من بعد الثورة و تماشيا مع أهمّ مكاسبها في الحريّة و الإنفتاح على الآخر اجتهدت بعض مكوّنات المجتمع المدني و الجمعيات في إطار مصالحة الشعب العربي المسلم مع هويّته و دينه في استدعاء بعض شيوخ العلم و الدّعاة ، غير أنّ بعضا من رؤس الفتنة من اليسار العلماني و أدعياء الإعلام الرديء أشعلوها حربا شعواء بدعاوي و تعلاّت كثيرة ، بل سوّلت لهم نفوسهم المريضة أن يختلقوا مع كل ّ خبر لوافد جديد من هؤلاء الدّعاة الأكاذيب و الأراجيف و تفنّنوا في إلصاق التهم جزافا و اختراع – التيكيات – لهم ... تكالب جميعهم على الإصرار بمنع الدّعاة و تذرّعوا خطأ( بتونسة ) القيم و الأخلاق و حتّى الدين ! و اتّحدت جهودهم على غلق الباب في وجه كلّ نفس إصلاحي يستحقّه شعب عانى ستّة عقود من التغريب و إقصاء الدّين و الهويّة ، لتدور الدّوائر و في موجة مقصودة للإلتفاف على الثورة و تغذية جذور الثورة المضادّة و بنفس الحماس الأوّل انطلقت حملات جديدة للعمل على غرس أجندات التغريب السّابقة و بأكثر حدّة و بأكثر إصرار في تمريرها و الترحيب بها على كثير من المستويات ، حملات تغطّت بالطابع السياحي و ضرورات الترويج للسياحة و استجلاب الأموال لبلد سوّقوا بأنّه على حافة إفلاس خطير جدا و الفقر يدقّ أبوابه و المجاعة تنتظره و لا حلّ إلاّ بهذه التظاهرات المخلّة بالأخلاق و الأعراف و أخرى فتحت ذراعيها للكيان الصهيوني و مغتصبي فلسطين ،، حملات قادتها على أعلى مستوى وزيرة السّياحة و جنّدوا لها بروباجندات إعلاميّة و أهدروا من أجلها الأموال و المقدّرات ... وأخيرا و ربّما ليس آخرا خبر حلول- راعية الطفولة و ستّ الكلّ – الأمّ المثالية صحبة كُرتاج في تخصّص مشابه يعاضدها ،، حلول علم أعلام الرّقص و مناضلة الكباريهات، حلول يضيف خيبة جديدة على الخيبات المستحدثة هذه الأيّام و يزيد حلقة أخرى من الإحباط و النّدم لدى العمق الشّعبي للمهانة التي لحقت بالبلاد و العباد و لاستفحال المهازل و تواليها و استقواء الفاسدين و أباطرة الثورة المضادّة ...