فوز حزب النهضة الكبير في انتخابات المجلس التأسيسي في تونس، فتح المجال لفرضيات عدة في المنطقة مما حدا بالبعض لاعتباره مقدمة لصعود الحركات الإسلامية بطرق ديمقراطية. بعث فوز حزب النهضة في الانتخابات التونسية، الآمال في الحركات الإسلامية في المغرب العربي. خاصة في المغرب والجزائر. وفي المغرب حيث تسعتد البلاد لانتخابات سابقة لأوانها نهاية الشهر الجاري، رحبت الحركات الإسلامية في هذا البلد بالفوز المستحق لحزب "النهضة" الإسلامي. فقد بادر حزب "العدالة والتنمية" إلى بعث رسالة تهنئة إلى حزب الغنوشي، أما حركة "التوحيد والإصلاح" التي تعتبر الوعاء الإيديولوجي لحزب"العدالة والتنمية" فقد كانت واضحة في تعبيرها عن فرحها بفوز حركة إسلامية في انتخابات تونس، ورأت في هذا الفوز رسالة إلى "الأنظمة المترددة في الانخراط في الإصلاح الحقيقي"، على حد تعبيرها، ودعتها إلى التقاط الفرصة والمضي في طريق الاستقرار عن طريق الإصلاح. ومن جهتها، هنأت جماعة "العدل والإحسان" المحظورة حزب النهضة بفوزه في انتخابات المجلس التأسيسي، وعبرت الجماعة التي تدعو إلى مقاطعة الانتخابات في المغرب عن أملها في أن "تقدم تونسالجديدة نموذجا ديمقراطيا مدنيا"، وعبرت عن أملها في أن يكون ما حصل في تونس ملهما لشعوب المنطقة ولباقي الشعوب العربية والإسلامية، على حد تعبير بيان الجماعة الإسلامية المغربية. ونفس المواقف المتضامنة والمهنئة صدرت عن حزبين إسلاميين غير مرخص لهما بالعمل في المغرب، هما حزب الأمة والبديل الحضاري. فنتائج الانتخابات التونسية أنعشت أمال المنتمين إلى الحركات الإسلامية ليس في المغرب فقط وإنما في المنطقة عموما بما أصبح ينبئ بتحول "الربيع العربي" إلى ربيع إسلامي أخضر. وهو ما أصبح يبعث على تخوف غربي من مستقل "الربيع العربي"، مع ظهور الإخوان والسلفيين بقوة في المشهد المصرى، وقوة التنظيم التي أبان عنها الإسلاميون في الحرب الليبية، والخلفية الإسلامية التي تستند إليها الثورتين في اليمن وسوريا، والفوز الذي حققه حزب النهضة الإسلامي في تونس...كلها تحولات باتت تطرح تساؤلات في الغرب، تبعث على القلق حول مستقبل المنطقة. وتدفعه إلى طرح تساؤلات محيرة حول ما إذا كان هذا الأمر مجرد صدفة جاء في سياق الأحداث التي تعرفها المنطقة، أم أنها حتمية التغيير التي سوف تنتهى بعودة التيار الإسلام السياسى، الذي كان مضطهدا في عهد الأنظمة المطاح بها، للسيطرة على المشهد برمته، وهذه المرة عن طريق صناديق الاقتراع؟