ابلغت تونس الخميس السلطات الليبية "انزعاجها الشديد واحتجاجها" بعد إطلاق كتائب العقيد معمر القذافي النار "في اتجاه التراب التونسي في منطقة آهلة بالسكان (جنوبتونس) بما يشكل خرقا لحرمة التراب التونسي ومساسا بأمن المواطنين بالمنطقة". وقالت وزارة الخارجية التونسية، في بيان نشرته مساء الخميس على صفحتها الرسمية في شبكة التواصل الاجتماعي فيسبوك إنها "تتابع ببالغ الانشغال التصعيد العسكري الخطير في منطقة وازن القريبة من منفذ الذهيبة على الحدود التونسية الليبية وما نجم عنه من إطلاق نار في اتجاه التراب التونسي في منطقة آهلة بالسكان بما يشكل خرقا لحرمة التراب التونسي ومساسا بأمن المواطنين بالمنطقة". وأضافت إنه "لخطورة هذه الأعمال قامت السلطات التونسية بإبلاغ انزعاجها الشديد واحتجاجها إلى السلطات الليبية وطالبتها باتخاذ الإجراءات الفورية لوضع حد لهذه الخروقات". وذكرت الوزارة أنها "شددت على السلطات الليبية أن تلتزم باحترام حرمة التراب التونسي وتلزم القوات التابعة لها والمنتشرة في المنطقة الحدودية (مع تونس) بالامتناع عن أي عمل من شأنه تعريض السكان والمنشآت في الأراضي التونسية للخطر". وقال خليفة الهويدي (وهو مسعف متطوع بالهلال الأحمر التونسي) في اتصال هاتفي مع وكالة الأنباء الألمانية من مدينة الذهيبة التابعة لمحافظة تطاوين (500 كلم جنوب العاصمة تونس) إن ثلاثة قذائف أطلقتها الكتائب الموالية للقذافي من الجانب الليبي لمعبر الذهيبة الحدودي المشترك بين تونس وليبيا سقطت اليوم في منطقة سكنية بالذهيبة لكنها لم تسفر عن سقوط قتلى أو جرحى. ويذكر أن هذه ثاني مرة منذ انطلاق "الانتفاضة الليبية (في 17 شباط/ فبراير الماضي) تحتج فيها تونس بشكل رسمي على إطلاق كتائب القذافي قذائف داخل التراب التونسي. وكانت الخارجية التونسية احتجت على سقوط ثلاث قذائف هاون ليبية يوم 18 نيسان/ ابريل داخل منطقة "لملس" غير المأهولة والتابعة لمحافظة تطاوين. وقال بيان أصدرته الخارجية التونسية يوم 20نيسان/ ابريل إن السلطات الليبية تعهدت "باتخاذ الإجراءات الضرورية لمنع" تكرر مثل هذه الحوادث "مستقبلا". وكان شاهد عيان ومصدر رسمي أكدا أن كتائب القذافي استعادت السيطرة على الجانب الليبي من معبر الذهيبة/ وازن الحدودي المشترك بين تونس وليبيا. وأكدت وكالة الأنباء التونسية من ناحيتها استعادة كتائب القذافي السيطرة على المعبر "بعد تبادل عنيف للقصف براجمات الصواريخ من نوع جراد". وتحدثت الوكالة نقلا عن شهود عيان عن سقوط قذائف لقوات القذافي" في منطقة قريبة جدا من الجانب التونسي للمعبر. وكان الثوار سيطروا على معبر الذهيبة لأول مرة يوم 21 نيسان/ ابريل الجاري. وترتبط تونس وليبيا بحدود برية مشتركة طولها 459 كيلومترا، ولا يوجد على طول هذه الحدود سوى معبرين اثنين هما راس الجدير والذهيبة. وأعلنت تونس أمس الأربعاء أن 30 ألف مواطن ليبي دخلوا تونس عبر معبر الذهيبة فارين من المعارك الجارية بين الثوار وكتائب القذافي في المناطق الليبية الغربية الحدودية مع تونس. وتقيم العائلات الليبية اللاجئة إلى تونس في مدن ذهيبة ورمادة وتطاوين التابعة لمحافظة تطاوين.