تونس تحتفل بعيد الشغل العالمي وسط آمال عمالية بإصلاحات تشريعية جذرية    دوري ابطال اوروبا.. التعادل يحسم مباراة مجنونة بين البرسا وانتر    شهر مارس 2025 يُصنف ثاني الأشد حرارة منذ سنة 1950    يظلُّ «عليًّا» وإن لم ينجُ، فقد كان «حنظلة»...    الاتحاد يتلقى دعوة للمفاوضات    تُوّج بالبطولة عدد 37 في تاريخه: الترجي بطل تونس في كرة اليد    زراعة الحبوب صابة قياسية منتظرة والفلاحون ينتظرون مزيدا من التشجيعات    قضية مقتل منجية المناعي: إيداع ابن المحامية وطليقها والطرف الثالث السجن    رحل رائد المسرح التجريبي: وداعا أنور الشعافي    القيروان: مهرجان ربيع الفنون الدولي.. ندوة صحفية لتسليط الضوء على برنامج الدورة 27    الحرائق تزحف بسرعة على الكيان المحتل و تقترب من تل أبيب    منير بن صالحة حول جريمة قتل المحامية بمنوبة: الملف كبير ومعقد والمطلوب من عائلة الضحية يرزنو ويتجنبو التصريحات الجزافية    الليلة: سحب مع أمطار متفرقة والحرارة تتراوح بين 15 و28 درجة    عاجل/ الإفراج عن 714 سجينا    عاجل/ جريمة قتل المحامية منجية المناعي: تفاصيل جديدة وصادمة تُكشف لأول مرة    ترامب: نأمل أن نتوصل إلى اتفاق مع الصين    عاجل/ حرائق القدس: الاحتلال يعلن حالة الطوارئ    الدورة 39 من معرض الكتاب: تدعيم النقل في اتجاه قصر المعارض بالكرم    قريبا.. إطلاق البوابة الموحدة للخدمات الإدارية    وزير الإقتصاد يكشف عن عراقيل تُعيق الإستثمار في تونس.. #خبر_عاجل    المنستير: إجماع خلال ورشة تكوينية على أهمية دور الذكاء الاصطناعي في تطوير قطاع الصناعات التقليدية وديمومته    عاجل-الهند : حريق هائل في فندق يودي بحياة 14 شخصا    الكاف... اليوم افتتاح فعاليات الدورة العاشرة لمهرجان سيكا جاز    السبت القادم بقصر المعارض بالكرم: ندوة حوارية حول دور وكالة تونس إفريقيا للأنباء في نشر ثقافة الكتاب    عاجل/ سوريا: اشتباكات داخلية وغارات اسرائيلية وموجة نزوح..    وفاة فنانة سورية رغم انتصارها على مرض السرطان    بمناسبة عيد الإضحى: وصول شحنة أغنام من رومانيا إلى الجزائر    أبرز مباريات اليوم الإربعاء.    عملية تحيّل كبيرة في منوبة: سلب 500 ألف دينار عبر السحر والشعوذة    تفاديا لتسجيل حالات ضياع: وزير الشؤون الدينية يُطمئن الحجيج.. #خبر_عاجل    الجلسة العامة للشركة التونسية للبنك: المسيّرون يقترحون عدم توزيع حقوق المساهمين    قابس: انتعاشة ملحوظة للقطاع السياحي واستثمارات جديدة في القطاع    نقابة الفنانين تكرّم لطيفة العرفاوي تقديرًا لمسيرتها الفنية    زيارات وهمية وتعليمات زائفة: إيقاف شخص انتحل صفة مدير ديوان رئاسة الحكومة    إيكونوميست": زيلينسكي توسل إلى ترامب أن لا ينسحب من عملية التسوية الأوكرانية    رئيس الوزراء الباكستاني يحذر الهند ويحث الأمم المتحدة على التدخل    في تونس: بلاطو العظم ب 4 دينارات...شنوّا الحكاية؟    ابراهيم النّفزاوي: 'الإستقرار الحالي في قطاع الدواجن تام لكنّه مبطّن'    القيّمون والقيّمون العامّون يحتجون لهذه الأسباب    بطولة إفريقيا للمصارعة – تونس تحصد 9 ميداليات في اليوم الأول منها ذهبيتان    تامر حسني يكشف الوجه الآخر ل ''التيك توك''    معرض تكريمي للرسام والنحات، جابر المحجوب، بدار الفنون بالبلفيدير    أمطار بكميات ضعيفة اليوم بهذه المناطق..    علم النفس: خلال المآزق.. 