حدّدت أكبر تنسيقية تابعة للمعارضة، الشعار الذي ستخرج تحته المظاهرات الأسبوعية في المناطق الخاضعة للمعارضة داخل سوريا الجمعة، باسم (دير الزور تستغيث). وذكرت تنسيقية “الثورة السورية ضد بشار الأسد 2011″ على موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك)، التي تملك نحو مليون مشترك حتى صباح اليوم، أن نتيجة التصويت على شعار مظاهرات الجمعة الذي تعتمده التنسيقية منذ اندلاع الثورة في البلاد مارس/ آذار 2011، استقرت على (دير الزور تستغيث)، بأغلبية 50% من المصوتين. وكتب مشرف على الصفحة، لم يحدّد اسمه، أن وقوع مدينة دير الزور التي تحمل نفس اسم المحافظة (شرق) تحت حصار خانق من قوات النظام من جهة وتنظيم “الدولة الإسلامية في العراق والشام” أو “داعش”، إضافة إلى حرمان الأحياء الخاضعة لسيطرة المعارضة من الأدوية والكهرباء والمياه النقية منذ عامين، دفع غالبية المصوتين للاستقرار على هذه التسمية. وأشار إلى أن تسمية الجمعة اقترحها مجموعة من نشطاء الثورة، الذين أطلقوا حملة قبل أيام بعنوان “دير الزور تستغيث” لإيصال رسالة إلى العالم بمعاناة المدينة وحصارها بين فكي كماشة “النظام” و”داعش”. وبينت نتائج التصويت التي عرضتها الصفحة، أن تسمية “دير الزور تستغيث” فازت بنسبة 50% من أعداد المصوتين الإجمالي، لم تبيّن عددهم، مقابل 31% لاسم “نعم لتشكيل كيان عسكري موحد”، و7% أيضاً لتسمية “إن الباطل كان زهوقاً”، في حين أن باقي الأصوات انصرفت إلى تسميات أخرى خضعت للتصويت. ومنذ اندلاع الثورة السورية في مارس/ آذار 2011، يعتمد الثوار الاسم الذي تحدده التنسيقية، قبل أن تخضع الأمر للتصويت على مقترحات يتقدم بها أعضاء الصفحة، مع وجود بعض التحفظات في بعض الأحيان من قبل بعض الثوار على التسميات أو نتيجة التصويت. وأعلن المجلس العسكري الأعلى للجيش الحر، محافظة دير الزور “منكوبة”، مناشداً في بيان أصدره، الأربعاء الماضي، جميع الدول الصديقة والشقيقة للشعب السوري ومنها (السعودية وتركيا وقطر والإمارات والأردن) لدعم الألوية والكتائب الفاعلة في محافظة دير الزور للتصدي لتنظيم “داعش”. فيما أطلق ناشطون إعلاميون وحقوقيون، الأسبوع الماضي، حملة على مواقع التواصل الاجتماعي بعنوان “دير الزور تستغيث” بهدف فك الحصار الذي تفرضه قوات النظام من جهة و”داعش” من جهة أخرى على المدينة النفطية الواقعة شرقي سوريا. وفي تصريحات سابقة لوكالة “الأناضول”، قال أحد منظمي الحملة، الصحفي السوري المعارض، ياسر العيسى، إن الحملة التي تضم أكبر تجمع للناشطين الإعلاميين والحقوقيين الفاعلين على الأرض من أبناء دير الزور، هدفها “إنساني وإعلامي” في آن واحد. وأشار إلى أن الحملة تدعو لفك الحصار الحالي المفروض على مدينة دير الزور من قبل قوات النظام و”داعش”، وإنهاء المعاناة التي يعيشها أبناؤها منذ عامين، والدعوة إلى أن يكون الحل جذرياً قدر الإمكان، وليس مؤقتاً أو إسعافياً أو “ترقيعياً”، على حد وصفه. ووقعت مدينة دير الزور التي تضم أكبر حقول النفط والغاز في سوريا قبل أيام، في حصار محكم بعد سيطرة مقاتلي “داعش” على المنفذ الوحيد الواقع تحت سيطرة قوات المعارضة، ومنعها دخول المساعدات الإنسانية والطبية إلى أحياء المدينة الواقعة تحت سيطرة تلك القوات، في حين أن النظام يطبق الحصار على تلك الأحياء عبر باقي المنافذ منذ عامين. ومنذ نهاية العام الماضي، شنّ الجيش الحر وحلفاؤه من قوات المعارضة أبرزها “جبهة النصرة” و”الجبهة الإسلامية” وانضم إليهم مؤخراً مسلحون من “عشائر المنطقة”، حملة عسكرية، ما تزال مستمرة، ضد معاقل “داعش” في مناطق بشمال وشرق سوريا، كونهم يتهمون التنظيم ب”تشويه صورة الثوار والتعامل مع النظام”. وأدى ذلك لسقوط قتلى وجرحى من الطرفين وطرد مقاتلي التنظيم من مناطق في محافظات اللاذقية وإدلب وحلب ودير الزور، في حين أن التنظيم ما يزال يحكم قبضته على الرقة ويتخذ منها معقلاً أساسياً لقواته بعد طرد مقاتلي المعارضة منها مؤخراً. ويحاول مقاتلو “داعش”، منذ شهرين، استعادة السيطرة على عدد من المناطق التي تم طردهم منها في محافظة دير الزور ذات الأهمية الاستراتيجية، كونها تضم أكبر حقول النفط والغاز في البلاد، وتمثل صلة وصل مع قيادة التنظيم في العراق. وسقط في الاشتباكات التي تدور أعنفها منذ أسابيع في ريف محافظة دير الزور، مئات القتلى والجرحى من الطرفين بينهم قياديين فيهما، كما وقع عشرات الأسرى من كل طرف لدى الآخر.