في عددها الصادر الثلاثاء 15 ديسمبر الجاري نشرت جريد الأخبار اللبنانية تقريرًا استخبارتياً خطيرًا يكشف المؤامرةالدولية التي تُحاك ضد جماعة الإخوان المسلمين وكل حركات المقاومة في المنطقةالعربية خاصة حماس وحزب الله ،وهو ما صدر عن الاجتماع الرباعي في العاصمة الأردنية عمان و ضم رؤساء مخابرات كل من مصر والأردن والكيان الصهيوني وأمريكا ، تحت عنوان"مكافحة الإرهاب" الأهداف ** ضرب البنية التحتية للإرهاب (إيران وحماس وسورياوحزب الله وجماعة الإخوان في مصر والأردن( ** ضرب الدعاية الإعلامية الناجحة لهذه الفصائلوالدول. ** تجفيف منابع الدعم، ومحاولة التأثير على الداعمين للإرهابفي الخليج العربي. **توجيه الضغوط الدولية نحو إيران وسوريا؛ لدفعهما باتجاهالانسحاب من محور الشر، وإحدى الطرق هي استعداد "إسرائيل" للانسحاب من الجولان، شواهد ودلالات على المستوى المصري ** الإقصاء السياسي ، بحرمان أعضاء الجماعة من ممارسة حقوقهم السياسية والنقابية والخدمية ** الاستنزاف المالي، بسلب الأموال والممتلكات وفرض الحراسة على الشركات ومنع أعضاء الجماعة من ممارسة حقوقهم القانونية في التجارة والاستثمار ** القمع الأمني للقواعد والقيادات " السجن والاعتقال والمحاكمات العسكرية" ** القمع الإعلامي ، بالتشويه والتشكيك والتحريض بل صدرت تعليمات سيادية في الأيام الماضية بعدم ذكر الجماعة تصريحاً أو تلميحاً بل طالب رئيس تحرير إحدى الصحف الحكومية"الأخبار" بمعاقبة وسائل الإعلام التي تكتب عن الإخوان على المستوى الأردني ينظر المراقبون إلى قرار حلّ البرلمان الأردني من باب السعي إلى مزيد من التضييق ضد جبهة "العمل"، أكثر منمحاولة الحدّ من الفساد الحكومي والبرلماني، كما برّرت الصحفالأردنية،وتؤكّد بعض المصادر أن مساعي التضييق تترافق مععمليات تجييش في صفوف الاستخبارات الأردنية ضد الإخوان المسلمين وجبهة العملالإسلامي؛ ولهذه الغاية عُقدت في مقر الاستخبارات العامة الأردنية "دورة تدريبية" للمحققين والمخبرين ، عنوانها "حركة الإخوان المسلمين ... التحقيق والتجنيد" على المستوى الفلسطيني ** الفيتو الصهيوأمريكي على المصالحة الفلسطينية وتعنت الوسيط المصري ** عدم الوفاء الدولي والإقليمي بإعمار غزة بعد الدمار والخراب الناتج عن الحرب الصهيونية الأخيرة ** الإصرار على استمرار الحصار على غزة براً وبحراً وجواً وما يتم مؤخراً من بناء الجدار الفولاذي - بتمويل أمريكي – بين مصر وغزة ** تعطيل صفقة تبادل الأسرى والحرص الأمريكي وطلب السلطة من مصر والوسيط الألماني بعدم إتمام هذه الصفقة ** الاعتقالات المستمرة لأعضاء حماس في الضفة والاستدعاءات الأمنية للآلاف ** قرار الكونجرس الأمريكي بأغلبية ساحقة لفرض عقوبات على قنوات الأقصى والمنار فضلاً عن حجب قناة العالم في دول الاعتدال فرص النجاح والفشل يرى كثير من المراقبين ندرة فرص النجاح لاعتبارات كثيرة منها : ** شيخوخة أنظمة الحكم التي تحولت بفعل الإرث التاريخي إلى تجمعات للمسنين تضم بقايا ونفايات التنظيمات التاريخية والأفكار المندثرةوبالتالي تفتقد رؤية إصلاحية واضحة ومضمونة، حتى ورثة هذه النظم تفتقد للمواصفاتوالمعايير المطلوبة لحكم هذه الدول ** فشل الأنظمة في تحقيق الحد الأدنى من الوعود التي أبرمتها والشعارات التي رفعتها مما أفقد غالبيةالشعوب الأمل في الحياة الإنسانية الكريمة بل صارت الأنظمة بأجهزتها المختلفة رمزاًللفساد والمحسوبية (راجع تقرير المنظمة الدولية للشفافية لعام 2008 ) ** تآكل الشرعية وتضاءل الشعبية لنظم الحكم بانهيار الطبقة الوسطى، المتعلمة والعماليةفي المدن وصغار الملاك والمستأجرين في الريف، بعد التزاوج بين الثروة والسلطة وجملة القوانينوالتشريعات التي انحازت لطبقة رجال الأعمال دون سواهم مما جعل هذه النظم ترتكز فيشرعيتها على رأس دبوس "رجال الأعمال" ** حالة الفرز التي كشفت الغطاء السياسي والأخلاقي عن الأنظمة والمجتمع الدولي بعد الحرب على غزة وصنفت من مع قضايانا ومن يتآمر عليها وفي المقابل تتمتع جماعة الإخوان بجملة من المقومات جعلتها تتميز بجهاز مناعي مرن يمتص بمهارةالضربات الحكومية بأنواعها المختلفة من هذه المقومات: **طبيعة منهجها التغييريباعتماده الوسطية بعيداً عن الغلو والسلمية بعيداً عن العنف والتدرج بعيداً عنالطفرة، مما يكسبها طول النفس وتحمل الأزمات بصر وجلد * * متانة التنظيم، بتوفر مقوماته من المرجعية الإسلامية و التاريخية وشروط وموصفات العضويةواستمرارية الرعاية والتعهد ومؤسسية وشورية القرار * * برامج البناء والإعداد النفسي والتربوي والفكري والاجتماعي التي تهدف إلى بناء كوادر تتمتع بالاستواء النفسي والنضوج الفكري والتميز الخلقي ** الشرعية الشعبية التي تتمتع بها الجماعة والحضور الإعلامي والسياسيالذي لا يمكن تجاوزه بل يبقى معتبراً في كل القرارات والسيناريوهات المحليةوالدولية * رغبة الشعوب في إحداث أي تغيير يخرجهم من النفق المظلم الذي حفرته أنظمة الحكم خاصة إذا كان من البدلاء أو الشركاء فصيل بحجم الإخوان وما يتمتع به من رصيدخدمي في المجالات الحيوية والجماهيرية عموماً هذه هي طبيعة الصراع القائم بين المشروع الصهيوأمريكي وأدواته بالمنطقة والمشروع الحضاري الإسلامي وفي القلب منه الإخوان المسلمين .