استمر الصعود الشعبي لعلاء مبارك في أوساط الرأي العام المصري رغم إعلانه أنه غير مؤهل لمنصب رئيس الجمهورية أو لوزير، ومؤكدا أنّه لن يظهر في التلفزيون ثانية. وامتلأت عدة منتديات على الإنترنت ومجموعات على "فيس بوك" كانت سابقا تعارض التوريث، بدعوات تطالبه بخلافة والده، فيما دخل الدكتور حسن نافعة منسق جبهة "ما يحكمش" على الخط مطالبا علاء بالانضمام للحملة التي تعارض خلافة شقيقه "جمال" أمين لجنة السياسات بالحزب الوطني الحاكم لوالده. وأثار مقال نافعة، جدلا في أوساط الرأي العام والإعلاميين، بحديثه عن انطباعاته الجيدة تجاه النجل الأكبر للرئيس مبارك ووصفه بأنّه وجه مريح، يتميز بالبساطة التلقائية وقريب من الناس العاديين، وهي لغة مغايرة للمستخدمة بخصوص شقيقه الأصغر جمال المرشح المفترض على نطاق واسع محلي وخارجي لرئاسة الجمهورية خلفا للرئيس مبارك. وعلى عكس المعتاد من الرأي العام الذي اعتاد تأييد دعوات مواجهة التوريث، لم تقابل شرائح واسعة بالرضا انتقادات وجهها الدكتور نافعة لعلاء مبارك على خلفية تصريحاته التلفزيونية الأخيرة بخصوص الأحداث التي أعقبت مباراة مصر والجزائر بأم درمان، ووصفت علاء "بابن البلد المدافع عن كرامة مصر والمصريين". وكان حسن نافعة وهو أستاذ علوم سياسة معروف عرف بمعارضته لنظام الحكم في مصر، طلب في مقال نشره ب"المصري اليوم" الأحد الماضي انضمام النجل الأكبر للرئيس مبارك إلى حملة معارضة التوريث "باعتبارها تدافع عن كرامة مصر والمصريين أيضا". وقال "أظنّ أنّ بناء نظام ديمقراطى يقطع الطريق على توريث السلطة هو ما سيعيد للمصريين كرامتهم الحقيقية". ونشرت جريدة "المصري اليوم" المستقلة الثلاثاء 1-12-2009 آراء عديدة تؤيد علاء مبارك وتتمنى خلافته لوالده، على نحو غير مسبوق بالنسبة لشقيقه "جمال" وهو الأمر الذي تكرر من خلال مجموعات على "فيس بوك" وعشرات المنتديات الإلكترونية المصرية التي كانت تهاجم مبدأ توريث الحكم. وأيّدت تلك الأراء موقف علاء مبارك، ووصفته بابن البلد، وطالب البعض بترشيحه رئيسًا أو وزيرًا للشباب، على أقل تقدير، كما امتدحوا بعده عن السياسة طوال الأعوام السابقة. واستمرت هذه المطالبات الشعبية رغم ظهور علاء مبارك في التلفزيون الحكومي عبر برنامج "البيت بيتك" المتمتع بنسبة مشاهدة عالية في الشارع المصري، قائلا إنّه غير مؤهل لمنصب الرئيس أو الوزير، ولا يسعى لدخول انتخابات أي من مجلسي الشعب والشورى اللذين يشكلان شعبتي البرلمان. ورد علاء مبارك على الشعبية المتنامية له أنّ ذلك اللقاء سيكون آخر ظهور تلفزيوني له. ويعمل علاء في مجال إدارة الأعمال وعرف بعزوفه عن العمل السياسي والأضواء ولا يدلي في العادة بأيّ تصريحات، ولم يكن يشاهد إلّا خلال بعض مباريات المنتخب المصري، لكنه فاجأ المصريين عقب مباراة أم درمان في 18 تشرين ثان (نوفمبر) باتصال هاتفي مع الإعلامي ولاعب الكرة السابق خالد الغندور في برنامجه الرياضي بإحدى القنوات الماضية، مطالبا برد الاعتبار للجمهور المصري الذي اتهم نظيره الجزائري بالاعتداء عليه بعد مباراة أمّ درمان، ثم تكرر ظهوره مرتين في محطات فضائية أخرى. وسجل حسن نافعة منسق "ما يحكمش" اختلافه في عدة نقاط مع الآراء التي أعلنها تلفزيونيا علاء مبارك، منها الانتقادات العنيفة التي وجهها للجانب الجزائري ورفضه لأيّ تهدئة، لكنه كان هادئا على غير عادة معارضي التوريث مع شقيقه، ولم يبد أي معارضة صريحة تجاه ترشيح بعض قطاعات الرأي العام لتوليه الحكم. وقال "تعاطفي الإنساني مع الرجل ازداد كثيرا، عقب محنة كبيرة واجهها منذ شهور، واجتاز اختبارها بثبات المؤمن".