وقال ديف ديوالت الرئيس التنفيذي لمكافي إنّ "الشركة بدأت بالتحذير من سباق عالمي للتسلح في الفضاء الإلكتروني قبل عامين ولكننا نرى أدلة متزايدة على أنّ هذا السباق أصبح حقيقيًا". وأضاف أنّ "عدة دول في العالم تشارك بشكل نشط في تحضيرات وهجمات في الفضاء الإلكتروني (...) واليوم الأسلحة ليست نووية ولكنها افتراضية، وعلى الجميع أن يتكيفوا مع هذه التهديدات".
وقالت شركة مكافي التي مقرها في سانتا كلارا بكاليفورنيا في تقريرها السنوي الخامس حول "الجرائم الافتراضية" إنّ الصين وفرنسا وإسرائيل وروسيا والولاياتالمتحدة طورت "قدرات هجومية متطورة على الفضاء الإلكتروني".
وقالت إنّ عدد الهجمات الإلكترونية ذات الأهداف السياسية ارتفعت رغم الخلاف بين الخبراء حول تعريفها إلاّ أنّ "حرب الفضاء الإلكتروني هي حقيقة".
ومن بين الحالات التي أوردها التقرير الحملة التي شنها قوميون روسيون ضد جورجيا عبر الإنترنت في آب/اغسطس 2008، وكذلك الهجمات في تموز/يوليو 2009 ضد مسؤول أميركي ومواقع إنترنت كورية جنوبية يعتقد بعض الخبراء أنّها جاءت من كوريا الشمالية.
وقالت الشركة "خلال العام الماضي أدّت زيادة هجمات الإنترنت ذات الدوافع السياسية إلى دق جرس الإنذار حيث استهدفت عددا من الجهات من بينها البيت الأبيض ووزارة الأمن القومي الأميركية وجهاز الأمن السري ووزارة الدفاع في الولاياتالمتحدة وحدها".
وأضافت أنّ "الدول تطور بشكل نشط قدرات حروب الفضاء الإلكتروني كما تشارك في سباق تسلح على الإنترنت وتستهدف شبكات حكومية وبنى تحتية حساسة".
وأكدت الشركة أن ما تسميه ب"الحرب الباردة على الإنترنت" تجري بالفعل.
وجاء في تقرير الشركة "لم نر بعد حربًا ساخنة على الإنترنت بين القوى الكبرى، لكن جهود الدول الحكومات لبناء قدرات أكثر تطورا لشن هجمات على الإنترنت، وفي بعض الحالات إظهار الاستعداد لشن هذه الهجمات، يشير إلى أنّ الحرب الباردة على الإنترنت قد بدأت بالفعل".
وحذرت الشركة من أنّ البنى التحتية الحساسة معرضة بشكل خاص لمثل هذه الهجمات نظرا لاعتمادها على الإنترنت.
وقال التقرير "في حال اندلاع نزاع كبير على الإنترنت بين الدول، فمن المرجح جدا أن يتأثر القطاع الخاص بشكل كبير بهذه الحرب".
وجاء في التقرير أنّ "معظم الخبراء يتفقون على أنّ أنظمة البنية التحتية الحساسة مثل محطات الكهرباء والقطاع المصرفي والمالي وقطاع النفط والغاز في العديد من الدول يمكن أن تتضرر من أيّ هجوم على الإنترنت".
وأضاف التقرير "في معظم الدول المتطورة البنية التحتية الحساسة مرتبطة بالإنترنت وتفتقر إلى إجراءات الأمن الملائمة مما يترك هذه المنشات معرضة للهجمات".
وأشار تقرير الشركة إلى أنّ عددا من الدول "تقوم بعمليات استطلاع لتحديد مواطن الضعف".
ونقل عن خبير لم تذكر هويته قوله أن هذه الدول "تقوم بإعداد ميدان معركة الكترونية وتحضر لاستخدامه".
وقالت الشركة أنّه من غير الواضح بعد تعريف "العمل الحربي على الإنترنت" وكذلك الرد الملائم عليه.
وأوضحت أنّ "الحرب الإلكترونية تشتمل على عدد كبير من العوامل بطرق متعددة مما يجعل قواعد الحرب غير واضحة".
وأضافت أنّه "بدون وضع تعريف مناسب، فمن شبه المستحيل تحديد متى يجب الخوف من رد فعل سياسي أو تهديد من عمل عسكري".
وقام بإعداد التقرير لشركة مكافي خبير أمن الإنترنت بول كورتز المستشار السابق للبيت الأبيض، واشتمل التقرير على مقابلات مع أكثر من 20 خبيرًا في العلاقات الدولية والأمن القومي وخبراء أمن الإنترنت من أنحاء العالم.
حذرت شركة مكافي المتخصصة في إنتاج برامج مكافحة فيروسات الإنترنت من "سباق تسلح على الإنترنت" وقالت إنّ دولاً من بينها الصين وفرنسا وإسرائيل وروسيا والولاياتالمتحدة طورت أسلحة "فضاء إلكتروني".