ذكرت تقارير اخبارية أن القوات الموالية للرئيس السوري بشار الاسد اشتبكت خلال الليلة البارحة في ضواحي العاصمة دمشق مع جنود منشقين رفضوا اطلاق النار على المحتجين المتظاهرين ، فيما يتوقع ان تشهد دمشق نشاطا دبلوماسيا كثيفا خلال الايام القادمة لبحث سبل حل الأزمة التي تمر بها البلاد. ونقلت وكالة "رويترز" عن سكان في المنطقة قولهم ان العشرات من الجنود المنشقين فروا الى منطقة غوطة دمشق الزراعية بعد ان اطلق عناصر من الجنود الموالين للاسد النار على حشد كبير من المتظاهرين بالقرب من منطقة حرستا لمنعهم من السير نحو دمشق، في تحد لاوامر من وزارة الداخلية بمنع التظاهر في العاصمة. وقال هؤلاء ان القوات الموالية للاسد اطلقت نيران اسلحة آلية ثقيلة طوال الليل على مناطق في الغوطة شمال شرقي دمشق، وكان الرد يأتيهم عبر نيران اسلحة خفيفة. وتنفي الحكومة باستمرار وجود اي انشقاق او فرار لجنود من الجيش السوري، كما انها تمنع مراسلي وسائل الاعلام المستقلة من تغطية الاحداث، التي اندلعت في انحاء سورية منذ مارس/آذار. الا ان ناشطين ومعارضين يؤكدون انشقاق وفرار عشرات الجنود السوريين من الخدمة، وهم في الغالب من الاغلبية السنية في سوريا. وفي هذة الاثناء ، كشف شاهد عيان يدعى حسين أبو عارف من بلدة القصير، عن قيام قوات المخابرات والجيش بالتعاون مع "الشبيحة"، باعتقال أكثر من 25 شخصا في البلدة ، مشيرا الى أن الأمن السوري يلعب على إشعال الفتنة في الصف السوري. وأوضح أبو عارف خلال اتصال مع قناة "الجزيرة" أن قوات الأمن السوري تصدت ليلة أمس بعنف غير مسبوق للمظاهرات التي انطلقت بعد صلاة التراويح ما أدى الى سقوط شهيد و9 من الجرحة. وأكد أبو عارف أن "الشبيحة"، انتهجوا خطة جديدة تهدف الى بث الفتنة الطائفية بين المسيحيين والسنة بعد الفتنة التي حاول النظام إشعالها بين العلاويين والسنة، مؤكدا أن قوات الأمن قامت بقتل 2 من المسيحيين في القصير ، وإشعال النيران في محلات 6 آخرين لأحكام دائرة هذه الفتنة. ولفت الى أن أهل مدينة "القصير"، يعرفون أسماء "الشبيحة"، بالاسم، مشيرا الى أنه لا مصلحة للثورة السورية في إعلان أسماء هؤلاء "الشبيحة" في الوقت الراهن. وشدد على أن ابن عم، جميل أدريس، مدير المخابرات الجوية هو الذي يقود قوات "الشبيحة"، بنفسه ضد المتظاهرين، مؤكدا أن معظم "الشبيحة"، ينتمون الى العلاويين. ونوه الى أن "الشبيحة"، يواجهون المتظاهرين بوجوه عارية نظرا لأنهم حصلوا على وعود بالحماية مهمة كانت الضغوط، مشيرا الى أنه يصعب تصوير هؤلاء "الشبيحة"، وخاصة مع ما يمتلكه من أسلحة. وعلى الصعيد الدبلوماسي، ذكرت هيئة الاذاعة البريطانية "بي بي سي " ان دمشق تشهد نشاطا كثيفا الأحد والاثنين، حيث يتوقع أن يصلها مساء الاحد مبعوث روسي يحمل مشروعا روسيا يفترض ان يطرح على مجلس الأمن حول الأزمة في سوريا. ومن المتوقع أن يصل وفد من الجامعة العربية برئاسة الأمين العام للجامعة لإبلاغ القيادة السورية موقف الجامعة العربية تجاه التطورات السورية. وقالت مصادر اعلامية رسمية ان دمشق تشدد على استعداد للحوار والاستماع والتفاعل مع جميع المبادرات من الأصدقاء والأشقاء، لكنها لا تقبل تدخلاً في قرارها أو شؤونها الداخلية. ومن جانب ميداني آخر اطلق المحتجون على صفحات موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" على اليوم تسمية "أحد الصلاة على شهداء الحرية"، ودعوا للصلاة على أرواح من سقطوا في تظاهرات السبت في المساجد الأحد بعد صلاة التراويح. وكانت تظاهرات خرجت ليل أمس بعد صلاة التراويح وفجر الاحد في العديد من المدن السورية ، فقد خرجت في ريف دمشق تظاهرات في زملكا، الحجر الأسود، عسّالي، الكسوة، سقبا، القدم، دوما وحرستا. وجرت محاولتان السبت صباحا ومساء للوصول إلى ساحة العباسيين وسط دمشق عبر التجمع من بلدات دوما وحرستا في بلدة جوبر للتوجه إلى الساحة والتمركز فيها. الا قوى الأمن السوري منعت المتظاهرين من التوجه إلى الساحة بوضع حواجز وشاحنات في عرض الطرق، ورافق ذلك إطلاق رصاص. وكانت وزارة الداخلية قد دعت السوريين الى عدم الاستجابة لدعوات "فيس بوك" للمشاركة في أي تظاهرات في مدينة دمشق أو التجمع في ساحاتها حرصا على سلامتهم، وقد وزعت هذه الدعوة عبر وسائل الإعلام والرسائل النصية على الهواتف الجوالة.