اورد سفير تونس بليبيا السيد رضا بوكادي في حديث ل«الصباح» على هامش عودته إلى تونس بالدبلوماسيين التونسيين المختطفين بليبيا منذ مارس الماضي أن « المفاوضات غير المباشرة مع الخاطفين عبر «وسطاء» مؤثرين في ليبيا من أصدقاء تونس والسفارة في طرابلس مكنت من الإفراج دون شروط ودون مقايضة.. خلافا لما روجه البعض ..» وأكد السفير رضا بوكادي أن الجهود المضنية التي قامت بها سفارة تونس في ليبيا مع متابعة يومية ودقيقة من وزير الخارجية ومن رئاسة الجمهورية مكنت أولا من تأمين سلامة الدبلوماسيين العروسي بيوض ومحمد الشيخ وتوافقات للإفراج عنهما مرارا من قبل « الوسطاء « المتصلين بالسفارة .. لكن بعض المعطيات عرقلت العملية في أكثر من مناسبة وأدت إلى تأجيلها ..» لا سيما أن الجانب التونسي تمسك برفض سيناريو « تبادل سجناء « متهمين في تونس بدبلوماسيين ..وفق مقترح دعا إلى اعتماد « مخرج « تنفيذ اتفاقية الرياض لتبادل المجرمين «.. وتوجه السفير رضا بوكادي إلى كل كبار المسؤولين في تونس وليبيا على الصعيدين الرسمي والشعبي الذين بذلوا جهودا لتامين سلامة الدبلوماسيين التونسيين المختطفين ثم الإفراج عنهما .. من جهة أخرى أورد السفير رضا بوكادي أن الأوضاع الأمنية والسياسية في ليبيا مرشحة لأن تتطور إيجابا بعد الانتخابات الجديدة رغم ضعف الإقبال النسبي بسبب بعض الأوضاع الأمنية والسياسية «الانتقالية» التي تمر بها منذ أشهر ..
مناطق حرة مشتركة وتوقع بوكادي أن تشهد المرحلة القادمة تحسنا ملموسا في مجالات التعاون الاقتصادي والشراكة بين تونس وليبيا .. بفضل جهود مجلس الأعمال التونسي الليبي ومؤسسات خاصة وحكومية مشتركة عديدة .. ومشروع إقامة مناطق حرة في الحدود تخدم مصالح الشعبين وتساهم في دعم جهود سلطات الأمن والجيش في البلدين بتامين الحدود المشتركة .. واستدل بوكادي في هذا السياق بالنموذج الفرنسي الألماني للشراكة والمناطق الحرة الاقتصادية التي تحقق التكامل الشامل وتجعل من الحدود جسرا للتعاون والبناء وليس «عبئا».. وتوقع السفير التونسي في ليبيا أن تستأنف كثير من المؤسسات التونسية والمشتركة عملها في المنطقة الشرقية لليبيا وفي بقية الجهات بما في ذلك في قطاعات العقارات والبينة الأساسية والخدمات «فور استكمال الأشقاء في ليبيا تشكيل الحكومة الجديدة وتركيز البرلمان الجديد .. بما يسهل تسديد الدولة الليبية الأقساط المالية الأولى لفائدتهم..»
نصف مليون ليبي و140 ألف تونسي؟ وماذا عن الصعوبات المالية والاجتماعية التي يمر بها التونسيون في ليبيا والليبيون في تونس بعد سنوات من حالة عدم الاستقرار الأمني والاجتماعي والفلتان الإعلامي والسياسي ؟ السفير رضا بوكادي عقب على سؤالنا قائلا :» رغم كل الصعوبات فان عدد التونسيين في ليبيا لا يزال يحوم حول 140 ألفا ..غالبيتهم من بين العمال .. وهم يحتاجون إلى تطوير الخدمات القنصلية ومضاعفة عدد الدبلوماسيين في طرابلس وبنغازي.. وهو مطلب ملح يتقدم به كذلك رجال الأعمال والمستثمرون التونسيون والليبيون والعرب والأجانب..الذين يهتمون بتطوير « الشراكة المتعددة الأطراف والتي تكون فيها ليبيا وتونس بوابة لأسواق افريقية واعدة «.. وعن عدد الليبيين في تونس أورد السفير رضا بوكادي أن « التقديرات الأكثر دقة قد توفرها المصالح القنصلية والدبلوماسية الليبية .. لكن حسب تقديراتنا والمعطيات المتوفرة حاليا فان عدد الأشقاء الليبيين في تونس يتراوح بين 400 و500 ألف.. والعدد يمكن أن يرتفع ع تحسن الأوضاع الأمنية والاجتماعية في البلدين.. خاصة أن عدد السياح الليبيين تجاوز لأول مرة عام2013 المليونين و350 ألفا ..ورغم اضطرابات الأشهر الماضية وغلق البوابة الحدودية لمدة أكثر من شهر خلال الربيع الماضي فان الأشهر القادمة يمكن ان تشهد تدفق مزيد من السياح من الشقيقة ليبيا ..والعكس صحيح ..»
اهتمام دولي بشراكة تونس وليبيا وهل يمكن أن تتحسن الأوضاع الاقتصادية والأمنية والسياسية قريبا في ظل ما تشهده بعض مناطق شرق ليبيا من اضطرابات واغتيالات واعمال عنف وتلويح الجنرال المتقاعد خليفة حفتر وانصاره بالهجوم على انصاره ؟ ردا على هذا السؤال اورد السفير رضا بوكادي ان « الاتصالات التي تجريها قيادات اوروبية ودولية رفيعة المستوى مع كبار المسؤولين التونسيين ومع السفارة التونسية في ليبيا تؤكد تمسك الاتحاد الاوروبي وواشنطن والعواصم الغربية بدعم المسار السياسي في ليبيا وتونس وشمال افريقيا .. بوابة القارة الافريقية «الجذابة اقتصاديا « منذ زيارة الرئيس الامريكي بيل كلينتون الى افريقيا في التسعينات واعلان اهتمام بلاده بالاستثمار في السوق الافريقية حيث فرص نماء هائل ..وتاكيده على كون واشنطن اصحبت تعتبر افريقيا» جزءا من الامن القومي الامريكي «.. واستطرد السفر بوكادي قائلا :» اعتقد ان الدول الغنية وخاصة دول الاتحاد الاوروبي وامركيا تعمل على اجهاض سيناريوهات جر ليبيا وتونس وبقية شمال افريقيا نحو العنف والإرهاب ..وتريد أن تكون ليبيا وتونس طرفا في مشاريع ثلاثية الاقطاب تكون هي طرف فيها ..»