أغلق عشرات المحتجين الليبيين، مساء الجمعة، البوابة الرئيسية لمجمع قصور الضيافة، المقابل لمبني المؤتمر الوطني العام (البرلمان المؤقت)، بحسب شهود عيان. وأفاد الشهود بأن المحتجين نصبوا خيمة أمام المجمع، مطالبين النواب بمغادرة أعمالهم في جمعة أسموها ب(جمعة الرحيل)، فيما أحرق آخرون إطارات السيارات في المداخل الرئيسية المؤدية للمجمع . ويعد مجمع قصور الضيافة مقر القيادة السياسية للبلاد؛ حيث ويضم مكتب رئاسة البرلمان والقاعات الخاصة بعمل لجانه، كما يتم فيه استقبال الزيارات الرسمية لليبيا من دول العالم من الرؤساء أو الزعماء. ويعد المؤتمر الوطني العام هو الجهة التشريعية المنتخبة والحاكمة للبلاد حسب الإعلان الدستوري الذي أعقب ثورة 17 فبراير/ شباط 2011 التي أطاحت بحكم الرئيس السابق معمر القذافي عن الحكم، ويشغل رئيس المؤتمر نوري ابو سهمين منصب القائد الأعلى للقوات المسلحة (الجيش). وكان العشرات قد تظاهروا، عقب صلاة الجمعة، في رابع جمعة على التوالي منذ بدء الاحتجاجات المطالبة بإنهاء أعمال المؤتمر الوطني العام. وأدخل قرار المؤتمر الوطني التمديد لنفسه حتى نهاية العام الجاري ليبيا في أزمة سياسية حادة، حيث يري البعض انتهاء فترة شرعية المؤتمر يوم 7 فبراير/ شباط الجاري، بحسب الإعلان الدستوري الذي صدر عقب الثورة، فيما يري البعض الآخر أن المؤتمر مقيد بمهام وليس بتاريخ كونه لم ينجز بعد ما انتخب من أجله، مما يدعوه إلى مواصلة مهامه حتي إنجازها، بحسب مناصري التمديد للمؤتمر. ومن جانب آخر، خرج أهالي مدينة بنغازي، شرقي ليبيا، في مظاهرات غاضبة الجمعة، للضغط على الحكومة لتوفير الأمن ووضع حد لسلسلة الاغتيالات التي تشهدها المدينة، حسب مراسل الأناضول. مظاهرات الجمعة، التي انطلقت من ساحة فندق تبستي بوسط بنغازي، طالبت الحكومة الليبية والمؤتمر الوطني (البرلمان المؤقت) بضرورة السعي لدعم المؤسسات الأمنية في المدينة، وخاصة القوات الخاصة التابعة للجيش الليبي. وكانت الحكومة الليبية المؤقتة أعلنت حالة الطواري في مدينة بنغازي خلال اجتماع عقدته لجنة الأزمة الوزارية برئاسة رئيس الوزراء الليبي على زيدان، الخميس. وتقرر خلال الاجتماع، بحسب ما نقل الموقع الالكتروني الرسمي لرئاسة الوزراء الليبية، تحديد وحدات من الجيش الليبي تكون تابعة للغرفة الأمنية المشتركة بنغازي (وحدات مشتركة من جيش وشرطة). وتشهد مدينة بنغازي، شرقي ليبيا، موجه من العنف متمثلة في سلسلة من الاغتيالات التي تستهدف رجال الجيش والشرطة بلغت ذروتها أمس الأول بعد مقتل اثنين من الجيش الليبي، ما دعي الأهالي للخروج غاضبين وإقفال الشوارع الرئيسية في المدينة والدعوة للعصيان المدني.