5 ردود فعل أساسية للسيطرة على زمام الأمور    بشراكة بين تونس و جمهورية كوريا: تدشين وحدة متخصصة للأطفال المصابين بالثلاسيميا في صفاقس    اغتال ضابطا بالحرس الثوري.. إيران تعدم جاسوسا كبيرا للموساد الإسرائيلي    نهائي البطولة الوطنية بين النجم و الترجي : التوقيت    اتحاد الفلاحة: أضاحي العيد متوفرة ولن يتم اللجوء إلى التوريد    في جلسة ماراتونية دامت أكثر من 15 ساعة... هذا ما تقرر في ملف التسفير    ديوكوفيتش ينسحب من بطولة إيطاليا المفتوحة للتنس    رابطة ابطال اوروبا : باريس سان جيرمان يتغلب على أرسنال بهدف دون رد في ذهاب نصف النهائي    سؤال إلى أصدقائي في هذا الفضاء : هل تعتقدون أني أحرث في البحر؟مصطفى عطيّة    أذكار المساء وفضائلها    شحنة الدواء العراقي لعلاج السرطان تواصل إثارة الجدل في ليبيا    الميكروبات في ''ديارنا''... أماكن غير متوقعة وخطر غير مرئي    غرة ذي القعدة تُطلق العد التنازلي لعيد الأضحى: 39 يومًا فقط    تونس والدنمارك تبحثان سبل تعزيز التعاون في الصحة والصناعات الدوائية    اليوم يبدأ: تعرف على فضائل شهر ذي القعدة لعام 1446ه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ثوراتنا: بين ترصد الغرب وعجزالنخب
نشر في الحوار نت يوم 10 - 07 - 2011


د.الطيب بيتي العلوي
لا بد من إختيار الشعب ووجدانه لتحقيق إنسانيته،فلا يمكن للشعوب–خارج الأنظومة الغربية-أن تتخلص من ظلم حكامها الفاسدين ومن تغطرس وتحقيرالغربيين،إلا إذا شدت هذه الشعوب نفسها إلى العلاء بأشرطة أحديتها .. !.ولكن: من السهل على الجمل أن يلج ثقب الإبرة،من أن ينتصح الثوارالحقيقيون والشعوب المتطلعة للعُلا بنصائح مستعمريهم السابقين" الدكتور نكروما من كتابه "نحو التحرر من الإستعمار والتبعية"

أولا :عجزالنخب العربية وضبابية الربيع العربي:
لعل عبقرية الرجل البدوي الخليفة الراشد الثاني عمر،تكمن في أنه قد فهم زمانه وأقضيته أكثرمما يفهم عباقرة سياسيينا ومفكرينا المعاصرين أزمنتهم اليوم-ولكل أزمنة أناسها وأقضيتها حسب الإمام مالك،-...فقد قال الفاروق"من لم يعرف الجاهلية لم يعرف الإسلام،وخياركم في الجاهلية خياركم في الإسلام إذا فقهوا"والمقصود بهذه المقولة العمرية: معرفة حقيقة الأعداء الخارجيين عن طريق معرفة مناهج تفكيرهم.قبل مواجهتهم.."ولقد مضى على هذه المقولة زهاء خمسة عشر قرنا،ولا يبدو أن عقول العرب والمسلمين الفارغة– قدإستوعبت هذا البعد العبقري العمري"اللطيف"الذي لم يتثقف بثقافات عصره المهيمنة زمنها-
فإماأن يكون ذلك البدوي غبيا أو ساذجاأومارقا عن الدين-بالرغم من أنه أخضع الحضارات الأعتى في زمانه لسلطان الحضارة العربية الإسلامية في ظرف أقل من عشرة سنوات-ووصل إلى السند،فأطل أحد "جنرلاته" الأصغرفي التاريخ "إسامة بن زيد" –إبن العشرين20سنة"-،على الصين من حائط حدود حوض سيكيانغ،وتم ذلك في زمن قياسي وجيز-بمنظورتلك الأزمنة-لم يحققه زعيم دولة سابق ولا لاحق في التاريخ ولم يحققه حلف الناتو مجتمعين في افغانستان ولا الإمبراطورية الأمريكية وحلفائها في العراق،مما دفع إنغلز-رفيق ماركس ومساعده في التنظير العلمي لموسوعة "الرأسمال"le Capital-حين وصف عمر،بأنه كان أول"ثوري"إشتراكي حقيقي في التاريخ،في مبحثه المسمى ب"المسألة الأسيوية والشرقية"
-وإماأن العرب المحدثين هم من العبقرية،بحيث لم يتمكنوابعد، منذ–غليانات"النهضة"،وفورانات "الثورات"وبعد أكذوبة الإستقلالات الصورية التي بقي خلالها الإستعمار يدير كراكيزه من وراء الستار -من أن يخلصوا البلاد والعباد من كل أشكال"التغريب"وألاعيب التبعية المقنعة،ولا أن يعيدوا السيادة والكرامات:(السياسية والفكرية والثقافية) لشعوبنا منذ صيحة أبي قوميتهم العربية"ساطع الحصري":من أين نبدأ"التي تم طرحها بدءا من العشرينات إلى النكسة في أواخر الستينات،ثم بعد تهافت الشعارات في عقدالسبعينيات الذي كان أكثر العقود العربية بهرجة من حيث تنوع التنظيرات السياسية والثقافية،وأكثرها اصطخابا من حيث كثرة التناقضات، التي راقتها ألاعيب مهاترات التراجعات، وتعقبها غرائب تبريرات تلك التراجعات.....،
