من بين سنن العيد المسترسلة المستمرّة إلى يوم الدّين، التكبير والتهليل والحمد ولبس الجديد والتهنئة به والفرح واللهو فيه بالمباح. ويكفي المؤمنين أن يتبادلوا التهاني بأن بلّغهم الله تعالى رمضان وأعانهم على صيامه وقيامه رجاء التقوى ومغفرة الذنوب وعتق الرّقاب من النّار. وقد يتساءل متسائل عن وجاهة الفرح والضحك وتبادل التهاني في وقتٍ كثر فيه القتل في صفوف المسلمين وشاع فيه الباطل في بلادهم وساد فيه الظالم يحكم بشريعة الشرّ!. والجواب على ذلك لا يستدعي كثير جهد؛ فإنّ القتل إنّما كثر فينا ليُحيينا أعزّة كراما، فإنّ الذليل لا يحيى وإن سكن القصور ودُقّت عند سيره الطبول وأرته الفضائيات للنّاس على منابر من نور. فالمسلمون الآن هم خير ممّا كانوا عليه منذ سنوات. ويكفيهم خيريّة إصرارهم على تحقيق برامجهم (عبادة الله تعالى في الأرض وتحرير الإنسان) وجودهم بأرواحهم سخيّة في سبيل ذلك. وإنّي لأهنّئ فرِحا دون خوف من مؤاخذة كلّ المسلمين المؤمنين والمؤمنات بالعيد (عيد الفطر المبارك) سواء كانوا في تونس أو في بلاد العرب جميعا ولا سيّما فلسطين وسوريا ومصر والعراق والأحواز أو كانوا في بلادنا المسلمة الأعجميّة ولا سيّما في أفغانستان وبورما والشيشان، سائلا الله أن يعيد العيد علينا جميعا باليمن والإيمان والسلامة والإسلام والإكرام والنّصر والتمكين للمسلمين وللإسلام.
وأستثني من التهنئة في تونس كلّ الذين لا يؤمنون بالله تعالى أو لا يوقّرون رسوله صلّى الله عليه وسلّم وشريعته وشرائعه.
وأستثني كلّ الأراذل التافهين من الانقلابيين على الثورة المصريّة والتونسيّة وكلّ الخونة من "الوطنيين" كارهي الوطن و"الثوريين" محاربي الثورة و"الديمقراطيين" أعداء الديمقراطيّة و"التنويريين" محاولي إطفاء نور الله تعالى و"الحقوقيين" نابذي الحقّ و"التقدّميين" المتخلّفين و"المبدعين" الشواذ محاربي الذوق السليم المعتدين على العرف والأخلاق والدّين والمطبّعين مع العدوّ الصهيوني ومع الرّداءة ودعاة إفطار رمضان الفضيل والإعلام المدلّس على المؤمنين الحقائق الذين لا يرضون للنّاس الخير، وكلّ الأصناف التي تركن إليهم أو تأخذ عنهم ومنهم...
وكلّ عام وأنتم بخير وعافية وستر...
عبدالحميد العدّاسي، الدّانمارك في 29 رمضان 1434 ه الموافق 7 أوت 2013 م.