تحية وسلام وبعد بأسف شديد ، أعزّيك يا سيدتي في رجال البلاد ،،، سمعتك تطرحين عليهم سؤالا على شكل نداء ،، نداء استغاثة من إمرأة تونسيةأصيلة ، مثقفة وجليلة ،،، نداء أنثى حائرة تنشد الأمن والإطمئنان من لدن "رجال تونس" الأبرار ، سمعتك تصرخين ، "يا رجال تونس" تكلّموا ، واجهوني ، عبّروا عن رجولتكم ، توحدوا على كلمة تلمّ الشمل ، وجهت لهم دعوة أن يوقفوا القتال ، كأني بك تقولين : أيها الثوار ، يا ثوّار المزاج يا بسطاء العقول الى حدّ البلاهة يا جمع تكثير لما مفرده ثور جبار ،،، بحركات يديك تتساءلين وبعينيك في الوجوه تتفرسين وبأعلى صوتك تقولين : فهّموني خبّروني عن المصير ،،، لكنه مع الأسف الشديد ليس عن سؤالك من مجيب ،،، ( أستثني أصدقائي الخطاب وأحمد ووائل ومحمد العربي ولأكون منصفا أستثني اللذين لم ينتبهوا للنداء ،،، أقول لك ولهم : مساء النور الآتي من وراء سواد كثيف ، مساء اليسر بعد العسر ، مساء انقشاع الظلم من رحم الظلام المخيف ،،، السيدة كوثر حتى لو عمّمت النداء ، حتى لو قلت : "أين أنتم أيها الرجال العرب ؟ " لأستمر هذا الصمت الرهيب ولخيّم عليهم نفس السكون العجيب والسكوت الغريب لا تتسرّعي صديقتي فسألتمس لهؤولاء عذرا ، لقد قال الله تعالى : إنا أعطيناك الكوثر فصل لربّك وانحر إن شانئك هو الأبتر ، صدق الله العظيم ، لا تتسرعي ولا تتفاءلي الى حدّ التشاؤم ، إن الأغلب على الظن أن الرجل العربي اليوم هو الأبتر ولا يخفاك سيدتي أن الأبتر يعتريه الخجل من نفسه ، ترينه يتوارى عن عيون الناس ، تجدينه يخشى مواجهة النساء ، لاحظي المسكين وهو يتصبب عرقا باردا كلّما التقت عيناه عيون النساء ... وأنت يا سيدتي سيدة العارفات وخيرة من عرفت من النساء ربّما من هذا الباب ألتمس للرجال عذرا على عدم الإستجابة للنداء (وكم من عذر كان أقبح من ذنب ) فكأني برجال الثورة بعد الثورة وجدوا أنفسهم بنفسية "المنتصرين المنهزمين" حيث تبدو عليهم الدهشة وهم كالتائهين ، يسيرون في تيارات مائية وعواصف هوائية ومتاهات اشعاعية ،،، خططها لهم رجال ليسوا من فصيلة العرب يحق لك يا سيدتي أن تتحيّري ، أن تتخوفي ، أن تقلقي ولكن على حال الرّجال قبل الحيرة والخوف والقلق على حال البلاد ،،، فللوطن ربّ يحميه ، أما العباد فيا خيبة المسعى ،، لقد انطلت عليهم الحيلة وغالطتهم المسرحية ، مسرحية أبطالها أذكياء بني صهيون و"ثوّار" عرب يتصنعون النصر وهم في الحقيقة منهزمون كأني بهم في صمتهم الرهيب يقولون ، كأني بهم من وراء خجلهم يتهامسون ، لقد وقعنا في فخ نصبه أمامنا رجال ،،، رجال أنداد لنا في السنّ ، أضعاف أضعافنا في الفطنة والذكاء رجال ليسوا من فصيلة العرب على كل حال الكثير منكم ، يا عرب يا رجال ، يعيش حيرة خجولة وشعورا بالفشل ، فشل ذريع أمام أنداد لكم في السن وليس في المقام ، من أمم أخرى ، يا خير أمة أخرجت للناس ،،، انظروا الى أنفسكم ، إن حالتكم تثير الإستهزاء ، أندادكم من أمم أخرى يتسلّون بكم في سخرية ، يضحكون على الذقون والعقول ، يقهقهون من منظر لحانا وخماراتنا ومايوهاتنا وسراويلنا وأفكارنا وتصرفاتنا وشطحاتنا بكثير من الخجل وخيبة الأمل فيكم ، أذكّركم بانتمائكم الى جيل سيكتب التاريخ أنه بطل ثورة بلا رأس ، جيل انطلت عليه خرافة فصدّقها ، جيل نسي كلام الله فلم ينحر ولم يذبح البقرة ، جيل يعيش واقعا مريرا وفشلا حضاريا كبيرا وخسرانا معنويا فيه خزي وعار ،،، هذا الواقع يجعلني أطأطيء الرأس ، وكلما رفعته رأيتكم مثلي تتصنعون الإنتصار ، هات نعترف أيها الإخوان ، نعترف ونقرّ بأننا تعرضنا الى خدعة ماكرة وأننا خسرنا المباراة أمام جيل من أندادنا في السن ، أضعاف أضعافنا في العقل والعلم ، من روس وألمان وأمريكان وغيرهم من الأعراق والأجناس ، سودا وبيضا وصفرا وحمران بوصفي أقاسمكم نفس الشعور ، أسمح لنفسي أن أقول لي ولكم : كفانا غرورا يا كهول ، لنعترف جميعا بالتقصير وبالمسؤولية في ما آلت إليه الأمور من وضعية حرجة خطيرة مجهولة المصير ،،، أفيقوا يا عرب من هذه التخميرة واعلموا أنكم الآن كالدمى تحركها أصابع بني صهيون لملء شاشات التلفزيون بمشاهد تجلب الرأفة وتبعث الحزن في كل قلب حنون ،،، بأموالكم اشتريتم منهم السلاح ،،، وفي أجسادكم تفرغون محتواه ... أيها العرب ، ألا تعترفون ؟؟ أيها العرب ، ألا تفيقون ؟؟؟ أيها العرب الثوّار ، ثوروا على الجهل والغباء ، تمرّدوا على خوفكم ، تجاوزوا اعاقتكم وقولوا للأجنبي : لا ... لا ... لا قدّموا استقالاتكم حالا من فيلم "العرب الأغبياء " أتذكرون أفلام رعاة البقر والهنود الحمر ؟ ،،، شاهدوها مجددا ربّما تستفيقون وتفهمون سيناريو شريط "العرب الأغبياء" ، عرب أغنياء بالمال وللذكاء والفطنة فقراء ، شاهدوا الليبي يقتل الليبي ، تابعوا اليمني ينحر اليمني ، تفرّجوا على السوري يفتك بالسوري ،،، تأمّلوا حال المصري الغلبان وزميله التونسي لقد كان الهنود الحمر ، على الأقل متحدين ،،، كانوا مع ضعف إمكانياتهم متضامنين متآزرين ، يستمعون الى القول الحكيم ،، وأنتم أيها العرب المتمسلمين ؟ يا خير أمة أخرجت للناس ، (هههههه ،،، استهزاءا بنفسي ولست أسخر مما جاء في القرآن العظيم ) ، وأنتم ، يا من قال فيكم العقيد المعقّد من أنتم ؟ ؟ ؟ مع كثرة أعدادكم وكثرة إمكانياتكم وكثرة كلامكم وكثرة أحلامكم ، لستم الأمة المقصودة بالإعلام ، لقد سخر منكم الأجنبي حين سخّركم مخرج الفيلم السينمائي لتكنوا الطرف المهزلة والكثرة المستبلهة في مشهد مثير على شاشة الحضارة الإنسانية ولتكونوا الفريق المهزوم في هذه اللحظات التاريخية ،،، لقد تلاعبوا وتحالفوا مع السادة "الزعماء" ، امتصوا منكم الدماء أيها البؤساء ، استنزفوا قوتكم وعرق جبينكم وحولوا أموالكم الى صناديقهم وخزائنهم أيها العمال والفلاحين التعساء ، ثمّ اقتضت الخطة سحب الأدوار عن السادة "الزعماء العملاء" ويبقى في الصورة قوم جياع رغم الغنى ، يتناحرون ، يتقاتلون ، يتصارعون وأيضا يتسابون لكنهم يخجلون من نظرات النساء