وظل المفكرون العرب على ذلك المنوال،إلى أن وجدوا أنفسهم منحشرين داخل معمعات الترداد الأهبل لأطروحات :"لخطاب النهوضي،والخطاب السياسي، والخطاب الإسلامي، والخطاب القومي ،والخطاب الفلسفي...،فسقطوا في قعرجب معضلة "أزمة العقل العربي"ومسبباته في ما يلحق العرب من خيبات، متطاحنين حول تحديد مفاهيم الثنائيات:الركود والنضهة،السقوط والإنبعاث،الأصالة والمعاصرة،التنوير والتثوير،التقليدو التطوير،السلفية والعلمنات،التغريب والتعريب والأسلمة،مما جر هؤلاء المنظرين إلى محاولة إقتحام عقبات أكثرصعوبة،وهي محاولات الغوص في الإشكاليات المعرفية والذهنية المتناقضة المطروحة على الساحة، فسادت عقولهم هواجس التنقيب في تعقيدات إبيستيمولوجيات المعرفة والتاريخ ومرجعياتها(بالمنظورالغربي المحض)ليواجهوا إثرهاعقبات جوهرية في تحديد المفاهيم اللغوية،والدال والمدلول للنصوص المقروءة، والشكل والمضمون للخطابات المطروحة، مما أدى إلى السقوط في خلط التصورات، وأخلاط اللغة، المؤدية إلى ارتداد المشروع العربي بكليته بمجرد بزوغ عقد الثمانينات،الذي كان مرحلة التقوقع على"القطريات"،فأضحى منظرونا جميعهم- مغربا ومشرقا-"ينطون"نط الأغنام الشاردة والمفزوعة يمنة ويسرى، وأماما وخلفا،متنقلين من الماركسية إلى الوجودية..! ومن البنيوية إلى التفكيكية. !..ومن التاريخانية إلى العلموية !.. ومن الإقتطافية التبريرية إلى التشكيكية الديكارتية..!ومن التطورية السوسويولوجية الداروينية إلى التلفيقية واللاأدرية،بل ومنهم من ينتحل كل الطرق والمذاهب طفرة واحدة، مدعيا التربع على عرش"صنمية المعرفة الكبرى"ومنهم من يدورمع"طاحونة الموضة، وتجارة الأفكارالرائجة لبيعها في الأسواق الكاسدة،و والسهر على التسويق للمنتوجات الفكرية البائرة أوالزائفة–....
فأضحى لفكرنا العربي مراحل"عشرية" وتقاليد موسمية تطول أوتقصر حسب ما تمليه"الظرفية"القهارة،أو ما تحمله رياح ما وراء المتوسط والأطلسي من"هذاءات مستحدثة"بحيث لا يمكن لأي باحث جاد داخل الوطن العربي أو خارجه،أن يدعي بأن للعرب"تقاليد فكرية راسخة"أوأن لهم مدارس فكرية ذات أصول ثابثة تستند إلى قواعد تنظيرية صارمة-كماهوالشأن في الغرب الذي يقلدونه-...وهذا ماإستوعبه موجهوا الثقافات الغربيين في المعتركات الدولية داخل نوادي وصالونات العواصم الغربية المغلقة،قصد محاولة إيجاد مباحث و مناهج جديدة بغية إختلاق طرق لولبية مبدعة،لإحتواء ما يسمى بالربيع العربي،وتحويل دفته نحوإعادة أشكال جديدة للإستعمارالجديد لاقبل للأمة لها من قبل،ولكنها للغرابة تغرف من نفس مناهج القرن التاسع عشر التي طالما إستخدمها الغرب–بنجاح-ضد الشعوب الدنيا، التي تنطلي على المستضعفين عقلا من العرب كل مرة–أوليست أبسط قواعد النجاح في المباريات الرياضية هي:"ألا تغيير في التاكتيك الهجومي وتبديل اللاعبين ما دام الفريق يحقق النتائج المرجوة؟

-فجاء المخاض العربي الجديد في الربيع العربي الطارئ، ليطرح إشكاليات جديدة تجاوزت أطروحات أولائك"المنظرين النرجسيين السابقين"-الذين لم يكونوا سوى للتقاليد الفكرية الغربية تابعين،وعلى دروب مدارسها سائرين،ولم يكن لهم في مجال الخلق في أي مجال باع يذكر،سوى التهدار والإجترار ....
