هدد رئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان إسرائيل ب"رد مزلزل" إذا ما اخترق طيارانها الأجواء التركية. وكان أردوغان يرد على سؤال، خلال مقابلة مع صحيفة "السفير" اللبنانية نشرتها الثلاثاء، بشأن معلومات تشير إلى أنّ إسرائيل كانت اخترقت الأجواء التركية كي تقوم بعملية تجسس ضد إيران، وأنّ هذه الخطوة استفزت القيادة التركية، وكان لهذا الغضب دوره في قرار إلغاء اشتراكها في مناورات "نسر الأناضول" السنوية مع الجيش التركي. ورد أردوغان على ذلك بالتأكيد "إنّ المعلومة غير صحيحة"، لكنه أجاب بنبرة حاسمة:"لو أنّ إسرائيل فعلت ذلك فإنها ستتلقى منا ردا مزلزلا". وقال: "إنّه لم يكن معقولا أن تجتاح إسرائيل غزة وتفتك بشعبها ثم نقول لجيشها تعال تدرب عندنا. ذلك أننا حكومة منتخبة جئنا بإرادة شعبنا، ولا نستطيع أن نتحدى مشاعر الشعب التركي الذي صدمه ما جرى أثناء ذلك العدوان على غزة". وأردف "كان احترام هذه المشاعر له دوره الحاسم في خلفية قرارنا. في الوقت ذاته فإننا أردنا به أن نبلغ الإسرائيليين أيضا بأنهم لا يستطيعون تحت أي ظرف أن يستخدموا علاقتنا بهم ورقة في عدوانهم على أي طرف ثالث، ذلك أننا في هذه الحالة لن نقف محايدين أو مكتوفي الأيدي". وقال إنّ أكثر ما يقلقه في الشأن الفلسطيني حاليا هو وضع قطاع غزة "الذي تحوّل إلى سجن كبير مفتوح، يقف الجميع متفرجين عليه وغير مكترثين به. وهو أمر لا ينبغي السكوت عنه، ليس فقط من جانب دول المنطقة، بل أيضا من جانب العالم المتحضر الذي يحترم حقوق الإنسان". ووصف حرب إسرائيل على غزة ب"العدوان"، وقال: "إنّه جريمة ضد الإنسانية بكل المقاييس، استخدمت فيها القوات الإسرائيلية الفوسفور الأبيض ضد المدنيين العزل". وقال: "إنّه بعد العدوان الذي أدى إلى تدمير القطاع وقتل 1500 من سكانه وإصابة خمسة آلاف بجراح، عقد اجتماع شرم الشيخ الذي اتفق فيه على إعمار ما تم تدميره، وخصصت لذلك ملايين الدولارات، إلا أنّ القرار لم ينفذ. وبقيت خرائب غزة كما هي. والأدهى من ذلك أنّ الحصار استمر بحيث قطعت عن القطاع الحاجات الأساسية للناس. وقد سمعت أنهم اضطروا لاستخدام الأنفاق لتهريب الأغنام في الاحتفال بعيد الأضحى". وقال هذا الوضع البائس وغير الإنساني يتطلب بذل جهد خاص لعلاجه، ولذلك كان من الطبيعي أن يدرج على قائمة جدول أعمال الزيارة التي يقوم بها حاليا إلى واشنطن.