أغادير (المغرب)/ سعيد أهمان/ الأناضول - تحولت أعمال المكتب الدائم لاتحاد المحامين العرب إلى جلسة لتبادل الاتهامات بين نقباء المحامين العرب بعد عرض الاتحاد لتقريرها السنوي حول الأوضاع بالدول العربية، اليوم السبت، في اجتماع لمدينة أغادير، جنوب غربي المغرب، حضره مراسل الأناضول. ووصف حسن شبانة، نقيب المحامين الفلسطينيين، تقرير الاتحاد بأنه "لم يشذ عن دائرة التأييد والتنويه والتنديد". وانتفض شبانة في وجه مسؤولي الاتحاد بالقول: خصصتم لقضيتنا المركزية صفحتين، ولم يتذكروا القدس عاصمة فلسطين، كما لم يحدد الاتحاد رؤيته بخصوص الوحدة الوطنية الفلسطينية. وبداء شحاتة غاضبا حينما واجه أعضاء مكتب الاتحاد بقوله: لا أرى وجها للعودة إلى القدس ومتابعة أطفال القدس، لا نريد منكم دعما ماديا، لكن دعما معنويا، فلسطين القضية المركزية لنا جميعا، والأمل في دعمكم". ودعا الاتحاد إلى "الانتقال من مرحلة استصدار البيانات إلى الدعم والمناصرة والفعل لحركات التحرر العربية وحقها في تقرير مصيرها المرتبط بالحكم الذاتي والانفصال عمن يحتلونها". وشدد شبانة على "ضرورة حق الشعب العربي في استرداد أرض فلسطين المغتصبة ودعم المقاومة وثقافتها بالعزم والعزيمة قابضين على هويتهم". بدورها، اتهمت هدى المهزع، نقيبة محامي البحرين، تقرير اتحاد المحامين العرب بأنه "مجانب للصواب داعية إلى إيفاد لجنة لتقصي الحقائق، فما حمله التقرير حول الأوضاع في البحرين يخالف ما أعيشه أنا في هذا البلد". ومضت قائلة "نعمل على لم الشمل والجراح سنة وشيعة بكل الأطياف". كما أجمعت تدخلات محامين آخرين من السودان والمغرب ومصر وغيرها، على مدى 8 ساعات من التدخلات، على "غياب الحس القومي المألوف في خطاب الاتحاد، سواء ما اتصل بشقه السياسي أو الحقوقي أو المهني، حيث كان الانحياز للقضايا القطرية على حساب القضايا القومية الكبرى". كما انتقدوا "سيادة لغة التمجيد، وثقافة التمجيد، وأن حصر أسباب أزماتنا تعود إلى الآخر: الغرب وأمريكا وإسرائيل". كما استنكروا وأدانوا "كل التدخلات في الشأن العربي كيفما كانت مرجعيتها ومصدرها، ولو أننا نلتقي مع بعضها في الديانة، فكل تدخل أجنبي مرفوض ينبغي أن نندد به". ودعوا إلى "سيادة ثقافة الحوار، التي هي مفتاح لحل مشاكل البلدان العربية، وداخل كل بلد، أو بين كل بلد وبلد عربي". وفي رده حول ما أثير، قال عبد اللطيف بوعشرين، أمين عام اتحاد المحامين العرب في الاجتماع نفسه، إن "الاتحاد في أزمة وكنا على وشك السكتة القلبية، فقد وجدت الإدارة مشلولة ولا مرفق يعتمد عليه ولا وجود لأية لجنة أو مدير منذ تولي المهمة قبل ثلاثة أشهر، وكاد الاتحاد أن يفقد هويته". ومضى قائلا: وجدت نفسي أمام فراغ وبلا مرجعية. ورد بوعشرين على منتقديه بالقول: في إطار اجتهادي الخاص اعتمدت في التقرير على مرجعية موثوق بصحتها، وهو تقرير الأممالمتحدة الواقع في أكثر من 1200 صفحة، يحوي كل الرؤى والألوان والفرقاء. وزاد موضحا: استغلت على التقرير الدولي لنحو 3 أشهر، حتى نقدم للمكتب الدائم نتاج الاتحاد اليوم. واتبر بوعشرين "أن التقرير مستفز حتى يقول لي نقباء المحامين في الأقطار العربية ما هي أوضاعكم؟. ولفت إلى أن "القضية المركزية لتقرير الاتحاد هي فلسطين والأمن القومي العربي، كما أن ما يعيشه اليمن يؤرقنا ويقض مضجعنا إلى جانب سوريا والعراق وليبيا". وطالب بوعشرين "نقباء المحامين في البلدان العربية إلى أن يكواون سفراء الاتحاد في نقل ما يجري في كل بلد عربي، وأن يتحملوا مسؤوليتهم في ذلك، حتى نتخذ ما يلزم من إجراءات ومساع ومبادرات حيال ما يقع". والتمس من أعضاء الاتحاد "منحي الصلاحية لإعادة صياغة تقرير اتحاد المحامين العرب بعد تلقي كل ملاحظاتكم وانتقاداتكم وتقارير بلدانكم". وينتظر أن يصدر عن اتحاد المحامين العرب في وقت متأخر من ليلة اليوم السبت توصيات وخلاصات الدورة الأولى لمكتبه الدائم لعام 2015. وكان اجتماع الاتحاد قبل انطلق يوم الخميس الماضي تحت شعار "الأمن القومي العربي...بين الواقع والمأمول" بمشاركة أكثر من 300 محامي من الدول العربية أعضاء الاتحاد.