فانبجس هؤلاء "الثوار"الجدد في الربيع العربي في حين غفلة،كما تنبجس "منيرفا" في الليلة الظلماء، ولا يدري أحد بالتحديد،أية ريح ألقت ببعضهم –فكلهم يغرفون من نظريات الحروب الجديدة المسماة ب:syber-warsالتي ابتدعها اليهودي الأمريكي" جورج سوروس" في أواخر الثمانينات، وطبقت بنجاح في تفكيك الإتحاد السوفياتي و"دمقرطة"ولاياته السابقة لجرها إلى الامركة وعبادة ربوبية "السوق الحرة"،واللبرلة الموغلة في "القردنة" ، فتم تأليه بعض هؤلاء الثوارالجدد على هدي الإرتجالية والإنفعالية والعاطفانية العربية المعهودة، فتألق بعض مزيفيهم في الإعلامين العربي والغربي، يرسلون الخطابات الإستنضالية تلوالخطابات، وبعضهم من الحاملين للجنسيات الأمريكية والكندية والبريطانية...،وتم إحتواء بعضهم الآخر تفسره تنقلاتهم المشبوهة –عبرالحصول على تأشيرات الزيارات السريعة للعواصم الثلاثية المقدسة: واشنطن ولندن وباريس، لمتابعة تدريبات خصوصية على الثورات المضادة " .... وما زلنا نسمع جعجعات هذه الثورات ولانرى لها طحينا لا في تونس ولا في مصر-بل يمكن القول بأنه مازالت دارلقمان على حالها-
-كما يبدو من خلال شعارات هؤلاء الثوريين –حتى الجادين منهم في كل من مصر وتونس-أنه قد غاب عن أذهان الكثيرين منهم،بأن مقاصد الثورات الحقة-عبرالتاريخ-لاتهدف فقط إلى الإكتفاء بالتخطيط لتغييرالدمى ..!فالغرب له قدرات لامحدودة على ترحيل الدمى والإتيان بمثلها أو بأحسن منها،بعد إستنزافهم أوإغتيال بعضهم، غير انه يبدو انه حتى الثوار الحقيقيين ولم يعوا بعد:أن الغرب ولاد أفكارمتغيرة ومتجددة وفاعلة ومهاجمة،وأن رحمه حبلى بالأبطال المزيفين والمستنضلين الواعدين-، ويمتلك في خزائنه- منذ فجر منقبات كولونيالياته-من الأفكاروالمناهج لإنتاج "الكراكيز"السياسية والفكرية لشعوبنا المقهورة ما يكفي لإعادة المنطقة العربية إلى عهد"ملوك الطوائف""ليقوم على كل بقعة مليك كما يصيح على كل غصن ديك"كما وصفهم شاعر الأندلس أبو البقاء الرندي

ومن هذه الزاوية، فيمكننا القول بأن ثوراتنا"الحقة"ما تزال تتخبط في تحديد الأولويات،وما يزال ثواروها يتساءلون: وما بعد التثوير؟وهو نفس التساؤل الذي يقض مضاجع "التينك-تانك" في الغرب على هدي المثل المغربي الدارج" اللي في راس الجمل، في راس الجمَال"
الترصد الغربي للربيع العربي وآلياته:
إمكانيات الغرب في احتواء ثوراتنا:
وبمفارقات غريبة .. ! فإن الغرب يعود اليوم إلى تطبيق نفس مناهجه التدليسية والتلفيقية العتيقة لقهرواحتقارالشعوب –ولاجديد تحت الشمس في المجال-
وبمفارقة غريبة أيضا !..... فإن نفس هذه المخططات والأطروحات والتاكتيكات والإستراتيجيات تنطلي على سياسيينا ومنظرينا وأكاديممينا ومثقفينا حتى كتابة هذه السطور-
وبالتالي ....،فإن الغرب لا يملك في رصيده المعرفي،(وخاصة السياسي) سوى العودة إلى أطروحات القرن التاسع عشر،لإحتواء الربيع العربي، مادامت العقول العربية المفكرة، هي من التحجر والإستغفال والعته،تعجز عن مواجهة الغرب من موقع الندية،بل وتصرعلى دفع شعوبهم المقهورة إلى المزيد من التعقيد والإحباط بالإصرارعلى الإستظهارالغبي،والترطين الإمعي، بالمصطلحات الغربية بأبشع الصيغ البليدة والهجينة
ونعرض هنا لأهم المقولات الغربية التي يحشرنا فيها عباقرة نخبنا للخروج من ورطاتنا،نلخص بعضا منها في عجالة –من باب التذكير-كما يلي:
