كان يا مكان في قديم الزمان في غابة الأمان ,كانت تعيش حيوانات كثيرة تعتلف من مراعي خصبة ووفيرة,وكان يحكم الغابة ملك الملوك الأسد برانسي وكان له ثلاثة وزراء, كبيرهم الذئب الماكر حيمود ومعه الثعلب الورع شعيب والأرنب الجائع شيبوب. ذات يوم مرض الملك فحدثت ضجة في الغابة وفزعت الرعية لزيارته ومواساته للتخفيف من معاناته, وكان الوحيد الذي تخلف عن زيارته هو الثعلب شعيب!؟ وكان الذئب حيمود يكره الثعلب ويحسده لشدة تقربه من الملك برانسي,فقال بخبث يامولاي مالي أرى كل الرعية جاءت لتزورك إلا الثعلب شعيب فهو غائبا وما أظنه إلا متآمرا مع أعدائك للغدر بك والإستيلاء على عرشك,غضب الملك برانسي لذلك غضبا شديدا,فهو مشهور بكبريائه وعلو كلمته ورأيه ولا يقبل أي غدر أوخيانة أو حتى إعتراض على قراراته,ثم إلتفت إلى الأرنب شيبوب وقال له لقد عهدناك وفيا ولملكنا مخلصا وأنت ورعا وتقيا,فأنطلق وأبحث عن شعيب فإني أراه ماكر وللخير ناكر,وسأجازيك كالعادة بحصتك في كل الغنائم الكثيرة والخيرات الوفيرة,فأرتعد شيبوب وبسمل وحوقل حتى سال لعابه,ثم إنطلق لتوه يجوب الوديان و الفيافي باحثا عن الثعلب الورع شعيب حتى وجده في زاوية من الجبل يتعبد ويتهجد,وكان بينهما مودة سابقة وشراكة وتحالف وتعالف,فسلم وجلس ليتكلم,إن كبير الوزراء حيمود قد وشى بك للملك ,ولا أرى إلا العقاب والإنتقام في عيني الملك الهمام,فأنظر ماذا ترى وماذا تقدم من عذر لجلالته عند لقائك به,إني لك ناصح ولنجاتك من الهلاك طامح ياأخي وشريكي,فهلم بنا ننطلق لزيارة جلالته وعيادته في قصره. دخل الثعلب شعيب على الملك وهو يبتسم بمكر شديد, فرأه يكاد يفترسه من الغيض,السلام على مولانا برانسي وقد أحضرت معي الضمان الكفيل ببقائه في الكرسي! قال شعيب,ولقد بحثت في الغابات والوديان وفي الممالك والأوطان لأجد دواءا يشفي مولاي السلطان! فقام الملك منتصبا لتوه وللخبر السعيد مستعجلا سماعه وصاح هات ماعندك,فقال شعيب وعينه على كرسي الملك العجيب,مولاي إن دواؤك موجود بلا شك ولاريب,ولقد سألت الحكماء والكبار العظماء وجاؤوا كلهم بالخبر اليقين؟! دواؤك يامولاي هو قلب وزيرنا الذئب حيمود المسكين,إفترسه وتلذذ بقلبه يذهب كل ما بك من سقم وهرم ووهن مبين. فزأر الملك برانسي بصوت عالي وشديد وقال آتوني بالوزير الذئب حيمود, فأنا بالتضحية به سأضمن البقاء على ذلك الكرسي الودود, وبالطبع فأنا أطمح دوما للخلود. وذعرت زوجتي لصيحتي, وقالت ما بك يارجل هل من سبب لصيحتك لقد أيقضت وأرعبت ولدنا الودود؟ شهد وأستغفر الواحد المعبود! نهضت من فراشي وأشعلت المصباح وتناولت كأس ماء وقبل إطفاء المصباح والخلود إلى النوم من جديد, لمحت جريدة الخبر ملقاة على الأرض وعلى صفحتها الأولى عنوان عريض: أويحيى وبلخادم وسلطاني أول المتسابقين في ماراطون المرادية! فأبتسمت وتمتمت وحمدت مالك الملك الذي يعز من يشاء ويذل من يشاء وطبعا هو الذي يهب الملك لمن يشاء وهو على كل شيء قدير.ثم إنهمكت في الشخير,ممنيا النفس بااللاعودة إلى مملكة برانسي وفي هاته المرة متشوقا لرؤية من سيفوز بسباق المرادية ويصبح متربعاعلى كرسي الملك برانس