عبدالباقي خليفة تعرف الأشجار بثمارها، ويعرف الرجال بمواقفهم ، وجمعية الاصلاح الاجتماعي بالكويت، هي من الأشجار المثمرة التي يقوم عليها رجال مواقف، عدتهم الكلمة الطيبة وفعل الخير. وهذا الخير لم يقف عند الكويت بل غمر العالم بأسره ولا سيما أماكن الحروب والكوارث، وما أكثرها في بلاد المسلمين، في آسيا حيث يذبح المسلمون بالجملة، في بورما، وفي تركستان، وأفغانستان، والشيشان، ودول ما وراء النهر. أو في افريقيا حيث يقتل التنصير من الأرواح أضعاف ما يفعله الفقر بالأجساد . وكانت السباقة لمصاب إخواننا في أوربا الشرقية، ولا سيما مآسي البوسنة وكوسوفا ومقدونيا، وكنا شهودا في الميدان. 50 عاما مرت على تأسيس جمعية الإصلاح الإجتماعي التي كانت نورا أضاء أرض الكويت وقد انبعث منها، قاد فيها الشيخ عبدالله العلي المطوع رحمه الله سفينتها المحملة بالكلمة الطيبة، والطعام ، والكساء، والأغطية ، وكفالات الأيتام ، والدواء للمرضى، وتكاليف بناء المستشفيات، والآبار، والمدارس، وغير ذلك من أوجه البر. وعندما ترجل الفارس خلفه إخوانه على رأس الجمعية التي توسع نشاطها وتعددت مهامها وتفرعت أنشطتها حتى أصبحت نارا على علم في عالم العمل الخيري الاغاثي والتنموي. ولم تكتف بالعمل الخيري في شكله التقليدي، بل ناصرت القضايا العادلة وفي مقدمته القضية المركزية للامة قضية فلسطين ولا تزال. وساهمت مساهمة فعالة في تنوع المشهد الاعلامي ليس على المستوى المحلي فحسب ،وإنما الاقليمي والدولي من خلال مجلة المجتمع الدولية، التي حملت هموم المسلمين ، وعرفت بقضاياهم ، وغطت ما يجري في ساحاتهم من أفراح وأطراح وما أكثرها. وساهمت من خلال معرض الكتاب الاسلامي في رفع منسوب الثقافة في الكويت وخارجها .وكونت العديد من اللجان من بينها لجان الزكاة ، ولجان العمل الاجتماعي، واللجان النسائية، واللجان الشبابية، وغيرها، وحققت بذلك جزءا من أهدافها في الاصلاح الاجتماعي. وساهمت الجمعية بقوة في نشر الكتاتيب القرآنية داخل الكويت وخارجها، وقدمت منحا دراسية، وانخرطت في مقاومة الآفات الاجتماعية كالمخدرات وغيرها. لقد قدمت جمعية الاصلاح الاجتماعي الكثير من الخدمات الاستراتيجية للامة الاسلامية من خلال أنشطتها على مدى نصف قرن، وهي تدخل مرحلة جديدة ، تستوجب وسائل جديدة ، مع دعم ما لديها، ومن ذلك التركيز على المشاريع التي لها أثر في المجتمع ، ولا سيما المشاريع الاعلامية ، حيث لم تتطور "المجتمع" لتصبح مؤسسة قائمة بذاتها، وقابلة للتنوع ، فمثلا لم نر راديو المجتمع الدولي، وفضائية المجتمع الدولية ، وجريدة المجتمع اليومية الدولية. كما ينبغي التركيز على الاستثمارات حتى تكون لمؤسسات الجمعية عوائد ثابتة، بل وتنمو باستمرار. وكما تحولت المجتمع أو ولدت دولية، نقترح أن تصبح بعض مؤسسات الجمعية دولية أو بحث أطر موازية تكون لها صفة الدولية .. لقد نجحت المجتمع والعمل الاغاثي دوليا، وهذه حوافز على تدويل الخيرالذي تخصصت فيه جمعية الاصلاح الاجتماعي ليعم أكبر بقعة ممكنة من الأرض العطشى، التي تنتظر غيث الاسلام النافع .