عند متابعتك للقنوات المصرية الخاصة والعامة وخصوصا في شهر رمضان المبارك، ترى العجب العجاب؛ فكل القنوات تتبارز وتتبارى فيما بينها؛ أيها أقدر على عرض المسلسلات والبرامج التي تفسد صوم المسلمين؟ ونادرا ما تجد برنامجا أو مسلسلا هادفا ولو وجد فيتم إذاعته وبثه في الأوقات التي يعزف المشاهدون فيها عن متابعة التلفاز ... ونترك إعلامنا المصري والعربي، وننتقل إلى الإعلام الإسرائيلي وتحديدا قناة 33 والتي تبث على القمر الاسرائيلي؛ لنشاهد ماذا أعدوا من برامج لشهر رمضان المبارك .... وهاكم بعضا من برامج هذه القناة : 1. برنامج ( رمضانيات ) وهو برنامج للابتهالات الدينية، يؤديها إسرائيليون . 2. برنامج ( موعد مع الصائم ) وفيه يستضاف رجل دين؛ يتحدث عن روحانيات الشهر الكريم. ويحث مسلمي إسرائيل على القيام بأعمال الخير، كما يذيع البرنامج أناشيد دينية خاصة بشهر رمضان . 3. فيلم رمضاني بعنوان ( من غير رمضان )، والفيلم يتحدث عن الشهر في الماضي والحاضر، وأوجه الاختلافات في عصر التكنولوجي ، ويهتم الفيلم بالمغزى الفلسفي من حكمة الصوم، بحسب وصف الشركة المنتجة، ويلفت نظر المشاهدين للتعلم من قيم الماضي، والنظر لجوهر الصوم في الوقت الحالي. 4. برنامج خاص بليلة القدر، ويتم نقل بث مباشر لصلاة القيام فيه. وغيرها الكثير. أين البرامج الهادفة؟ أين المسلسلات التي تربي أجيالا وتبرز أدوار المسلمين وأمجادهم؟ أين ..أين ...أين.. ؟؟؟ إن المسلم ليحزن عندما يرى معظم إعلامنا بجميع صوره وأشكاله ليس لديه خطة طموحة؛ لتثبيت القيم الدينية، وتصحيح المفاهيم المغلوطة، والتذكير بالتاريخ الإسلامي؛ الذي ساد فيه العرب الدنيا؛ لتمسكهم بهذا النور، وما حل بالمجتمع من تحلل أخلاقي، وتشكيك في ثوابت الدين ليس إلا أثرا من آثار تخلي الإعلام عن دوره التربوي والأخلاقي، بل إن بعضها تتبنى هدم هذه القيم والأخلاق الفاضلة حتى في شهر رمضان، ولن أكون متجنيا إن قلت أن نسبة البرامج الدينية والمسلسلات لا تتعدى نسبة 5 % من نسبة باقي البرامج والمسلسلات غير الهادفة، والتي تحتوي على المحرمات والمنكرات والمفطرات . نعم لن ننكر هناك برامج هادفة، ولكنها قليلة جدا جدا، وأغلب القنوات ذات نسب المشاهدة العالية ليس لديها وقت؛ لنشر القيم الحميدة، وتذكير المشاهدين بقواعد هذا الدين؛ التي تجمع ولا تفرق، وتبني ولا تهدم، وتصلح ولا تفسد؛ حينئذ سيضيق الخناق على المتشددين في الدين والمتحللين منه على حد سواء . هل سيصل بنا الحال إلى أن ننادي القائمين على إعلامنا؛ أن يدرسوا رسالتهم ودورهم في المجتمع، كما يفعل الإعلام الاسرائيلي الذي راعى شعور المسلمين الصائمين ؟ هذه رسالة أتمنى أن تصل إلى المسؤولين عن الإعلام العربي عموما، والمصري خصوصا؛ علهم أن يفيقوا من سباتهم العميق، وينشدوا رضا الرحمن، ويحققوا ما تنشده الأمة منهم؛ من إعلام هادف محترم، يراعي أوامر الشرع ونواهيه، ويشجع على الفضائل ومكارم الأخلاق، ويحد من الرذائل ومساوئ الأخلاق . اللهم هل بلغت؟ اللهم فاشهد