"ووتش" الأمريكية تطالب بالتحقيق في تورّط تونسيين في جرائم حرب في العراق المرجع: صحيفة الضمير عدد 383 بتاريخ 26 جوان 2014
[قالت هيومن رايتس ووتش اليوم إن على السلطات التونسية فتح حتقيق سريع في مزاعم متعلقة بارتكاب مقاتلين تونسيين جرائم حرب في العراقوسوريا. واستندت المنظمة إلى ثلاثة مقاطع فيديو نشرت مؤخرا على صفحة على موقع فيسبوك تصور مشهدا منسوبا للمدعو أبو حمزة المحمدي التونسي، بالإضافة إلى صور تبرز أنّه شارك في تعذيب وإعدام خمسة عناصر من حرس الحدود العراقي. وقالت المنظمة الأمريكيّة إنّ على تونس، بصفتها دولة طرف في المحكمة الجنائيّة الدولية منذ 2011 م، سنّ تشريعات تتعلق بجرائم الحرب، ودمج النّظام الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية في قانونها الوطني، واتخاذ إجراءات عاجلة لفتح تحقيقات ومحاكمة التونسيين المتورّطين في انتهاكات ترقى إلى تصنيف جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية في سورياوالعراق. وقال نديم حوري، نائب المدير التنفيذي لقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في هيومن رايتس ووتش: "ردّا على افتخار متطرف تونسي بجرائمه عبر شبكة الإنترنت، يجب على السلطات أن تبعث برسالة واضحة لا لبس فيها إلى جميع التونسيين مفادها أنّها لن تتسامح مع مثل هذا السلوك". ورغم أنّ مقطع الفيديو لا يظهر عمليّة الإعدام، يبرز أبو حمزة في مقطع من التسجيل وهو يعرض بطاقة هويّة أمام الكاميرا، ويسأل بقيّة الأسرى ما إذا كان الضحيّة شيعيّا. ولمّا أكّد له الرّجال ذلك، قال أبو حمزة "الحمد لله"، وذكر اسم الرجل، ثم أظهرت الكاميرا الضحيّة وقد أصيب بطلق ناري في وجهه. ورغم قيام مسؤولي فيسبوك بإغالق صفحة أبي حمزة لأنّه انتهك شروط الاستخدام، فإنّ منظمة هيومن رايتس ووتش تقول إنّها احتفظت بمقاطع الفيديو وبنسخة من صفحة فيسبوك.]...
1 - أردت التوقّف عند هذه الأخبار التي توقّفت عندها "ووتش"، تلك "الحقوقيّة" الأمريكيّة التي رأت تدمير غزّة بالكامل نوعا من الدّفاع عن النّفس وإسرافا في استعمال القوّة ثمّ حمّلت الطرفين القاتل والمقتول المسؤوليّة فيما حدث دون أن تنتبه إلى أساطيل الذخيرة الأمريكيّة الدّاعمة للّقيط الصهيوني الدموي، تلك المنظّمة التي لم تنتبه إلى السيسي المجرم يقتّل ويصلّب ويُحرّق في الساحات والميادين القاهريّة والمصريّة، تلك المنظّمة التي لم تنتبه كثيرا إلى جرائم المالكي الطائفيّة، تلك المنظّمة التي لم يستوقفها كثيرا التطهير العرقي في إفريقيا الوسطى، ترابط بصفحات الفايسبوك لتقبض على المجرمين والإرهابيين التونسيين متلبّسين بجرائمهم ضدّ الإنسانيّة. ولو أسعفنا البحث وساندنا الحقّ لوجدنا أغلب من خرج مقاتلا من المسلمين إنّما خرج محاولا منع حدوث جرائم ضدّ الإنسانيّة أو هو خرج لمّا حرّكته وأقضّت مضجعه جرائم ضدّ الإنسانيّة في سورياوالعراق وقبلها في فلسطين وأفغانستان، وهي جرائم لم يتخلّف أبدا عنها بلد مَنشَإ "ووتش"!...