-كان القرن التاسع عشر،هو القرن الذي وصلت فيه النظم الفلسفية الغربية إلى مدى أوجها عبر الأطروحات الفلسفية:"الكانطية-الهيغلية "الإدعائية لحصرية الرؤية الإنسانية والأخلاقية العالمية المتفائلة الحاملة لمفاهيم:"المجتمع الدولي""والجماعة الدولية"وسيادة القانون"و"السلام العالمي الدائم"-كنبراس للإنسانية-...،ونسخت ماعداها من أطروحات كل الحضارات،فولد هذا القرن المصطخب بالفلسلفات والأحداث ذلك"العصرالجميل"لأزهى مراحل الحضارة الغربية الذي تجلى عند بزوغ القرن العشرين الذي استولى فيه الغرب-قبيل حربه الأولى العبثية والهمجية-على حوالي أكثرمن ثلثي اليابسة،وكان هو "القرن الامريكي" بامتياز،كما تباهى بذاك "الرئيس اوباما"في خطابه قبيل إعطاء الأوامرللريس المصري مبارك بدقائق بالرحيل-عبر التنسيق الخفي مع الطغمة العسكرية الحاكمة اليوم في مصر الممثلة لعسكرة في البنتاغون وخدام سياسيي واشنطن-حيث أضاف أوباما-بكل تبجح-بأن القرن الواحد والعشرين،سيكون كذلك القرن الأمريكي بامتياز(بمعنى تكرار نفس الفظاعات الأمريكية في هذا القرن أيضا-فانظر !-مما حدابالباحثين الأنثروبولوجيين الجادين إلى التساؤل؟ : وكيف سيكون ذلك ما دامت الولايات المتحدة تعاني من الأعراض المرضية الواضحة لمرحلة "مابعد الأمركة" الأكيدة؟.... وأن أوروبا-تلك القارة العجوزالتي هي الام الرؤوم لاسرائيل وامريكا-مهددة اليوم-عبرأزماتها الإجتماعية والإقتصادية إلى الإنحدارإلى غياهيب ظلمات قرونها الأوسطية البشعة؟
- وكان القرن العشرون هوعصرالتأسيس لوقائع تاريخ الغرب الحضاري–كتطبيق عملي لرؤاه الفكرية والثقافية منذ الهيلينية إلى عصر الأنوار–،حيث سقطت إدعاءات الغرب الحضارية والإنسانية والثقافية كلها،وفقدت فعاليتها وبريقها في أول تجربةلها كمحك لصلاحيتها ومصداقيتها مع حرب الغرب الهمجية الأولى عام 1914،التي حولت الأنظومة الغربية إلى لوحة وحشية مرعبة:"عنوانها:الأرض الخراب"كما وصفها ت.س.إليوت عام 1922في قصيدته المشهورة،عندما صورالرجةالعنيفة التي تعرضت لها الحضارة الغربية،فصورالأوربيين ب:"جحافل الأقوام الأوربية الذين تحولوا إلى برابرة العصر الحديث ينساحون عبرالسهول ويخربون المدن الخالدة،مثل أورشليم وأثينا والإسكندرية وفينا ولندن،وكل منها يمثل مركزا ثقافيا وروحيا عظيما ،وهي الآن بروج متهاوية" حسب تعبيره كما صور"تشارلز ديكنز" في روايته" قصة مدينتين" عصرالحضارة الأوروبية بعيد بشاعة الحرب ب:
"... أسوإ الأزمان.. !وعصر الحماقة...!وعهد الشك..!وموسم الظلام ..!.وشتاء اليأس.. !..وكنا متجهين جميعا إلى السماء !فأصبحنا متجهين جميعا إلى الإتجاه الآخر...إلى الجحيم.... !."

إدعاءات الغرب لما بعد الحربين:
اولا:
-بنهاية الحرب البربرية الغربية الأولى،تمت محاولات ترقيع "لتشبيب"الأطروحات الفلسفية"الكونية" عبرما سمى ب:الكانطية الجديدة Le Néo-Kantisme و الهيغيليانيةالجديدة:Le Néo-Héglianisme(والغرب بطبيعة تكوينه لا يمتلك رؤى بديلة لرؤاه الإدعائية الاستعماريةالمبرقعة ب"الأنسانوية"Humaniste(ولتذكيرالقارئ العادي،فإن مصطلح "الإنساوية"هي مجموعة تلك التلفيقات الفكرية التي غطى بها الغرب على كل أكذوبات إداعائاته "الإنسانية" عبر التاريخ الحديث،والتي يطبقها اليوم الناتو والأوروبيون في ليبيا،ويمهد لها في سوريا ولبنان وايران ،أما غزة فلا بد من إزالتها من الخريطة تطبيقا لحلم شارون - وحسب المخطط الأوروبي والأمريكي الخفي.... ! وتلك هي إنسانيتهم بدون أقنعة.... !)
ثانيا:
إن الغرب لايمكنه سوى الدوران مثل الطاحونة في محور:(هيلينته ويهوديته وأنواره)التي تداعت كلية، بعدأن نسفتها نسفا تلك الصدمة المريعة،جراء الحرب العالمية الثانية التي طالتها في الفظاعات- :فظاعات الناغازاكية والهيروشيمية التي استطالت كل حروب التاريخ في الهمجية والبربرية، مما حدا بالرئيس الامريكي "داويد إيزنهاور"أن يؤكد في الخمسينات،بأنه "لن يرعوي في إستخدام القنبلة النووية من جديد" إذا كانت ستحقق مآرب أمريكا، في زمن تفاقم الحرب الباردة،وظهورناصرية" الكولونيل الوقح" جمال عبد الناصر" المهدد لحلف بغداد–كما كان يسميه الجنرال ايزنهاور-.....ولأمريكا في كل أزمنة أعداءها الألداء !! –....وتلك هي حضارتهم الحقيقية بدون رتوش !!!!
