أعلن القائد الليبي رئيس الاتحاد الأفريقي معمر القذافي الذي سبق أن مُنح لقب ملك ملوك أفريقيا أنه سيطالب العالم بتعويضات لإفريقيا عن حقبة الاستعمار تصل إلى 777 تريليون دولار. وأكد القذافي في كلمة ألقاها أمام الملتقى الأول للملوك والسلاطين والأمراء في إفريقيا الذي انعقد مساء الاربعاء بالعاصمة الليبية طرابلس أن إفريقيا تستحق ذلك المبلغ تعويضاً عن حقبة الاستعمار ونهب الثروات والمذابح والعبودية التي تعرضت لها. وجدد القائد الليبي رفضه للوضع القائم في القارة، موضحا أن هذا الوضع هو الذي جعله يتجه للقوة الاجتماعية التقليدية الإفريقية التي وصفها بأنها "القوة الإفريقية الأساسية التي لا تتغير بالانتخابات ولا بالانقلابات". وأشار إلى أن بلاده دفعت الثمن غاليا من أجل تحرير القارة الإفريقية. وقال إن "كل الذين كانوا يحاربون في إفريقيا ضد العنصرية والاستعمار المباشر، والذين كانوا يقاتلون ضد الديكتاتورية وضد الرجعية في القارة، كانوا يأتون إلى ليبيا، ولم يذهبوا إلى أي مكان آخر". واتهم القذافي عددا من المنظمات الإنسانية بالعمل على " استطلاع إفريقيا من أجل قيام الشركات الأجنبية باستغلالها ونهب ثرواتها". ذاكرا بالاسم "ألوية السلام وأطباء بلا حدود وأنصار البيئة" وأوضح أن كل هذه الهيئات "خاصة الشركات الإسرائيلية أصبحت تمتص دم أفريقيا". وعزا القائد الليبي تأخر طرح الوحدة الافريقية والاتحاد الافريقي الى عام 1994 حيث تحررت جنوب أفريقيا وخرج مانديلا من السجن الى الانهماك في دعم حركات التحرر وتحرير افريقيا ولم يكن هناك مجال لطرحها، وعندما أعلن في 9/ 9 / 1999 انطلاق الاتحاد الافريقي " كان هذا بداية بناء آليات الوحدة، التي تصنع التقدم"، قائلا "في مثل هذا اليوم وضعت بنفسي في القانون التأسيسي للاتحاد الافريقي قيام البرلمان الافريقي والمكتب التنفيذي ومصرف مركزي وصندوق نقد افريقي ومحكمة افريقية ولجان امنية متخصصة". واضاف قوله كنت أريد ان تقام هذه الآليات منذ عشر سنوات لكي يقطعوا هذه المسافة بآليات اتحادية مثل القارة الاوربية وامريكا ولكن مرت العشر سنوات من المماطلة وعدم الجدية رغم دفعنا بعجلة الوحدة بجهد جهيد، مرجعا السبب الى ان الجيل الجديد الموجود بالسلطة غير وحدوي ومكتف بالاستقلال، ومعتبرا أن الأخير سيضيع بدون قوة ولا دفاع افريقي واقتصاد افريقي، وقال لكي ينهونا عن قيام الوحدة خلقوا لنا مشاكل افريقية في البحيرات العظمى وأخرى في شمال ساحل العاج والمشكل بين بوركينا فاسو ومالي.. وخلقوا المشكل بين الجزائر والمغرب، وخلقوا مشاكل الحدود ومشاكل بين دولة ودولة ومشكل دارفور والتمرد داخل تشاد وتمزق الصومال والانتخابات في كينيا التي أدت الى الف قتيل وفي التوغو والآن المشكل داخل زيمبابوي. كما اشار القائد الليبي الى التدخل الاسرائيلي في شؤون القارة الافريقية وبالذات في شؤون الاقليات حتى لا تكون هناك وحدة، قائلا.. والآن عشرات الاف من القوات الدولية موزعين على دول من القارة وكأنه استعمار بطريقة أخرى عن طريق الوصاية، موضحا بأن هذا الوضع لا يمكن المجاملة فيه.