قال الرئيس التونسي الجديد المنصف المرزوقي الذي تستضيف بلاده اعتبارا من الجمعة مؤتمرا للمعارضة السورية، إنه يعارض التدخل الأجنبي في سوريا. وقبل ساعات من افتتاح مؤتمر للمجلس الوطني السوري بحضور مئتي معارض في العاصمة التونسية، قال المرزوقي في مقابلة مع قناة فرانس 24، "قلبي مع سوريا وتضامني معها. آسف لأنها (الأمور) انزلقت نحو العنف وبدأت قصة التدخل الاجنبي. أنا طبعا ضد التدخل الأجنبي" في سوريا. غير أن المرزوقي شدد على أن ذلك لا يعني أن "أبرر الدكتاتورية التي أدت إلى انزلاقات". وأضاف: "أتمنى أن يتوحد أشقاؤنا السوريون في الداخل والخارج وأن يقوموا بدورهم حتى تبقى الثورة ديموقراطية سلمية لا طائفية وبدون تدخل أجنبي". ودعا المرزوقي المسؤولين السوريين الى اخذ العبرة مما حدث في ليبيا. وقال في هذا السياق: "أهيب بالمسؤولين السوريين أن يتعظوا بما وقع في ليبيا. فالمعركة خاسرة سلفا وهم يسبحون ضد التيار" السائد في المنطقة العربية. وأعرب المرزوقي عن تأييده لمخرج سلمي للأزمة في سوريا ومنح رئيسها حق اللجوء. وقال في هذا الصدد: "من الممكن أن نجد مخرجا مثلا (حق لجوء العائلة الحاكمة في سوريا) إلى روسيا او الى اي بلد اخر، المهم ان نجد منفذا ومخرجا لحقن الدماء" مضيفا "ان الحياة اهم من العدالة". ويعقد المجلس الوطني السوري الذي يمثل غالبية تيارات المعارضة ضد نظام دمشق، اجتماعا يستمر ثلاثة ايام في تونس ليدير بشكل افضل المعركة ضد نظام الرئيس بشار الاسد. وقال رئيس المجلس برهان غليون الخميس لوكالة فرانس برس ان "الاسد انتهى وسوريا ستصبح ديموقراطية والشعب سيكون حرا ايا كان الثمن". واضاف ان هذا الاجتماع يهدف الى تحقيق "تنسيق وتنظيم المعارضة لوقف القتل اليومي الذي يمارسه النظام الاجرامي" السوري. وستجري مناقشات اعضاء المجلس السبت والاحد في جلسات خاصة بينما انشئت ثماني لجان للعمل على حماية المدنيين وقضايا حقوق الانسان والعلاقات الخارجية واتصالات المعارضة. وتؤكد الاممالمتحدة ان اكثر من خمسة الاف شخص قتلوا في سوريا منذ الخامس عشر من مارس الماضي تاريخ اندلاع الاحتجاجات في سوريا. من جهة اخرى اعلن الرئيس التونسي الجديد ان اول زيارة للخارج ستكون لليبيا ثاني اهم شريك تجاري لبلاده. واوضح "اول زيارة ستكون الى ليبيا نحن بأمس الحاجة الى ليبيا كما هي بامس الحاجة لتونس" في اشارة الى حاجة تونس لحل مشكلة البطالة خصوصا وحاجة ليبيا الى الخبرات التونسية لاعادة الاعمار. وحول قضية تسليم البغدادي المحمودي آخر رئيس وزراء في عهد معمر القذافي قال الرئيس التونسي "من حق ليبيا ان تطالب بهذا الشخص بالكيفية التي تطالب بها تونس (السعودية) ببن علي". غير انه اضاف "لكن هنالك فرقا كبيرا، في تونس الوضع مستقر وهنالك عدالة لمحاكمة بدون افلات وعندما تتوفر نفس الشروط امر طبيعي ليس هنالك مشكل، القضية الان في طور التقاضي والمسالة اجرائية ووقتية اتمنى من اشقائنا الليبيين ان يتفهموا". وكان القضاء التونسي حكم بتسليم المحمودي للسلطات الليبية غير ان تنفيذ الحكم يحتاج توقيع رئيس الجمهورية.