ثالثا:
-استكمل الغرب سيناريوهات قذاراته بخلق"الكيان التوراتي"–وقد آن الأوان للبحث الجدي في المصطلح الصهيونية الذي تحول إلى مفهوم هلامي "كمشروع "همجي–اعنصري–إستيطاني–إحلالي" بالمنظور التلمودي المسمى-اصطلاحا ب:الصهيونية عام-1948 ولا يزال الكثير من"التنويريين"الفلسطينيين والمثقفين العرب يكررون خرافات الفصل ما بين"العبرية واليهودية والتلمودية والتوراتية والصهيونية واليهودية العالمية والماسونية،إن هي إلا إسماء سموها، ومعاني إشتقوها ونحتوها و إختلقوها، والأهداف واحدة، والمعين الأصلي هو"التلمود" ...وماالباقي سوى هذاءات قرءات لقراءات، وتأويلات لتأويلات، أفرزتها مرحلة طغيان أطروحات المستنضلين الفلسطينيين والنخب العربية من المحيط إلى الخليج "اليساريين"المهادنين" لليساريين الإسرائليين سواء من داخل الأراصي المحتلة أو من خارجها..
رابعا:
-تم حشرالأمم والشعوب –في ما بعد الحربين-في"الإصطبل الدولي"المسمى بالمجتمع الدولي":على هيئة ما يسمى"الأمم المتحدة"وفروعها التي تنحصر مهامها الأساسية،في تسليط السيف على رقاب الأمم، وتركيع "المارقين"من الدول ذات السيادة،ولإنجاز ما لا يتم إنجازوه عبر الحروب–حسب تعبير الثعلب اليهودي كيسنغر-(وكم سينجزه الغرب حاليا عبر"المحكمة الدولية"في لبنان من إشاعة الفتن من جديد في هذا البلد الآمن)
خامسا:
التأصيل لتأريخ الأمم الجديد باكبر عملية تزويرة في التاريخ البشري وقرصنة تاريخ الحضارات والشعوب عبر:إخراج العالم العربي والإسلامي والشرقي والإفريقي واللاتيني من"المدونة التاريخية'"والحاقها بمشروع "اللاتاريخ"....، بعد تجريد البشرية من خصوصياتها-ليصبح قدرالشعوب "اللاغربية"خاصعا "للصانع الجديد"–الذي هو الغرب، ومن حق الصانع–بالتالي-أن يتحكم في المصنوع "'
سادسا:

-تفعيل نظرية:(روزفلت-ترومان):"أمركة العالم الذي وصفته الفيلسوفة الفرنسية"سيمون فيي"Simone Weil رفيقة الجنرال دوغول في الكفاح ضد أمركة أوروبا في قولتها المشهورة عام1945 :"نعلم جيدا أن"امركة" اوروبا بعد الحرب خطربالغ، ونعرف جيدا ما ذا سنخسرلوتحققت..!إن أمركة أوروبا ستهيئ بدون شك أمركة الكرة الأرضية وستفقد الإنسانية ماضيها" ولقد تحققت أمركة العالم.فعليا! ...وأدى التفوق الساحق الأمريكي–لما بعد الحرب-إلى إفساح الطريق أمام الحضارة الغربية،في شكلها الأكثر بشاعة وعدوانية ورجعية وكراهية للشعوب،عبرالإستنباث المستمرلحروب القرصنة والحروب الإبادية التاريخية الكلاسيكية للشعوب(منذ الملحمة الإبادية الإسبانية في القرن السادس عشر في أمريكا اللاتينية،ومنقبات البيض الأوربيين(وخاصة البروتستانت الذين ادعوا الإصلاح الكنسي واللاهوتي المسيحي)في إبادة الهنود الحمر في الشمال الأمريكي باسم"الكتاب المقدس") والمطبقة اليوم على الأرض في شكل الإبادات الجماعية للفلسطينيين منذ 48(عبرالتآلف"الماسيحاني-اليهودي" المتستروراء أسوار مجموعة بركسل(الصامتة عن كل الانتهاكات الوحشية في الأراضي المحتلة، ومباركة مجزرة صابرا وشاتيلا ، وتبرير حق الدفاع الإسرائيلي في محرقة غزة، وهاهي ذات المجموعة تتباكي على"الأحرارالسوريين والليبيين"وتصمت عن محنة اليمنيين والبحرينيين !) ناهيك عن إنجازات الأمريكيين المظفرة في أربعينات القرن العشرينات بمحرقتي: هيروشيما وناغازاكي، وإستمرار حروب الإبادت فجر الستينات في:(فيتنام،كوبا، سان دومينغو،ونيغارغوا،الشيلي،الأورغواي ، وهانحن نعيشها بالملموس في العراق وأفغانستان، ومشاريع الهجوم المقبلة على باكساتان واليمن والبحرين والسودان و سوريا ولبنان وإيران، ولن تتوقف البربريات الغربية ومجازرها إلى نهاية الحضارة الغربية
سابعا:
