أخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن نوف الحميري قال: لما اختار موسى قومه سبعين رجلا لميقات ربه ( لتمام الموعد) قال الله لموسى: 1- أجعلُ لكم الأرض مسجدا وطهورا، 2- وأجعلُ لكم السكينة معكم في بيوتكم، 3- وأجعلكم تقرأون التوراة من ظهور قلوبكم فيقرأها الرجل منكم والمرأة، والحر والعبد، والصغير والكبير. فقال موسى لقومه : - إن الله قد جعل لكم الأرض مسجدا وطهورا. - قالوا: لا نريد أن نصلي إلا في الكنائس. - قال: ويجعل السكينة معكم في بيوتكم. - قالوا: لا نريد إلا كما كانت في التابوت. - قال: ويجعلكم تقرأون التوراة عن ظهور قلوبكم، فيقرأها الرجل منكم والمرأة، والحر والعبد، والصغير والكبير. - قالوا: لا نريد أن نقرأها إلا نظرا.
فنقلها الله تعالى للمسلمين أتباعِ محمد صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى : "فسأكتبها للذين يتقون ويؤتون الزكاة والذين هم بآياتنا يؤمنون ،
الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ ۚ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ ۙ أُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (157) " . قال موسى: أتيتك بوفد قومي فجعلت وفادتهم ( التكريم والعطاء) لغيرهم ! اجعلني نبي هذه الأمة ( يريد أن يكون نبيّ المسلمين ). قال: إن نبيهم منهم. قال: اجعلني من هذه الأمة. قال: إنك لن تدركهم. قال: رب أتيتك بوفد قومي فجعلت وفادتهم لغيرهم. قال: فأوحى الله إليه " ومن قوم موسى أمة يهدون بالحق وبه يعدلون" الأعراف الآية 159. فجعل الله تعالى من اليهود من يهدي إلى الحق ويحكم به .. قال: فرضي موسى. قال ( الراوي نوف الحميريُّ ) للمسلمين : ألا تحمدون ربا شهد غيبتكم، وأخذ لكم بسمعكم، وجعل وفادة غيركم لكم؟ وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن نوف . إن موسى لما اختار من قومه سبعين رجلا قال لهم: فدوا إلى الله وسلوه ، وكانوا قد ذهبوا وفداً إلى الله مع موسى إلى جبل الطور. فكانت لموسى مسألة ولهم مسألة، فلما انتهى إلى الطور قال لهم موسى: سلوا الله. قالوا : "أرنا الله جهرة" . قال: ويحكم...! تسألون الله هذا مرتين؟ قالوا: هي مسألتنا ،أرِنا الله جهرة . فأخذتهم الرجفة ، فصعقوا. فقال موسى: أي رب جئتك بسبعين من خيار بني إسرائيل، فأرجع إليهم وليس معي منهم أحد، فكيف أصنع ببني إسرائيل، أليس يقتلونني؟ فقيل له: سل مسألتك. قال: أيْ رب إني أسألك أن تبعثهم. فبعثهم الله . فذهبت مسألتهم ومسألته، وجعلت تلك الدعوة لهذه الأمة. وأخرج ابن أبي حاتم عن راشد بن سعد. أن موسى لما أتى ربه لموعده قال: يا موسى، إن قومك افتتنوا من بعدك. قال: يا رب وكيف يفتنون وقد أنجيتهم من فرعون، ونجيتهم من البحر، وأنعمتَ عليهم؟ قال: يا موسى إنهم اتخذوا من بعدك عجلاً جسدا له خوار. قال: يا رب فمن جعل فيه الروح؟ قال: أنا. قال: فأنت أضللتهم يا رب. قال: يا موسى، يا أبا الحكماء، إني رأيت ذلك في قلوبهم فيسرته لهم. يؤكد هذا قوله تعالى في سورة الإسراء " كلاً نُمِدّ هؤلاء وهؤلاء من عطاء ربك ، وما كان عطاء ربك محظوراً " . فمن رغب الضلال وركبه أضله الله تعالى .