لم يمر الإعلان عن تركيبة الهيئة الوطنية لإصلاح الإعلام والاتصال أمس دون إثارة احترازات شديدة اللهجة على بعض الأسماء من قبل عدد من الصحفيين المواكبين للندوة الصحفية التي عقدها رئيسها كمال العبيدي وصلت حد الملاسنة الجانبية بين البعض ما أملى مطالبة العبيدي المتدخلين المتحفظين مدّ الهيئة بما يثبت الاتهامات الصادرة واعتراضاتهم مشيرا إلى أنّ الاختيار على التركيبة تم بالتشاور مع عدد من هيئات ومنظمات المجتمع المدني المعنية وتتركب اللجنة من كمال العبيدي العربي شويخة ناجي البغوري هشام السنوسي- رضا الكافي كلثوم كنو- لينا بن مهني (هذا وعلمت الصباح- من أحد المصادر على هامش الندوة امكانية انضمام لطفي الحجي إلى التركيبة وفي جانب آخر من تدخله وتعقيبا على استنكار الصحفيين وتنديدهم بالاعتداءات المتكررة التي لحقت بعدد من الإعلاميين في الفترة الأخيرة أثناء تغطيتهم لعديد الأحداث حذّر كمال العبيدي من تواصل حضور أعداء حرية الصحافة داعيا إلى إجراء تحقيقات مستقلة في الغرض. وبخصوص وضعيات العاملين بدار العمل والمجلس الأعلى للاتصال وغيرهما وعد رئيس الهيئة بطرح الأمر على أنظار الحكومة.. وعن دور الهيئة الوطنية المستقلة لإصلاح الإعلام والاتصال وما إذا تكتسي سلطتها صبغة تقريرية أو استشارية أورد العبيدي أنها هيئة استشارية من أبرز مهامها اقتراح التصورات الكفيلة بالنهوض بالإعلام والقطع كليا مع كل ما يمكن أن يعيد الصحافة إلى ما قبل 14جانفي . ولأن إصلاح الإعلام لا ولن ينجح خارج أطر التشاور وتشريك أهل المهنة بالرأي والمقترح فقد شدّد رئيس الهيئة على هذا الجانب معلنا ضرورة استشارة الإعلاميين في كل ما يهم القطاع وتقييم واقعه والإسهام بالمقترحات العملية للارتقاء بأدائه إلى مستوى أهداف الثورة وتطلعات الشعب التونسي في إعلام حر ومستقل والاستفادة من تجارب الإعلاميين التونسيين خارج أرض الوطن. ووعد بنشر توصيات اللجنة وتصوراتها لمجمل أشكال الإصلاحات المقترحة على الرأي العام ,معربا عن الأمل في التعاون الوثيق مع مختلف الصحفيين لإعلاء شأن الإعلام التونسي .وتكريسا لمبدإ التشاور ستجتمع الهيئة بالصحفيين في مختلف المؤسسات الإعلامية. يذكرأن المرسوم المحدث للجنة الوطنية لإصلاح الإعلام والاتصال حدد دور الهيئة في جملة من المهام منها أساسا تقييم وضع الإعلام خاصة على المستوى التنظيمي والهيكلي واقتراح التصورات الكفيلة بالإرتقاء بالمؤسسات الاتصالية إلى أهداف الثورة وإبداء الرأي بشأن المطالب المقدمة لإحداث قنوات إذاعية أو تلفزية في انتظار هيكل مختص, كما أوكلت للهيئة إحداث هياكل تعديلية مستقلة في قطاع الصحافة المكتوبة والقطاع السمعي البصري والإعلام المكتوب. وكان حضر اللقاء الصحفي ناجي البغوري رئيس النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين الذي تولى الرد على عدد من الأسئلة حول صمت النقابة تجاه الاعتداءات المتلاحقة على الصحفيين في الآونة الأخيرة وما يشوب الساحة الإعلامية من إنفلات إعلامي وتركيبة اللجنة... محذرا مما وصفه بطوفان العنف المسلط على الصحفيين وطالب الحكومة بالاعتذار على ما صدر من" البوليس" من اعتداءات على الإعلاميين . وطالب الصحفيين ممارسة دورهم بمهنية واستقلالية وحياد لمواجهة خطر الانفلات الإعلامي مشددا على أهمية التحلي بالمصداقية التي يشكل فقدانها حسب قوله انتحارا مهنيا للإعلام.