أكَّد مصدر جزائري مسئول أن الحكومة رفضت عدة طلبات لاستقبال وفود سورية رسمية بصورة علنية وسرية. ونقلت صحيفة "الشروق" الجزائرية، اليوم الأحد، عن مصدر جزائري وصفته بالمسئول قوله: "إن السلطات الجزائرية رفضت الاستجابة لبعض المحاولات الرسمية من طرف الحكومة السورية، خلال فترات مختلفة، هدفها إقحام الجزائر في الأزمة الدامية التي تشهدها سوريا، لكنها كانت كلها فاشلة ويائسة وبعض الطلبات كانت بلا ردّ". وأضاف المصدر: "إنَّ المقاربة الجزائرية للأزمة السورية تنطلق من نفس الموقف الذي تمّ تبنّيه حيّال الأحداث التي شهدتها تونس، وليبيا، ومصر، حيث لم تقحم الجزائر نفسها في شأنها الداخلي، إلى أن قرّرت شعوب تلك الدول الشقيقة مصيرها وفصلت في مستقبلها". وأكد أنَّ الجزائر ما زالت ترفض استقبال الرئيس السوري بشار الأسد حال طلب اللجوء إليها، مشددًا على أن "هذا السيناريو غير وارد شكلاً وموضوعًا". وذكر أن الموقف الرسمي الجزائري من الأحداث في سوريا "واضح ولا غبار عليه، حيث إنَّ الجزائر لا تقف مع أي طرف سوري ضد أي طرف سوري آخر" طبقًا لمبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول. وشدَّد على أن "الموقف الجزائري، واحد وغير متعدّد تجاه التطورات الدامية التي تشهدها سوريا، فالجزائر لا تساند النظام ضد الثوار، مثلما لا تساند الثوار ضد النظام". وأوضح أنَّ الجزائر في المقابل "تدعم الحلّ السلمي بين أطراف الأزمة في سوريا"، مشيرًا إلى أنَّ "الجزائر استقبلت آلاف اللاجئين السوريين وكذا الهاربين من دون أن يتمّ طردهم أو تسليمهم، بل استفادوا من تمديد إقاماتهم والتكفل بهم". وأشار المصدر المسئول إلى أنَّ "محاولات جرّ الجزائر إلى الشؤون الداخلية للدول لن تنجح وسيكون مآلها طريق مسدود، انطلاقًا من أن الجزائر تصرّ على أن ما يجري في سوريا هو قضية سورية - سورية.. والقرار هو قرار الشعب السوري وحده".