- تم الإنجاز الفعلي لإستعمار أمريكا لأوروبا،حين عبأت"وول ستريت"عشرات الملاييرمن الدولارات لتمويل"الاستعمارالأمريكي الجديد"لأوروبا،قدمتها الولايات المتحدة في شكل قروض وهبات ورشاوى للبلدان الرأسمالية–الإمبريالية السابقة-عبرما سمي تاريخيا ب:مبدأ ترومان في اليونان وتركيا الكمالية،المسمى ب"مشروع مارشال" الذيأغرق أوروبا بكاملها بالديون والمشاريع الأمريكية الاقتصادية(عبر إنفاق أكثر من 15مليار دولار) وتم خلق حلف الإطلنطي الهمجي،حيث تم الإلتفاف حول القرارالسياسي الاوروبي الحر-إلى اليوم- والتخطيط للإستيلاء على المستعمرات الأوربية السابقة عبرالقواعد العسكرية ب: لمغرب –كمستعمرة فرنسية سابقة-ودول الخليج ككيانات من خلق شركات النفط البريطانية
ثامنا:
- التأسيس لإدخال البشرية في لتاريخ النووي البشع للبشرية،بعد منقبات الفظاعات الناغازاكية والهيروشيمية، مما حدا بالولايات المتحدة لتخصيص أكثر من ثلاثة أرباع نفقات ميزانيتها الفيدرالية، سواء بطرق مباشرة أوغير المباشرة،للأغراض العسكرية،الأمرالذي أرغم البلدان الأخرى مثل الإتحاد السوفياتي سابقا، وروسيا الحالية والصين والكوريتين وباكستان والهند وإيران حاليا،على أن تنفق أموالا ضخمة على التسليح لتأمين دفاعاتها ضد إحتمالات هجوم نووي امريكي جديدعلى هذه "البلدان المارقة"مما يفسره تزايد النزعة العسكرية والتنافس الشرير الحالي المسعورما بين الديموقراطيين والجمهوريين-بدل التركيز على حل المعضلة الإقتصادية الخانقة التي تتخبط فيهأمريكا، مما يزيد من معدلات البطالة في امريكا( حيث تعرضت ولاية مينوسوتا لهزة كبيرة عندما تقلصت ميزانيتها وعجزت حكومتها حتى عن تسديد مرتبات الموظفين المدنيين الرسميين حيث تم فصل22ألف موظف حكومي، بينما تنفق واشظن الملايير من اجل التجسس والقرصنات لإختراق سيادات الدول الحرة،وبذل أموال بسخاء من أجل الإنفاق على الثورات المضادة للشعوب والإنفاق على مشاريع الحروب القادمة وقلب أنظمة مناوئة للهيمنة الامريكية في المنطقة، وبث الرعب بين الجماهير الأمريكية، وخلق العراقيل أمام إستعادة الروح للإقتصاد الأمريكي المنهارالتي تخلقها هذه النزعة العسكرية المحمومة بين الفرقاء السياسيين الأمريكيين-من كلا الحزبين الرئيسيين المهميننين على ترشيد الأمور في أمريكا، وخلق جو مسموم للتنافس اللاأخلاقي ما بين دعاة الحروب والهيمنة في المعسكرين الرئيسيين في الولايات المتحدة
عاشرا:
- التأسيس لحتمية الديمومة الأبدية للإمبرياليات الغربية الكلاسيكية لتستقر في المنطقة إلى أبد-الآبدين عبرإسرائيل(بإرادة الولايالت المتحدة ومجموعة بروكسيل والسعودية)
سيناريو العالم العربي ما بين إرادات شعوب المنطقة وقذارات الغرب المقبلة:
-وبعد أن أسدل الستارعلى القرن العشرين، واختتم بمهزلة الحرب الحضارية الأولى في أواخرالتسعينات
على العراق بالهجمة الخسيسة والجبانة للتحالف الغربي برمته، بعدأن تم إضعاف واستنزاف كل الإمكانيات الدفاعية والطاقات البشرية للعراق عبر الحظر الغربي على كل شيئ حتى دواء الأطفال الذي راح ضحيته أكثر من مليون نصف طفل (حيث اعتبرته وزيرة الخارجية الأمريكية زمنها اليهودية"مادلين اولبرايت بأنه "لايكفي" (بينما يجتمع الغرب كله أوروبيا وأمريكيا وكنديا عبر منظماته الأنسانية لإنقاذالجندي (الفرنسي-الإسرائيلي "شاليط " الذي "كان في مهمة "إنسانية" كما يكرر ساركوزي ووزراء خارجيته المتلاحقين وجوقة بروكسل –فانظر مدى الوقاحة والصفاقة والاأحتقار للشعوب–وكان التاريخ سيعيد اليوم نفسه في ليبيا وسوريا ولبنان تحت حكومة ميقاتي-

الغرب في مهرجان المهزلة الإنسانية في القرن الواحد والعشرين:
