أصدرت حركة نداء تونس أمس بلاغا إعلاميا أعلنت فيه طرد القياديين عمر صحابو ونور الدين بن تيشة من الحزب، وذلك على خلفية موقفهما المضرة بمصلحة الحركة حسب نص البلاغ.. وتأتي هذه الخطوة بعد أيام من خطاب رئيس نداء تونس الباجي قايد السبسي الذي اتهم فيه ثلاثة من المنتسبين للحركة بالتآمر ضد مصلحة الحزب، وإثر تصريحات عمر صحابو ليلة الأحد في برنامج تلفزي، والتي دعا من خلالها السبسي إلى مصارحة الشعب التونسي بحقيقة وضعه الصحي، داعيا إياه إلى عدم الترشح لسباق الرئاسة بسبب حالته الصحية التي لا تسمح له بتولي مسؤولية بهذا الحجم، حسب قول صحابو. اما القيادي نورالدين بن تيشة فقد تم طرده من حضيرة الحركة، نتيجة ما اعتبره الحزب موقفه المساند لمصطفى كمال النابلي في ترشحه للانتخابات الرئاسية.. قرار غير ديمقراطي ومرفوض هذه الخطوة قوبلت باستياء كبير من صحابو وبن تيشة اذ استغرب صحابو من القرار ووصفه بالخطير وقال انه يدل على حياد الحركة عن مبادئ الديمقراطية وعدم ايمانها باختلاف الآراء، مذكرا بأن الحزب أقدم في الماضي على طرد عدد من قيادييه على غرار الطاهر بن حسين وعبد العزيز المزوغي، وهو ما ينذر بخطر قادم في حال وصوله إلى الحكم، بالنظر إلى سياسة الإقصاء التي يعتمدها مع منتسبيه، فكيف سيكون الحال مع معارضيه من الأحزاب الأخرى، حسب تعبيره. من جهته تحدى نور الدين بن تيشة قرار الطرد، قائلا انه لا يمكن لأي كان ان يضعه خارج أسوار حركة نداء تونس، واصفا القرار ب»وصمة العار على جبين الحزب»، ووساما على صدره.. مؤكدا وجود زمرة قليلة في نداء تونس تسعى للهيمنة على دواليب التسيير واقصاء القياديين الكبار عبر تشويههم إعلاميا وتضليل الرأي العام ببث الإشاعات التي تمس من القيادات الحقيقية للحركة..على حد قوله.. ويأتي هذا القرار قبيل الإستحقاقات الانتخابية المنتظرة، وهو ما من شأنه أن يخلق حالة من البلبلة في صفوف الحزب، خاصة أن صحابو وبن تيشة من القيادات المؤسسة للحركة، وطردهم بهذه الطريقة قد يكون له الوقع السلبي على مسار الحملات الانتخابية للنداء.. فهل يمكن القول بأن ما حصل مؤشر خطير على بداية تصدع داخلي، وتأكيد على ما اعتبره عمر صحابو سياسة إقصاء ينتهجها لكل مخالفيه؟ وهل ستضر تصريحات صحابو بشأن الحالة الصحية للسبسي بحظوظه في الوصول إلى قصر قرطاج؟ أم أن هذه الخطوة تتنزل في إطار تنظيم الحزب لبيته الداخلي ورصّ الصفوف استعدادا للمواعيد الانتخابية، وأن ما قيل حول الوضع الصحي لرئيسه يأتي في سياق صراع بين الأحزاب المتنافسة ويدخل ضمن حملات تشويه الخصوم. انقلاب على السبسي؟ حركة نداء تونس ومن خلال تصريحات قيادييها سارعت إلى التقليل من شأن عملية طرد عمر صحابو ونورالدين بن تيشة في محاولة للملمة الملف والحد من تبعاته السلبية على حظوظه في الانتخابات، حيث اعتبر المكلف بالإعلام في نداء تونس خميس قسيلة أن عمر صحابو ليس من مؤسسي الحزب، وأنه ليس سوى انتهازي كان يطمح إلى منصب سياسي، وأمام عجزه عن الوصول إلى أهدافه انقلب على الحركة وسعى إلى تشويهها عبر تصريحات هامشية لا أساس لها من الصحة..حسب قوله. كما اعتبر أن موقف بن تيشة الداعم لمصطفى كمال النابلي في انتخابات الرئاسة يدل على خروج بن تيشة عن ضوابط العمل الحزبي، ومن حقه أن يدعم من يشاء لكن خارج اسوار نداء تونس، مؤكدا أن الثلاثي المندس داخل الحركة، بما في ذلك صحابو، وبن تيشة وشخص آخر سيتم الكشف عنه لاحقا، كانوا يحضّرون لانقلاب داخل الحزب، بالتنسيق مع بقايا النظام البائد وبالتنسيق مع منذر الزنايدي العائد إلى تونس مؤخرا، والذي يتواصل بدوره مع الرئيس المخلوع عبر موقع التواصل الاجتماعي «سكايب»..ولهذه الأسباب تم طرد صحابو وبن نتيشة من حركة نداء تونس، الذي لن يتأثر بخروجهما.. وقال القيادي في نداء تونس لزهر العكرمي أن ما يحصل يتنزل في إطار حملات تشويه ممنهجة لضرب الحركة قبل الانتخابات التشريعية والرئاسية، مقللا من شأن تصريحات صحابو، وهو ما دعمه القيادي في الحركة عبادة الكافي الذي استغرب ما قاله صحابو، مفندا كل ما قيل بشأن الوضع الصحي للسبسي وعدم قدرته على تسيير البلاد في حال وصوله إلى كرسي الرئاسة. بعيدا عن التأويلات والقراءات الهلامية لتصريحات صحابو، وموقف بن تيشة الداعم للنابلي، وتبريرات قياديي نداء تونس، فما حصل يؤكد قطعا أن الحملات الدعائية قد انطلقت قبل أوانها، وأن طبول حملات التشويه وضرب الخصوم قرعت دون سابق إنذار.