إتهامات خفية تصل أصداءها إلى الشبكة العنكبوتية وكشف عن توسط الهيئة لإنتداب عضو فيها تتالت المفاجآت و التداعيات في الساحة الإعلامية بعد انسحاب كل من السيدين ناجي البغوري و مختار الرصاع من ورشة مقترحات النظام الأساسي للتلفزة التونسية على خلفية اتهامات كلا الطرفين بالمغالطة و سوء النية تجاه الطرف الثاني . أول المفاجآت ظهور مراسلة (قد تكون أحد الأسباب الخفية للخلاف) وقع تداولها على الشبكة العنكبوتية صادرة عن رئيس الهيئة الوطنية لإصلاح الإعلام و الاتصال تطلب من الوزير الأول تسوية وضعية أحد أعضاء الهيئة العليا وإنتدابه بالتلفزة التونسية و هو ما رفضه المدير العام للتلفزة التونسية نظرا لعدم قانونية المطلب حسب نظام الوظيفة العمومية و القانون الأساسي لأعوان التلفزة وكذلك ما يمكن أن تمثله الاستجابة لهذا الطلب من إجحاف و تجني تجاه كل من في مثل وضعية عضو الهيئة المذكور وتم رفض مطلبه في مناظرة تسوية وضعية المتعاونين الخارجيين الأخيرة لعدم استيفاءهم للشروط القانونية. تعليقات كثيرة و متنوعة صاحبت نشر هذه الوثيقة فالكثيرون طالبوا هيئة إصلاح الإعلام باعتماد الشفافية في تعاملاتها ونبذ المحاباة أما أبرزها فكان مقال لعضو النقابة الوطنية للصحفيين زياد الهاني عنونه بفضيحة في الهيئة العليا لإصلاح الإعلام مطالبا بإيقاف هذه المهزلة و تطهير القطاع من الدخلاء والانتهازيين و الفاسدين . المفاجأة الثانية هي ما تحصلت عليه "التونسية"من مؤيدات تؤكد أن إثارة موضوع الهيكل التنظيمي في ورشة مقترحات النظام الأساسي لم يكن صدفة أو عن حسن نية فالهيكل التنظيمي يعتبر خصوصية إدارية كما أنه مثل أحد مآخذ تقرير دائرة المحاسبات لإدارة التلفزة مما عجل بإرساله للوزارة الأولى لتفادي الأخطاء التسييرية الحالية و تحميل كل الإطارات مسؤوليتهم الإدارية و القانونية في ممارستهم لمهامهم الوظيفية في انتظار الاتفاق النهائي بين كل الأطراف المتدخلة في هذه المؤسسة ووضوح الرؤية بعد انتخابات المجلس التأسيسي حول الإطار القانوني والتسييري الجديد لما بعد ثورة 14 جانفي كما أنه لا يحق قانونا لأطراف خارجة عن الطرف الإداري و الاجتماعي التدخل فيه علما وأنه تمت استشارة كل رؤساء الإدارات و المسؤولين الرئيسيين داخل التلفزة بمن فيهم الصحفيين حوله وهو عكس ما ادعاه بعض الحاضرين في الورشة و نفيهم لذلك وإلحاح أحدهم لمعرفة مآل الهيكل التنظيمي والذي كان على ما يبدو ليس لمصلحة القطاع الصحفي كما ذكر بل لمعرفة مدى الاستجابة لمراسلته الواردة يوم 6 جويلية 2011 على الإدارة العامة التلفزة بخصوص طلبه الحصول على خطة مدير مساعد رغم فشله في المهام التي أوكلت له سابقا و تم الاستغناء عنه بطلب جماعي من منظوريه . أقل من شهرين يفصلاننا عن الموعد التاريخي للانتخابات و أحد أهم القطاعات المؤثرة فيها أي الإعلام يبدو منشغلا بقضايا الإدماج و المهام الوظيفية واللهث وراء المناصب في المؤسسات الإعلامية الكبرى فمتى يستفيق أهل القطاع من سباتهم العميق ؟؟