يمكن أن لا تعجبك قناة الزيتونة أو أصحابها أو خطها التحريري، إلا أن ذلك لا يمنع مساندتها في حقها في الوجود والبث. لسبب بسيط وهو أن الحرية كل لا يتجزأ، وأكبر مكسب تحقق خلال السنوات الأربع الماضية هو الحرية، وغلق الزيتونة تحت أي ذريعة كانت هو تعد على حرية التعبير وعلى حرية الإعلام وعلى الحرية مطلقا. والصامتون من أحزاب وجمعيات وشخصيات لا عذر لهم في صمتهم اليوم. الاستبداد يبدأ تحت يافطة تطبيق القانون. نتذكر أن الاستبداد النوفمبري بدأ هكذا واستمر طيلة عقدين أيضا وهو يشتغل في إطار تطبيق القانون. أما الذين ينادون بالحرية حينا ويصمتون أحيانا فهؤلاء ليسوا أنصارا للحرية وإنما هم أنصار أنفسهم. الحرية بالنسبة لهم مجال انتهازي لا أكثر ولا أقل. إزاء الاعتداء على الحرية لا يوجد موقع ثالث، إما مع المعتدين أو مع الحرية. المعركة الوحيدة التي لا توجد إزاءها ربوة للجلوس هي معركة الحرية. إما مع الحرية أو مع المعتدين عليها.