تونس الصباح أسفرت أشغال مؤتمر اتحاد الكتاب والأدباء العرب الذي التأم في الفترة الفاصلة بين 18 و22 أكتوبر الجاري عن إعادة انتخاب الأستاذ محمد سلماوي رئيس اتحاد كتاب مصر، أمينًا عامًا للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب لدورة ثانية (2009/2012) وانتخاب ليبيا في منصب النائب الأول للأمين العام وسوريا في منصب النائب الثاني وتحويل وحدة الملكية الفكرية إلى مكتب يتبع الأمانة العامة وانتخاب الأمناء المساعدين للأمين العام على النحو التالي: مكتب العلاقات الخارجية (تونس) مكتب الإعلام والنشر (اليمن) مكتب الشؤون الثقافية (الأردن) مكتب الشؤون التنظيمية والمهنية (الإمارات) مكتب مكافحة التطبيع (فلسطين) مكتب الحريات (السودان) مكتب الملكية الفكرية (مصر) مكتب أدب الطفل (الجزائر) وسيتولى نيابة تحرير مجلة الكاتب العربي كل من السودان والإمارات وسلطنة عمان. ناقوس خطر الفتن؟ هذا المؤتمر الذي شارك في فعالياته اتحاد الكتاب التونسيين من خلال المقعد الثاني للأمين العام الشاعر صلاح الدين الحمادي ورئيس وفد اتحاد الكتاب الاستاذ محمد البدوي، التأم تحت شعار «الرغبة في المحافظة على الهوية العربية والدفاع عن القضايا التي تواجهها الأمة». ومن أهمها إلى جانب مطالبة الهيئات الدولية المعنية بالتدخل العاجل والفوري لوقف الممارسات الإسرائيلية على الأرض المقدسة والتأكيد على أن القضية الفلسطينية هي القضية المركزية للعرب جميعا، تمسك الأدباء والكتاب العرب بحق دولة الإمارات العربية المتحدة في استرداد جزرها الثلاث (طنب الكبرى، طنب الصغرى، وأبو موسى) التي تحتلها إيران وضرورة دخولها في حوار مع الإمارات أو اللجوء إلى المحكمة الدولية حتى لا يتماثل الشقيق المسلم مع العدو المحتل. كما ناشد أعضاء المؤتمر القادة العرب الانتباه إلى محاولات زرع الفتن والانقسامات بين أبناء الشعب الواحد، وطالبوا بنبذ التفرقة الدينية والطائفية والمذهبية في كل من فلسطين واليمن والعراق ولبنان والسودان والصومال ومصر. نحو قمة عربية ثقافية وقد اقر المؤتمر وللمرة الأولى في تاريخ الاتحاد التعديلات التي استحدثت في النظام الأساسي واللائحة التنظيمية. كما تم اعتماد العقد المبرم بين الاتحاد والجامعة الايطالية والخاص بترجمة الأدب العربي إلى اللغة الايطالية ومثيله القاضي بترجمة الروايات إلى اللغة الروسية بعد أن تم التوسع في فكرته ليشمل ترجمة مسرحيات ودواوين شعر إلى اللغة الانقليزية وبعض اللغات الاوروبية الاخرى بشكل مشترك بين الاتحاد العام والمركز القومي للترجمة. وضم الأدباء المشاركون صوتهم إلى صوت العقيد معمر القذافي في مطالبته بضرورة اصلاح الأممالمتحدة من أجل تحقيق المساواة والعدالة بين الدول الأعضاء واجتمعت آراؤهم على توجيه نداء عاجل إلى قادة الدول العربية لعقد «قمة ثقافية» أسوة بالقمة الاقتصادية العربية لأن الثقافة هي حجر الأساس في بناء الإنسان العربي وحضنه الأخير. جائزة لأهم كتاب عربي وللعلم فقد تناول الكاتب المصري محمد سلماوي في تقرير عن انجازات الدورة السابقة وقد كان رئيسًا لها مبادرة شركاء من أجل الكتاب العربي وتهدف إلى دعم حركة التأليف والنشر في العالم العربي ورصد جائزة سنوية لأهم كتاب عربي قيمتها 100 ألف دولار (120 ألف دينار تقريبًا). وقد وقع على هذه المبادرة كل من رئيس «مؤسسة الفكر العربي» الأمير خالد الفيصل ووزير الثقافة اللبناني تمام سلام ورئيس اتحاد الناشرين العرب محمد عبد اللطيف وشوقي عبد الأمير ممثلاً عن مؤسسة «محمد بن عيسى الجابر».. وكشف سلماوي أيضًا عن موافقة العقيد معمر القذافي على دعم جائزة القدس ماديًا وهي أرفع الجوائز التي يمنحها اتحاد الأدباء والكتاب العرب، وتمنح سنويا لكاتب عربي عن مجمل إنتاجه وتشكل لها لجنة برئاسة الأمين العام وعضوية نخبة من كبار الكتاب والأدباء العرب. مراقبة الأنترنات وقد كانت الجائزة هذه السنة من نصيب الكاتبة السورية «كوليت خوري»، وقد نالتها تقديرًا لتجربتها الأدبية المتميزة وما تضمنته مؤلفاتها من أفكار قومية ووطنية وإنسانية، واهتمامها بالصراع العربي الإسرائيلي والنضال من أجل تحرير فلسطين. أما تقرير «حال الحريات» في البلدان العربية، فقد لوحظ فيه ازدياد المراقبة على مستويات مختلفة وخاصة على استخدام «الأنترنات» وافتقار بعض البلدان العربية إلى الجمعيات والهيئات التنظيمية الممثلة للكتاب مما يؤكد ضرورة إنشاء تنظيمات شرعية تدافع عن حقوق الكتاب. وقد أقر المؤتمر موقف الاتحاد العام الساعي إلى إعادة اتحاد الكتاب والأدباء العراقيين إلى عضويته مؤكدًا على المطلبين السابقين في هذا الخصوص وهما إعلان موقف اتحاد الكتاب العراقيين من «المقاومة» ضد الاحتلال وإجراء الانتخابات التي طال تأخرها. كما سيقوم الاتحاد العام بمخاطبة الفرقاء في فلسطين بما يفيد أنه في حال إتمام المصالحة سوف يتوجه وفد من الأدباء والكتاب العرب إلى قطاع غزة عبر رفح المصرية للتأكيد على «عروبة الأرض المحتلة». وأضاف محدثنا صلاح الدين الحمادي قائلاً: «إن كل اعضاء المؤتمر الرابع والعشرين قد تحلوا بحرص كبير على التوافق والتلاحم والإصرار على إنجاح المؤتمر والخروج بقرارات قابلة للتحقيق لامة لشمل العرب على المستوى الثقافي على الأقل».