وجاء القرن الواحد والعشرون، فكان أزخرقرن في تاريخ البشرية طرا بتفريخ الأراجيف والأكاذيب ، والبهتان،والميثولوجيات والخرافات والشعوذة،والزيف،والفوضى،وتطوير نظريات "الخداع "المستعملة فى 'البوكر"فى العلاقات الدولية التي زجت بالبشرية في المزيد من الوهم والايهام والآمال، فكان لا بد للغرب من العودة إلى أصوله الاولى، ليمسح تواريخ الحضارات،ويمسخ الثقافات، ويحرف الديانات، ليتفرد وحده باسم الحضارة الأوحد،وأن يفرض التوراتية عل البشرية-للغرابة-علما بأن الغرب هو الحضارة الاكثر تفسخا وإستهتارا بالديانات والمؤسسة الرسمية للوضعانية والإلحادو العلمانيات- لتبقى"التوراتية"هي"الدين"الأوحد بإمتياز(وما المسيحية سوى الإنحراف عن اليهودية الحقة في زعمهم)-حسب تصريحات أوباما وساركوزي الأخيرة- وأن تصبح "القدس"أو"اورشليم "هي العاصمة الأبدية "لحكومة العالم"الجديدة –ابتداء من عام 2014-كما يروج لها جاك كتابات والتصريحات التفزيونية المستمرة لمنظر الثوار الليبين و"الثوار السوريين" اليهودي الصهيوني العتيد بيرنار ليفي وجاك أتالي اليهودي مستشاري الإليزي-،
فكان لابد من تفتيت المنطقة وتحويلها إلى شظايا وأطلال،ومسخ معالمها، وتبشيع أهلها،لتصبح المنطقة مجرد وكرموبوء "للنادي العولمي"الكوني للعصابات والمافيات الإقليمية والدولية واللوبيات(اليهودية-الأنغلوساكسونية)،ففتح الغرب –من أجل ذلك-"ثلاجته المغلقة"على مصراعيها ليخرج منها كل القذارات التي تم تخزينها عبرعلوم "إستشراقه"السياسي وعلوم انثروبولوجياته الدينية والثقافية والسياسية والإثنية (بكل انواعها ومدارسها وفروعها) لتصبح بلداننا مختبرا لكل التجارب فى مجالات التخريب: المادي والأخلاقي والديني والأجتماعي والثقافي!!، عبرمشاريع الاستكثار من لوبيات الهسترة الدينية والإثنية المنتجة لما يسمى ب"الديانات والعرقيات التحتية الفولكورية البائدة "لنشر فوضى الإقتتالات الطائفية، والصراعات العرقية والعقدية والطائفية والمذهبية ، ونشرتجارة الأسلحة والمخدرات و الرقيق الأبيض،عن طريق إشاعة كل أشكال الدعارة المنظمة في بلدان عربية عريقة لتصديرها الى الخارج، التي تخصصت في تنشأتها وتسميدها: لوبيات زولوجيات الخلاعة والخنا العالمية،لتصبح مدننا –التراثية العتيقة وخاصة في مدينة مراكش والصويرة بالمغرب،ومصايف تونس ومنتجعات مصر-قبلة المنحرفين،والشواذ والمغامرين والأفاقين–عبراللقاءات السينمائية والثقافية وسائرأنواع الإبداعات الفنية والثقافية التي تنظمها اللجان المتوسطية الأوروبية في البحر المتوسط في الدول العربية المشاطئة للمتوسط وخاصة المغرب بمساهمة نجوم فنانين لامعين يهود وعرب من نفس البلد، ناهيك عن تقاطر صعاليك المرتزقة المتحلبة الأفواه والمتلمظة الشفاه للصوصية الدولية المتقاطرة إلى بلداننا بدعوى"الشراكات"والمساعدات في كل المجالات،مما زاد المعضلة تفاقما،وإرباكا للأوراق،وخلطا في الحسابات السياسية والإستراتيجية لكل الأطراف المعنية في المنطقة،حيث بدأت الفئات اللوبية المتناحرةخفية- تمعن في التحرك في صراع رهيب مع الزمن، للإستحواذ على ما يمكن الإستحواذ عليه-في زمن الربيع العربي الهش- فى ظرف زمنى أقصر،..وسترتفع فاتورة تكلفة الصراع المستعر لمن يخطؤ التقدير والحساب،
- فهل وعي ثوارونا الصادقين ما ينتظرهم من مشاق ؟ أم سيكتفون في الإستنضال المشبوه على القنوات لتغيير الدمى مع الإبقاء على الأنظمة؟والإستمرار في الإستغباء حتى السقوط في براثين النسورالكاسرة المحلقة من فوق إستعدادا للإنقضاص؟
للبحث بقية في الجزء الثاني من هذا المبحث حول : آمال الربيع العربي


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.