قال كمال رزاق بارة المستشار المكلف بالملفات الأمنية لدى الرئاسة في الجزائر ان وفدا عن الترويكا الأوروبية سيزور بلاده خلال الأسابيع القليلة القادمة، وأن في أجندة الوفد عدة لقاءات مع مسؤولين جزائريين لمناقشة ملفات أمنية تدخل في إطار التنسيق والتعاون بين الجزائر ودول الاتحاد الأوروبي. وأضاف بارة الثلاثاء في تصريحات صحافية أن هذه "الزيارة تهدف إلى التشاور حول الملفات الأمنية، التي لها علاقة باستقرار منطقة الساحل الصحراوي، وسبل تعزيز التعاون بين الجزائر والاتحاد الأوروبي في هذا المجال". وأشار إلى أن "مصلحة الجزائر تقتضي وجود استقرار في منطقة الساحل الصحراوي، والعمل على تفادي نشوب أزمات داخلية بها، لأن ذلك يدخل في صلب الأمن القومي الخارجي لبلدنا." وشدد المستشار بارة على "رأي المجتمع الدولي استقر على الاهتمام بالجزائر كدولة محورية في المنطقة، وكذا على أحقيتها في لعب الدور الذي تستحقه، والذي يتماشى وثقلها في المنطقة خصوصا وفي أفريقيا بصفة عامة". وأكد على أن الدبلوماسية الجزائرية أدت دورا كبيرا في كل الأزمات والنزاعات التي عرفتها عدة بؤر في إفريقيا، مدافعا عن الطريقة التي تصرفت بها الجزائر في مالي على أثر الأزمة التي اندلعت بين الطوارق والحكومة المالية، وكذا في النيجر. وذكر بأن الجزائر كان لها دور في الأزمة التي عاشتها موريتانيا، ولو أن تدخلها هذا كان بطريقة غير مباشرة، في إشارة إلى الجهود التي لعبها مجلس الأمن والسلم في الاتحاد الأفريقي، الذي يرأسه الدبلوماسي الجزائري رمضان لعمامرة واعتبر كمال رزاق بارة أن الجهود التي بذلت أفضت إلى إقناع طرفي الأزمة الموريتانية بالعودة إلى الحياة الدستورية، تفاديا لمزيد من الاحتقان. أما فيما يتعلق بالزيارة الأخيرة التي قام قائد القوات الأفريقية لإفريقيا"أفريكوم" إلى الجزائر الجنرال وليام وورد، أوضح المستشار بالرئاسة أنها جاءت كتتويج لنقاشات صريحة وواضحة داخل لجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس الأمريكي. وأشار إلى أن الزيارة التي قام بها عن وفد عن الكونغرس، قاده النائب كارسون يوم 17 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي كانت إيجابية، وسمحت لأفراد الوفد بالإطلاع على الكثير من المعطيات والمعلومات الأمنية، موضحا أن أعضاء الوفد حثوا الإدارة الأمريكية على الاعتراف للجزائر كدولة رائدة منطقة شمال أفريقيا فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب والعمل على فض النزاعات المسلحة. ويأتي الإعلان عن زيارة وفد الترويكا أياما قليلة بعد الزيارة التي قام بها قائد أفريكوم إلى الجزائر، والتي تعتبر الأولى من نوعها، وقد التقى خلالها مع عدد من المسؤولين المدنيين والعسكريين يتقدمهم الرئيس عبد العزيز بوتفليقة بوصفه وزيرا للدفاع، وكذا الفريق أحمد قايد صالح قائد أركان الجيش. وأكد الجنرال وورد خلال الزيارة على أن الولاياتالمتحدة لا تسعى لإقامة قاعدة عسكرية للأفريكوم في الجزائر ولا في أي دولة إفريقية أخرى، وأن زيارته إلى الجزائر جاءت بهدف الإطلاع على الوضع الأمني في منطقة الساحل، وسماع رأي المسؤولين الجزائريين. جدير بالذكر أن الجزائر أصبحت طرفا فاعلا في المعادلة الأمنية في منطقة الساحل، خاصة وأن الجماعات الإرهابية الناشطة في الجزائر تستغل هذه المنطقة كقاعدة خلفية لها، وكثيرا ما أقدم ما يسمى بتنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي على ارتكاب عمليات إرهابية، والهروب إليها لاتقاء مطاردة قوات الأمن والجيش، التي كانت تجد صعوبة في تعقب الإرهابيين داخل حدود دول مجاورة. وتعمل الجزائر منذ أشهر على إقامة تنسيق أمني كبير مع دول الساحل، وكذا بمساهمة الدول الأوروبية والولاياتالمتحدةالأمريكية، من أجل القضاء على الجماعات الإرهابية الناشطة في المنطقة، التي تهدد استقرار الدول، وتعمل على ضرب المصالح الأجنبية.
