هم من شباب الثورة الأبطال، أصيب كل منهم بعاهة ما بسبب رصاصة قناص، يعيشون طلقاء وربما هم يتمتعون بما تقاضوه من مال على جرائهم تاركين مجموعة من الشباب يواجهون الألم والأمراض المستعصية وحرموهم حتى من حق التمتع بشبابهم ومن أهم نعمة في الحياة الا وهي الصحة. وبعد انتظارهم الطويل لمن ينقذهم من مصير مجهول يترصدهم، وتجاهل الحكومة المؤقتة والجهات المعنية لهم، قرر الجرحى السبعة بعد الاضراب الذي قاموا به الانتقال إلى المستشفى العسكري أملا في أن يلقون هناك العلاج المناسب.
دفعنا ثمن حرية بلد لا يأبه لنا
رشاد بالعربي يبلغ من العمر 21 سنة أحد الجرحى أصيب يرصاصة في الصدر، قرب القلب، خرجت من ظهره لتصيب العمود الفقري وتتسبب له في شلل نصفي وأصابت شريان القلب لتتسبب له في نزيف داخلي. هذا الفتا الغر، أجرى 5 عمليات في 12 يوم، الأولى تم فيها ايقاف النزيف الداخلي والثانية أزالوا فيها االشريان المصاب المرتبط بالقلب، والثالثة قاموا فيها بإخراج الرصاصة، ثم الرابعة والخامسة وهناك جرح لا يزال مفتوحا وهو الآن مشلول وفي أمس الحاجة إلى المساعدة. رشاد قال لبناء نيوز: سمعت انه يمكنني اجراء عملية للعمود الفقري في فرانكفورد لأنها عملية دقيقة وتحتاج إلى مختصين ولكني لا أملك المال الكافي كغيري من الجرحى هنا" وأضاف رشاد بصوت متأثر "ما يحز في أنفسنا أكثر هو أن لا أحد يهتم لأمرنا بعد أن وهبنا شبابنا ثمن لحرية هذا البلد."
أين الوعود؟
كان ممثل وزارة الدفاع الوطني العميد مختار بن نصر قد صرح في وقت سابق أن الدولة ستتكفل بعلاج جرحى الثورة مجانا وتقديم الرعاية النفسية والجسدية لهم مع معالجة بعض الحالات على نفقتها الخاصة بالخارج تجسيما للقرارات المنبثقة عن جلسة العمل الوزارية المنعقدة بتاريخ 23 سبتمبر 2011 . وأضاف بأن لجانا فنية وطبية بصدد التكوين قصد دراسة الحالات حالة بحالة وتحديد نسب العجز البدني إلى جانب ضبط قائمة نهائية لجرحى الثورة تفاديا لأي لبس محتمل في هذا الشأن. وهنا نتساءل أين هذه الوعود وهل ننتظر أن يلقى هؤلاء نفس مصير الجرحى السابقين الذين وافتهم المنية، حتى نتحرك فعليا؟ فكم من جريح توفي وهو ينتظر تحقيق وعود لم تتم على غرار حسونة بن عمر الذي توفي وحيدا بعد صراع مع المرض والاهمال دام ثماني أشهر حسونة ليس الوحيد من جرحى الثورة الذي تم إهماله و تجاهله ليصارع الموت وحيدا فقد كان مصير شاب آخر من القصرين أقدم على حرق نفسه احتجاجا يوم 26 ديسمبر رُفت هو الآخر من مستشفى الحروق البليغة ببن عروس وأهمل حتى أفرز جسده الدود و لم يتم إعادة إيوائه بالمستشفى إلا بضغط إعلامي. فهل ننتظر أن يواجه هؤلاء نفس المصير لنبكي عليهم ونلحقهم بالشهداء ونترحم عليهم ونحن لم نرحم آلامهم وهم أحياء، وكيف يمكن أن ترتاح دماء الشهداء، وهناك دماء ما تزال تنزف؟ وهل يمكن أن نحتفي بالحرية ونتنكر لأبطالها بكل هذا الجحود؟ بناء نيوز