة لدعم حصول البوسنة على مقعد في مجلس الأمن، وهذا يدعم فعالية البوسنة في العلاقات الدولية. كما يدل قبولها عضوا في مجلس الأمن على أنّ للبوسنة مكانها في قمة الحكومة العالمية. ونحن نشكر كل الأشقاء وكل الأصدقاء الذين دعمونا في الحملة. ونحن نعتبر الأشقاء في المملكة العربية السعودية من أكبر حلفاء وأشقاء وأصدقاء البوسنة والهرسك.

*: لو نعود للإصلاحات في البوسنة، وكما يبدو من التحركات الأخيرة، هناك مساعي لإقناع جميع الأطراف بإحداث إصلاحات على اتفاقية دايتون، الدستور المؤقت للبوسنة، لكن هناك عقبات كبيرة في وجه ذلك، منها البند الرابع في اتفاقية دايتون والذي ينص على أنّ أيّ إصلاحات يجب أن تكون باتفاق الأطراف الثلاثة، والطرف الصربي يرفض الإصلاحات. وهذا الرفض مدعوم من موسكو وبلغراد، حيث تؤكد العاصمتان على أنهما يدعمان أي اتفاقية يتوصل إليها الأطراف الثلاثة مع دعمهما لموقف صرب البوسنة المناهض للاصلاحات، وهو ما وصفه البعض بالنفاق السياسي. كما يجعل أي محادثات لهذا الغرض تدور في حلقة مفرغة.
**: اتفاقية دايتون كانت نتيجة الإبادة الجماعية، التي تعرض لها البوشناق المسلمون في البوسنة، كما أنّ كيان صرب البوسنة "جمهورية صربسكا" نتيجة للإبادة، التي تعد الأكبر بعد الحرب العالمية الثانية. وهي بمثابة جائزة للمجرم. وإهانة للإنسانية وللضحايا، الأمر الذي يشجع المجرمين في مناطق أخرى على ارتكاب جرائم مماثلة. وهي رسالة للأشرار في العالم بأنهم إذا ارتكبوا جرائم سيحصلون على دولة. والموقف الروسي وموقف بلغراد يمثلان مهزلة ويمكن وصفها بقلة الذكاء، بل قلة الأدب. ونحن ندعو موسكو لتغيير سياستها حيال البوسنة، فإذا كان الرئيس الروسي ديمتري ميدفيد قد زار بلغراد مؤخرا للمشاركة في ذكرى تحرير بلغراد من الفاشية أثناء الحرب العالمية الثانية، فإنّ سياسته حيال البوسنة تعد دعما للفاشية. ورمز الفاشية ميلوراد دوديك كان يجلس بالقرب منه أثناء زيارته لبلغراد يوم 20 أكتوبر. فمن مصلحة موسكو مراعاة مشاعر الملايين من مواطنيها المسلمين. ونحن لا نريد منها أكثر من انتهاج سياسة عادلة. وهناك للأسف علاقة بين محادثات، بوتمير، وزيارة ميدفيد لبلغراد، فهي في إحدى أبعادها دعما لصرب البوسنة. وأريد الإشارة إلى أنّ روسيا دولة مهمة ومن الأفضل أن تكون السياسة الروسية متوازنة وهذا لمصلحة روسيا قبل أي جهة أخرى.

*: بناء على كل ما سبق، كيف تنظرون للمستقبل؟
**: أنا متفائل، وهناك قوة إيجابية في الأفق. وأوجه قولي لكل مهتم.. نحن نسعى لطريق السلام والاستقرار وسيادة الإنسان وكرامته. تعرضنا للإبادة ودافعنا عن أنفسنا، واستندنا لجذورنا الحضارية، وكسبنا معركة البقاء رغم التضحيات، وعلينا التحرك في كل آن من جديد إلى الأمام.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.