الشعب التونسي يقول للهيئة العليا : من أنتم ومن أين أتيتم ؟ كنت من الذين شاركوا في اعتصام القصبة الذي أطاح بحكومة الغنوشي الأولى ضمن فريق التنسيق الإعلامي للاعتصام الذي تواصل على امتداد أسبوع كامل تقريبا بمشاركة حوالي 10.000 معتصم قدم أغلبهم من المناطق الداخلية للبلاد وقد تم تفريق المعتصمين باستعمال القوة المفرطة من قبل قوات الأمن والحرس " الوطني" ... وعلى امتداد أيام الاعتصام في القصبة 1 التي تم خلالها إسقاط الحكومة والدعوة إلى مجلس تأسيسي , لم أرى فيها عنصرا واحدا من عناصر الهيئة العليا للانتقال الديمقراطي والإصلاح السياسي وحماية الثورة ... الخ . ويحق لكل مناضل تونسي مهما كان انتماؤه ولونه الإيديولوجي وتوجهه الفكري ... شارك في اعتصام القصبة 1 الذي أسقط الحكومة الأولى لمحمد الغنوشي وولّد فكرة المجلس التأسيسي واعتصام القصبة 2 الذي أسقط حكومة الغنوشي الثانية وفرض انتخاب مجلس تأسيسي ... يحق لكل هؤلاء المناضلين والمعتصمين لأيام على الميدان الذين تعرضوا للضرب والتعذيب والتهديد .. أن يهتف بصوت مسموع ويقول لأعضاء الهيئة العليا الذين خرجوا من جحورهم ولبسوا لباس الشرعية كأنهم نواب برلمان منتخب .. من أنتم أولا .. ومن أين أتيتم ثانيا وأين كنتم عندما كان البلد في حاجة إليكم ثالثا ؟؟؟ ولئن غض الشعب التونسي المناضل الطرف عن هذه اللجنة في بداية تكوينها أبان حكومة الغنوشي الأولى تحت اسم لجنة الإصلاح السياسي لأنه رغب في إعطاء فرصة إلى الطبقة السياسية والمثقفة التي اكتفت أثناء اندلاع الثورة بالتحليل النظري والمشاهدة والمتابعة عن كثب في الوقت الذي كانت فيه الدماء تسيل أنهارا ويسقط فيه الشهداء بالعشرات في مختلف جهات الجمهورية... للمشاركة في عملية الانتقال السلمي والسلس للسلطة في كنف الديمقراطية والعدالة دون تمييز أو إقصاء لمختلف فئات الشعب التونسي بسرعة ونجاعة للوصول بتونس إلى شاطئ النجاة لكن هذه النخب السياسية يبدو أنها لم تتخلص بعد من عقدها الحزبية والإيديولوجية التي لازمتها لعقود طويلة , ومضت تسخر طاقتها ومواقعها العلمية والاجتماعية في خدمة مصالح سياسية ضيقة لفائدة فئات معينة بدعم من أطراف خارجية غير خافية على أحد لها ارتباطات بالاستعمار القديم/الحديث عوضا عن خدمة المصالح العليا للوطن ووضع مصلحة تونس فوق كل اعتبار ... من خلال المواقف المتحجرة والقرارات الفردية واستفزاز شركاء الوطن في الدين والعروبة والسياسة بشتى المواقف الماسة من الذوق العام والاخلاق الحميدة والمساس بالدين. محمد صالح بنحامد إعلامي تونسي