علن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن بلاده بدأت ببناء محطتين للطاقة النووية، وأنها تؤسس لبناء منشأة نووية ثالثة، وذلك بالتزامن مع يوم شهدت فيه كبرى المحافظات التركية انقطاع واسع و»غير مسبوق» للتيار الكهربائي أدى إلى شل جميع وسائل المواصلات وأربك الحياة العامة. وقال في تصريحات صحافية، مساء الثلاثاء: «لقد بدأنا باتخاذ خطوات فعلية على صعيد الطاقة النووية، حيث يجري العمل في الوقت الراهن بمشروعين، أحدهما في الشمال، والثاني في جنوب البلاد، ودخول المنشأتين طور العمل سيتطلب من 7 إلى 8 سنوات». وأضاف أردوغان: «سنقوم في تلك الفترة باتخاذ خطوات أخرى على صعيد تأسيس منشأة نووية ثالثة لتوليد الطاقة، لأن احتياجات تركيا في هذا المجال، تزداد بشكل يومي، ونرى بأن تنويع مصادر الطاقة، مسؤولية ملقاة على عاتقنا». وشهدت معظم المحافظات التركية من بينها إسطنبول والعاصمة أنقرة، انقطاع واسع و»غير مسبوق» للتيار الكهربائي استمر لساعات طويلة الأمر الذ أدى إلى خلق حالة واسعة من الإرباك بعد توقف جميع وسائل المواصلات العامة. رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو وفي رده على سؤال حول إذا ما كان هناك احتمال لهجوم إرهابي بشأن انقطاع التيار الكهربائي، قال: «يجري التحقيق في جميع الاحتمالات، وشكلت خلية أزمة في وزارة الطاقة». شركة توزيع الطاقة الكهربائية التركية، قالت ان انقطاع التيار عن مناطق مختلفة، في أنحاء تركيا، بسبب عطل في خطوط النقل، مؤكدة أن العمل جار على قدم وساق لمعاودة تزويد تلك المناطق بالتيار الكهربائي، مشيرة إلى أن العمليات الفنية للوقوف على أسباب الانقطاع تتواصل على نحو واسع. ففي العاصمة أنقرة، ضرب انقطاع التيار الكهربائي شتى مناحي الحياة، حيث ظل عدد كبير من المواطنين محاصرين في مصاعد الأبنية، إلى حين قيام فرق الدفاع المدني بإخراجهم منها، كما أصيبت حركة المرور في المدينة بشلل شبه كامل، بينما قامت الحافلات بتعويض توقف حركة مترو الأنفاق وقامت بنقل المواطنين، فيما اعتمدت المستشفيات ومراكز الشرطة والمرافق العامة، على المولدات الكهربائية، للاستمرار في أعمالها. وتسبب انقطاع التيار في توقف رحلات الترامواي، ومترو الأنفاق، في ولايات اسطنبول، وإزمير، وبورصة، وقيصاري، وأضنة، وصامسون، وغازي عنتاب، مما تسبب في ازدحام شديد في المواقف، كما تعطلت إشارات المرور في المناطق التي انقطع عنها التيار، ما استدعى نشر مزيد من أفراد شرطة المرور، تجنبا لحدوث اختناقات مرورية، وتعطل حركة السير، كما طال انقطاع التيار الكهربائي، ولايات أنطاليا، وأرض روم، وإدرنة، وإسكي شهير، وديار بكر. ونفى وزير الطاقة والموارد الطبيعية تانر يلدز أن يكون الانقطاع ناجما عن نقص في الطاقة، مستبعدا حدوث هجوم إلكتروني، وأشار أن العطل قد يكون في خطوط النقل أو ناتجا عن سبب فني آخر وأن الأمر يتابع لحظة بلحظة. وفي تصريح لاحق، مساء الثلاثاء، قال يلدز «إنَّ التيار الكهربائي بدأ بالعودة إلى مناطق الانقطاع في تركيا، وإن 90 ٪ من مدينة إسطنبول عادت إليها الكهرباء». مشيراً إلى أن التيار الكهربائي سيعود من جديد إلى كل مكان خلال فترة قصيرة، ولن تكون هناك أي مشاكل في ذلك.