إندلعت مظاهرات غاضبة تخللتها أعمال عنف وشغب في مدينة مدنين في أقصى الجنوبالتونسي، إحتجاجاً على ممارسات بعض المسلحين الليبيين داخل الآراضي التونسية، وُصفت بأنها "إنتهاك صارخ" لأمن البلاد. وقال مصدر تونس محلي في إتصال هاتفي مع وكالة "نايتد برس إنترناشونال" الحمعة، إن هذه المظاهرات إندلعت الجمعة في أعقاب تداول خبر لم يتسن التأكد من صحته مفاده أن سيارة ليبية دهست رجلاً تونسياً وأردته قتيلاً، وإقدام بعض العناصر الليبية على إطلاق الرصاص صوب دورية أمنية تونسية حاولت إيقاف سيارتهم للتثبت في هوياتهم. وأوضح المصدر أن هذا الخبر "إنتشر في مدينة مدنين بشكل لافت، حيث خرج العشرات من الشبان إلى الشوارع، وقاموا بنصب متاريس في الطرقات، واعترضوا السيارات الليبية، وأحرقوا على الأقل سيارتين تابعتين للمسلحين". وأضاف أن "أجواء من التوتر والإحتقان تسود حالياً مدينة مدنين الواقعة على بعد نحو 480 كيلومتراً جنوبتونس العاصمة، رغم سعي البعض إلى تهدئة النفوس في محاولة لتجنب التصعيد". وتأتي هذه المظاهرة الإحتجاجية بعد 3 أيام على إغلاق معبر "رأس جدير" الحدودي التونسي- الليبي المشترك، إثر محاولة عناصر ليبية مسلحة بمدفع مضاد للطيران من عيار14.5 وبنادق رشاشة من نوع كلاشينكوف إقتحام المعبر، حيث أطلقت الرصاص الحي في الهواء، ما أثار غضب الجانب التونسي. واعربت تونس عن قلقها بعد سلسلة من التهديدات ضد مسؤولين عند معبر مهم على الحدود بين ليبيا وتونس وطالبت جارتها بحماية ذلكالمعبر. واعربت تونس عن "انشغالها العميق وانزعاجها" عقب حوادث جرت الاربعاء عند معبر راس جدير (جنوب شرق)، حيث هدد عدد من المواطنين الليبيين المسلحين حراس الحدود التونسية، بحسب ما جاء في بيان لوزارة الخارجية التونسية نقلته وكالة الانباء التونسية. وكانت تونس اغلقت المعبر الاربعاء بانتظار ان تحسن ليبيا الاجراءات الامنية على جانبها من المعبر. وجاء في البيان ان تونس تعرب عن "انشغالها العميق وانزعاجها من استمرار الخروقات والتعدي على حرمة ترابها وامنها من قبل عناصر ليبية غير نظامية مسلحة". وقال البيان ان السلطات التونسية "تنتظر من الجانب الليبي اتخاذ اجراءات عاجلة لوضع معبر راس الجدير تحت مسؤولية أعوان نظاميين ومهنيين من الشرطة والجيش والجمارك" الليبيين. واشتكى موظفون تونسيون من تعرضهم لعدة حوادث واحتجوا على ما وصفوه بغياب الحماية عند المعبر الحدودي. وقال البيان ان تونس "تتفهم الظروف الاستثنائية التي تمر بها ليبيا الشقيقة"، ولكنها تامل في ان لا تعكر هذه الحوادث "صفو العلاقات الاخوية بين البلدين والشعبين الشقيقين". ويعبر مئات آلاف الليبيين الحدود لزيارة اقاربهم الذين فر العديد منهم من ليبيا قبل انهيار نظام الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي.