ذكرت وكالة الأنباء السورية أن الرئيس بشار الأسد أدى صلاة عيد الفطر الثلاثاء 30-8-2011 في جامع الرئيس حافظ الأسد بدمشق؛ في الوقت الذي قتلت فيه أجهزته الأمنية سبعة أشخاص بينهم طفل، في محاولتها لقمع التظاهرات التي خرجت في العديد من المدن السورية وبعض أحياء دمشق مطالبة بالحرية وإنهاء حكم البعث الجاثم على صدر سوريا والذي تعاقب عليه بشار ووالده على مدى نصف قرن. ويضاف شهداء العيد في ثورة سوريا إلى 17 شهيدا سقطوا عشية عيد الفطر؛ وأشار أحد المعارضين لحكم بشار على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» إلى مفارقة أن يؤدي بشار صلاة العيد في مسجد أبيه في الوقت تقدم قواته العيدية للشعب السوري من القتلى والجرحى بينهم طفل صغير قائلا: "سيادة الرئيس.. هذا الطفل له أب.. وهؤلاء الآباء لهم أبناء.. وسوف يتذكر الجمعي سخاء قواتك في عيدية الدم والرصاص"!. ومع أول أيام عيد الفطر، قتلت الأجهزة الأمنية في سوريا سبعة أشخاص بينهم طفل في الثالثة عشرة من عمره، ، في محاولتها لقمع التظاهرات التي خرجت في العديد من المدن السورية وبعض أحياء دمشق، وذلك بعد صلاة العيد، بحسب ما ذكرت مصادر المعارضة. وقالت لجان التنسيق المحلية المعارضة، إن ستة أشخاص قتلوا في مدينة درعا، حيث بدأت تظاهرة ضخمة خرجت من المسجد العمري، وأضافت اللجان أن الشخص السابع قتل في مدينة حمص. وأفادت الجماعة المعارضة للنظام بسماع إطلاق رصاص في ضواحي العاصمة دمشق، وقالت إن مظاهرات قمعت بقسوة وعنف في مدينة اللاذقية على ساحل المتوسط. معتقل 6 سنوات كما نقل ناشطون أن الجيش اعتقل 7 أطفال تتراوح أعمارهم بين 6 و9 سنوات في منطقة درعا، كما اعتقلوا عدداً من كبار السن. وبحسب الناشط أبو عبدو، فقد أبلغ المسؤولون الأمنيون الأهالي بأنهم سيطلقون سراح الأطفال وكبار السن عندما يسلم النشطاء أنفسهم. بشار قصف المساجد.. ثم صلى وكان السوريون يتندرون في الأيام السابقة حول المسجد الذي سيصلي فيه الأسد في العيد، خصوصاً بعد اقتحام مسجد عبد الكريم الرفاعي في كفر سوسه من قبل الشبيحة والأمن، عقب إحياء ليلة القدر، والاعتداء على إمام الجامع الشيخ أسامة الرفاعي. وكتبت صحيفة الشرق الأوسط خبراً الاثنين، تحت عنوان "السوريون يتساءلون: أين سيصلي الرئيس في العيد؟ دعوات لرفع رايات سوداء على الشرفات حدادا على الشهداء" قالت فيه: "درجت العادة على أن يصلي الرئيس وكبار المسؤولين في الدولة العيد في الجامع الأموي، أو أحد أكبر مساجد العاصمة، كجامع عبد الكريم الرفاعي في كفر سوسه.. ولكن مع إغلاق معظم المساجد ومنع المصلين من دخولها، ومحاصرة المساجد التي تقام فيها الصلاة، سيبقى السؤال: ترى أين سيصلي الرئيس الأسد هذا العيد؟" وكان استهداف الجوامع من قبل القوات الأمنية والشبيحة في سوريا سبباً في انتقاد شيخ الأزهر لهذه التصرفات. ونقلت الصحيفة عن بيان للأزهر أن شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب أعرب عن "غضبه وألمه الشديدين" إزاء الاعتداءات الأخيرة التي طالت المساجد في عدد من المدن السورية في ليلة القدر. وأضافت: "كما أعرب عن الأسف لما أظهرته الصور، وحملته الأنباء والتقارير من مآذن محترقة وشيوخ مصابين، في هذه الليلة المباركة، التي وصفها الله سبحانه بأنها (سلام... حتى مطلع الفجر).'" مضيفاً: "إن 'هذه القوات المعتدية لا تراعي حرمة الدماء والمساجد، والليلة المباركة التي أنزل فيها القرآن". تزايد القتل.. تزايد الانشقاق وفي مقابل تزايد حملة بشار العسكرية، يتحدث سكان ونشطاء أيضا عن تزايد الانشقاق بين الجنود السوريين ومعظمهم من الأغلبية السنية في البلاد رغم أن قادتهم من الطائفة العلوية تحت قيادة ماهر شقيق الأسد الأصغر. وقال نشطاء إن تسجيلات فيديو على موقع يوتيوب على الإنترنت أظهرت جنودا يجوبون وسط دمشق في حافلات كبيرة خضراء من هيئة النقل العام وهم يخرجون بنادقهم الكلاشنيكوف من النوافذ لمنع الاحتجاجات التي اندلعت بالرغم من كل ذلك في أحياء القابون وكفر سوسة وركن الدين والميدان. وذكرت المنظمة الوطنية لحقوق الإنسان في سوريا التي يرأسها المنشق المنفي عمار قربي إن قوات موالية للأسد بينهم من يطلق عليهم الشبيحة قتلوا 3100 مدني منذ اندلاع الانتفاضة الشعبية في مارس آذار وبينهم 18 قتلوا يوم الاثنين فقط. "مجموعات مسلحة"؟ وتلقي السلطات السورية باللوم على "مجموعات مسلحة إرهابية" في اراقة الدماء وتقول انهم قتلوا 500 ما بين جنود ورجال شرطة. وقال نشطاء وسكان ان قوة مدرعة طوقت بلدة قرب مدينة حمص يوم الاثنين وأطلقت نيران الاسلحة الالية بعد انشقاق عشرات الجنود في المنطقة. وأضافوا أن امرأة تدعى أمل كرمان (45 عاما) قتلت وأصيب خمسة أشخاص اخرين مضيفين ان عشرات الاشخاص اعتقلوا في مداهمات جرت من منزل الى منزل في البلدة التي يبلغ تعداد سكانها 40 ألف نسمة. ونفت السلطات السورية مرارا حدوث انشقاق في الجيش. وطردت وسائل الاعلام المستقلة منذ بدء الانتفاضة في مارس. وقال دبلوماسيون من الاتحاد الأوروبي يوم الإثنين إن حكومات الاتحاد قد تفرض عقوبات على البنوك السورية وشركات الطاقة والاتصالات خلال أسبوع.