باريس - سلط الاستفتاء السويسري الذي أدى إلى منع بناء المآذن في سويسرا الأضواء على واقع المآذن في فرنسا وجعل الفرنسيين لأول مرة يرفعون رءوسهم إلى الأعالي بحثا عن المآذن في سمائهم. فعلى الرغم مما أظهرته استطلاعات الرأي من رفض الفرنسيين بناءها فإن رئيس المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية اعتبر أن "عدوى التخوف السويسري من المآذن غير المبرر لن تنتقل إلى فرنسا"، في الوقت الذي أبدت فيه السلطات الفرنسية على أعلى مستوى حرصها على رفض التعامل مع المآذن على "الطريقة السويسرية". ويبلغ عدد المآذن بفرنسا حوالي 20 مئذنة من جملة حوالي 2000 مسجد وقاعة صلاة تتوزع على مناطق مختلفة من تراب الجمهورية وأشهرها مئذنة مسجد باريس المركزي والتي تعد تاريخيا أقدم مئذنة بفرنسا حيث ترتفع إلى 33 مترا ووقع تدشينها مع المسجد عام 1926 مكافأة على مشاركة المسلمين إلى جانب فرنسا في الحرب العالمية الأولى. وصممت مئذنة مسجد باريس على نمط مئذنة جامع الزيتونة في تونس وحملت خصائص الهندسة الأندلسية التي تميز جامع القرويين بمدينة فاس المغربية. وعن هذه المئذنة يتحدث محمد موساوي، رئيس المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية، ل"إسلام أون لاين.نت" قائلا: "هي مئذنة تشكل أحد المعالم التاريخية والسياحية للعاصمة الفرنسية باريس وتشكل مع بقية المآذن التي تتواجد على العديد من المساجد بفرنسا خليطا معماريا من الهندسة الأندلسية والشمال إفريقية وحتى التركية". وفضلا عن مئذنة مسجد باريس تعتبر مئذنة مسجد "أفري" بالضواحي الجنوبية لباريس أحد أبرز المآذن الفرنسية الحديثة، بينما ترتفع مئذنة مدينة "كريتاي" بشكل يعوق رؤية الكثير من السمات الهندسية الأوربية الحديثة. وتتميز مئذنة مسجد مدينة "ليون" الكبير بوسط فرنسا بشكلها اللولبي، أما مئذنة مسجد مدينة "ماون أون بارول" في شمال فرنسا فتتميز بهندستها المراكشية ( مدينة مراكش المغربية) التي تغلب عليها الألوان. وتعددت منذ القرار السويسري الشعبي بمنع بناء المساجد استطلاعات الرأي العام في فرنسا حول هذه القضية، فبينما بين سبر للآراء أجرته جريدة " لفيجارو" اليمينية بمشاركة معهد "إيفوب" ifop الفرنسي على أن 46 بالمائة ضد بناء المآذن، ارتفعت هذه النسبة إلى 55 بالمائة من الرافضين لبناء المآذن في استطلاع آخر أجراه معهد "ب ف أ"BVA الفرنسي، لكن الحكومة الفرنسية استبعدت أي نية لإجراء استفتاء حول بناء المآذن بفرنسا. قضية غير مطروحة وحول طرح قضية بناء المآذن في المجال الفرنسي بعد الاستفتاء السويسري قال محمد موساوي: "قضية منع بناء المآذن غير مطروحة في المجال الفرنسي بالرغم من محاولات بعض الأطراف اليمينية نقل الجدل لفرنسا؛ ذلك لأن قضية بناء المآذن بحد ذاتها ليست أولية في العديد من المشاريع الجديدة لبناء المساجد لأن أصحابها عادة لا يجدون المال الكافي لإتمام بناء المسجد بحد ذاته وبالتالي فهم يتركون المئذنة إلى آخر شيء وعادة ما يستعاض ببناء القبة وإعطائها الأهمية في صحن المسجد على المئذنة". وأعطت الكثير من المساجد الجديدةبفرنسا أهمية أكبر للقباب على حساب المآذن على غرار مشروع مسجد ستراسبورج الكبير الذي تغطي فيه القبة كل باحة الصلاة تقريبا وكذلك مسجد "بوندي" في الضاحية الشمالية بباريس الذي تزين سقفه قبتان ذواتا قرميد الأخضر. وفي كل الحالات "فإن الرأي العام الفرنسي" ، حسبما يقول موساوي" ذكي بما فيه الكفاية لتجنب الضجة المفتعلة وغير ذات الجدوى كما حدث في سويسرا وعلى الرغم من محاولة البعض جر الرأي العام إلى مثل هذا الجدل فإن فرنسا تبقى في منأى عن مثل هذا المنع". وعلى الصعيد الرسمي الفرنسي رفضت الحكومة الفرنسية على لسان الوزير الأول الفرنسي فرنسوا فيون تقليد الرفض السويسري لبناء المآذن؛ وقال فيون في خطاب له في ختام ندوة حول محور الهوية الوطنية بباريس الجمعة 4- 12- 2009: "في خصوص المآذن والتي هي قليلة بفرنسا أقول بكل بساطة إنهم يندرجون بطريقة معقولة ومتناسقة مع محيطنا الخضري والاجتماعي". ويبلغ عدد مسلمي فرنسا حوالي خمسة ملايين نسمة واعترف فيها بالإسلام رسميا عام 2003 بعد تأسيس المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية عن طريق الرئيس نيكولا ساركوزي والذي كان آنذاك وزيرا للداخلية. مصدر الخبر : اسلام أونلاين نت a href="http://www.facebook.com/sharer.php?u=http://alhiwar.net/ShowNews.php?Tnd=2459&t=مآذن فرنسا غير عابئة ب"لا" السويسرية!&src=sp" onclick="NewWindow(this.href,'name','600','400','no');return false"