[ رحل بن علي مع ليلاه و بقيت تونس لعشّاقها. و في القصيدة صور أخرى] أكلّ المغرمين مجانينُ من حبّهم ؟ أم كلّ عشق له شهداؤه و قتلاهُ ؟ يعيش الميّتون إذا ماتوا أعزّةً. و تقتل الذلّةُ هاربا لا نراهُ. فللهاربين هلاك من هزيمتهم، و يحيى الشهيد منتصرا بذكراهُ. إذا ما فرّ صعلوكٌ من حكْم أمّتهِ، ففي صحراء نجْدٍ مقامُه و منفاهُ. أراه واقفا على طللٍ يخاطبه، بعيدا عن لحْظِهِ ينوح بمبكاهُ. حزينا على عرشه استوى من فَقْدِهِ، مماتُه و انتحارُه و محْياهُ. جنون العاشقين لليلى أضناهمُ، و عشق الفجر بعد ليلِ الظلوم أدناهُ. الليل يا ليلى من بعد زوالِكِ مشرقٌ، و البدر شقّ الغيومَ و حيّى سماهُ. مجانين الثورة عرفوا إذًا سبيلهم، و عشّاق ليلى جُنّوا بها و تاهوا. عشقنا تونس الخضراء فهي مهجتنا، بحسنٍ ما له أمثالٌ و أشباهُ. نموت شهادةً ونحيا لعزّ وطنٍ، و الموت الذليل لمن خانه و أدماهُ! عبد الرزاق قيراط 14مارس 2011