2 - بالتوقّف مع هذه الأخبار تزداد قناعة المسلم بتوجيهات القرآن الكريم. فكلّما اتّبعت أيّها المسلم كلّما ازداد عليك عدم الرّضا لأنّك لم تبدع في اتّباعك، فترهق أيّما إرهاق لأنّك اتّبعت. وقد كنت بخير لو أنّك ربّك اتّبعت وما هؤلاء اتّبعت!... فال"ووتش" تدعو تونس [بصفتها دولة طرف في المحكمة الجنائيّة الدولية منذ 2011 م] إلى تحمّل مسؤوليتها إزاء أبنائها، ليس بتوفير جميع متطلّبات الحياة الكريمة ولكن بسنّ القوانين التي تجعلهم لا يفكّرون أبدا في مقاومة من يناصره أهل "ووتش" ولا ما يفرضه أهل "ووتش" من أفكار هادمة للنّسيج العربي الإسلامي الذي ما أظهرنا خلال التاريخ الغابر إلّا حماة للمروءة دعاة للسلم والخير والتعارف والتحابب والتكافل بين جميع بني البشر!...
3 - بالتوقّف مع هذه الأخبار يمكن أن ندرك حجم جريمة أولئك الذين يريدون لدستورنا في تونس أن تكتنفه "العالميّة" وتؤطّره "الدولية" الواقفة صفّا واحدا في محاربة الإنسانيّة!... عالم يريدونه لل"كبير" الجشع المجرم يفعل ما يشاء يعربد كيفما يشاء، حتّى إذا وجدوا مقاومة من "صغير" سلّطوا عليه سفهاءهم يخطّؤونه ويجرّمونه ويبشّعونه وينفّرون منه بل ويصطادون حتّى من يقول في حقّة كلمة إنصاف ككلمتي هذه التي قد تصنّف "جريمة ضدّ الإنسانيّة" أو هي على الأقلّ "مشجّعة للإرهاب"!...
4 - بالتوقّف مع هذه الأخبار يدرك من لم يدرك أنّ "الكبار" لا يجعلون أنفسهم - خدمة لحرّيتهم وشعوبهم - تحت طائلة الاتّفاقات التي يرغب فيها حكّام العرب لكونها الضعاف الفاسدون (عالميّة دوليّة!!!!....)، فالكيان الصهيوني لم يمض على أغلب هذه المكبّلات، وأهل "ووتش" لم يفعلوا ذلك أيضا وإن تعلّق الأمر بالمحافظة على الطبيعة ومنع التلوّث (فليس ذلك عندهم خدمة للإنسانيّة). ولذلك ف"ووتش" لا تملك الحجّة على المجرمين الأصليين كي تتوجّه إليهم بما توجّهت به لمبحر "تافه" أحمق في الإنترنت!... وإذا كنّا قد أنجزنا ثورة في تونس، فإنّها لن تكتمل إلّا بمراجعة كلّ الاتّفاقات التي يقال عنها "دوليّة" كي نقلّمها ولا نجعلها حالقة لأخلاقنا وقيمنا وديننا وحرّيتنا وكرامتنا وقامتنا!...
وبالتوقّف مع هذه الأخبار ندرك أنّه ليس كلّ ما يحرّك الإنسانيّة يحرّك "ووتش"، وإنّما يحرّكها - فتتحرّك له - كلّ ما ترى فيه إمكانيّة لضرب وحدة المسلمين كيافطة "الشيعي"... ولقد رأينا بالأمس القريب صدّام حسين رحمه الله يرفع رسميّا على المشانق في يوم عيد الإضحى - وهو السنّي الرّئيس - وما سمعنا ل"ووتش" وغيرها ركزا، وما سمعنا لأهل "ووتش" اعترافا بالذنب فيما وقع في العراق المستباح بواسطة كذبة أمريكيّة صهيونيّة عربيّة متخلّفة!... وإنّما برزت "ووتش" لانتظار المستضعفين منها كلمة "تقوّيهم" ضدّ الظلمة وما انتبهوا إلى أنّ "ووتش" ترى مرّة وتتعامى مرّات ومرّات!...
عبدالحميد العدّاسي، 27 جوان 2014 مصدر الخبر : بريد الحوار نت a href="http://www.facebook.com/sharer.php?u=http://alhiwar.net/ShowNews.php?Tnd=26117&t=نحن و" ووتش"!...&src=sp" onclick="NewWindow(this.href,'name','600','400','no');return false"